معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

وسائل التواصل والوضعية الجغرافية في خدمة السياسة.. والعسكر
28/02/2022

وسائل التواصل والوضعية الجغرافية في خدمة السياسة.. والعسكر

مصطفى خازم
هي ليست وسائل إعلام جديدة إذاً، هي أدوات اتصال وتواصل واستعلام. خلاصة ما يمكن تعريف ما عُرّف زوراً بـ "الإعلام الجديد" بعد الاجراءات التي اتخذتها إدارات وسائل التواصل "تويتر"، "فايسبوك".. وأخيراً "غوغل".
منذ بداية اطلاقها، والمراحل التي مرت بها، وتعدد أشكالها وأدواتها، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في أكثر من دولة ومناسبة، لكن أشهر ما عرفه عالمنا العربي كان "ثورة مصر" والتي باتت مرتكزاً للكثير من الباحثين في شؤون الإعلام والاتصال للتدليل على قوة ونفوذ "الإعلام الجديد" ـ المقصود هو أدواته ـ والتي لم يكن لهذه الادوات فيها الا دور "التواصل" بين هيئاتها، إذ إن الاستعدادات والتحضيرات لم تكن في زمن ظهور تلك "الوسائط" بل كانت على أرض الواقع وليس افتراضياً أيضاً، وهذا حديث يحتاج إلى شروحات وتوضيحات ومعلومات، هي موجودة وكافية لتثبت ان ما صنعه "الأخوان المسلمون" في مصر من أرضية هيأت لنجاح "الثورة" كان سابق زمانه بل وأسس لمنظومات نقابية تمكنت من السيطرة على كل الهيئات النقابية من حادقات الاطفال إلى المحامين مروراً بكافة الاختصاصات.
بالعودة إلى ما يجري اليوم، نتابع يومياً إيقاف بعض "وسائط" التواصل لخدماتها في محيط جغرافي معين، أوكرانيا تحديداً، فضلاً عن حجب بعضها لحسابات روسية رسمية بما فيها وسائل الإعلام، مع الشخصيات السياسية الرئيسة. واليوم كانت أبرز خطوات المساهمة في تعزيز الوضع الأمني وتأمين بيئة آمنة للطرف الأوكراني في المواجهة، حيث قامت "غوغل ماب" وهي تقدم خدمة الخرائط من "غوغل" بحجب مؤقت لـ "أوكرانيا" عن خدماتها، وبالتالي هي تفترض أن الطرف الروسي يعتمد على خدماتها لمسح الوضعية الجغرافية للجيش الأوكراني كي يستفيد من الأحداثيات للرمي الدقيق.
ماذا يعني هذا الكلام، أو بالأحرى هذه الخطوة؟
1ـ "غوغل ماب" تقدم خدمة عسكرية خاصة لمن يدور أو تدور في فلكها!.
2ـ الأقمار التي تعمل على بث الصور الجوية هي أيضاً تعمل في المجال العسكري وليست مدنية.
3ـ حجب الخدمة يعني سيطرة طرف على دفق المعلومات وإدارتها لصالحه أو صالح أتباعه.
4ـ لا حرية رأي أو خدمات مجانية ومفتوحة للعموم من قبل هذه الوسائط.
5ـ القدرة على منع أي جهة من استخدام هذه الوسائط الا وفق مقتضيات وحاجات الطرف الممسك بها، وهو في الأغلب استقصاء المعلومات عن حركة المستفيدين (الجهات المعادية) من هذه الخدمات والمعارضين سياسياً للطرف صاحب ملكية هذه الوسائط.
كل هذا الكلام معروف، وأعدنا سرده للتأكيد عليه، وفتح كوة في جدار الوهم الذي تسعى مؤسسات ومراكز أبحاث وجامعات ووسائل إعلام لتثبيته، الا هو وجود مفهوم إعلامي جديد يعرف باسم "الإعلام الجديد" وأنه مساحة وواحة للحرية والتعبير عن الرأي، وسيؤمن مساحة عمل ونشاط لا يمكن حجبه ويمكن للمعارضات العالمية ان تستخدمه لبث دعاياتها وقيام ثوراتها من أجل "الديمقراطية".
هي كذبة، بل خدعة تمكن "الأميركي" من إدارة الأفراد الذين يقعون في فخ "الحلم الأميركي" ويسعون لنقل التجربة، أو فلنقل "استيراد" القيم الأميركية إلى مجتمعاتهم، لأن الأميركي لا يعمل على "التصدير" المباشر، بل يستخدم التمويه والتضليل ليتلاعب بالعقول.
لن تنفع كل هذه الأساليب مع من بنى شخصيته وكيانه على أرضية صلبة من القيم والمفاهيم السامية، ويعتمد على زنده الصلب وعقله المبدع ليخوض المواجهة.. بانتظار النصر القادم مهما طال الزمن.

مواقع التواصل الاجتماعيالإعلام والاتصال

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل