الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: نصر الله من تجليات روح الله
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 24 شباط/فبراير 2025، بمراسم تشييع سماحة الأمينين العامين السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين، وخصصت ملفاتها للحديث عن هذه المراسم ودلالاتها.
معجزة الشهيد نصر الله في لبنان
بداية مع صحيفة "رسالت" التي كتبت: "كان الشهيد المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله، من عدة زوايا مختلفة، تجليًا من تجليات روح الله. لقد عاش نصر الله ورفاقه على حافة خطوط المواجهة في الحرب لمدة أربعة عقود، وكانت هزيمة العدو المسلح وسحقه هي وظيفتهم وعادتهم، من أين جاءت كل هذه الشجاعة؟ لقد أفرغ نصرالله قلبه وسلّم حياته لله. لقد كان حقًا خاليًا من رغباته الأنانية، ومثل المرآة، كان مشعًا بالروح والمظاهر الروحية، لقد كان تجسيدًا حقيقيًا لروح الله".
وأضافت: "كان هناك جانب آخر من شخصية نصر الله وهو التشابه الذي لا مثيل له مع مؤسس ثورتنا الإسلامية العظيم الإمام روح الله الخميني. ما هو العمل الرئيسي للإمام الخميني في إيران؟ كسر النظام الاستبدادي؟ لا. طرد أميركا وأمثالها؟ لا. إدارة الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات، والتي فرضتها القوى العالمية على إيران؟ لا. كان عمله الرئيسي هو تغيير القلوب وتحويلها. لقد وجه قلوب الناس إلى الله، والقلب الذي لجأ إلى الله آمن أنه بمساعدة الله يمكن هزيمة النظام الطاغية، وطرد القوى الأجنبية، ودفع العدو إلى الوراء في حرب مفروضة"، مشيرًا إلى أنّ الإيمان بالله يقود المؤمن العازم إلى الثقة بالنفس، ويجعل المستحيل ممكنًا".
وأردفت: "هذا هو الموضوع المهم، معجزة الشهيد نصر الله في لبنان التي أصبحت نموذجًا لباقي الأمم. لقد أطلق فعلًا حركة في سن الواحدة والثلاثين، بأيدٍ فارغة، وموارد محدودة وقوة ضئيلة، طردت الجيش "الإسرائيلي" من جنوب لبنان في العام 2000، وهزمت العدو في حرب الـ33 يومًا، وأدت دورًا بارزًا في الشؤون الداخلية اللبنانية، ورفعت كلفة العدوان على لبنان إلى حد أن الحدود الشمالية أصبحت كابوسًا دائمًا للقادة الصهاينة في هذه الحرب الأخيرة، وحتى بعد وقف إطلاق النار، ظلت المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة خالية من السكان خوفًا من غضب مجاهدي حزب الله". تابعت الصحيفت: "لقد رحل الشهيد نصرالله عن هذه الدنيا الفانية، لكن شخصيته ومدرسته بقيت، كما أن نهج الإمام الخميني وفكره بقي بيننا وأصبح خالدًا. ولن يتأخر الوقت على حزب الله الأبي وحركة المقاومة، ببركة دمه ودماء بقية شهداء المقاومة، لطرد الكيان الشرير المحتل من الأراضي الإسلامية بشكل كامل، إن شاء الله".
استعراض القوة الحقيقية لحزب الله
من جانبها، كتبت صحيفة "همشهري": "تشييع الجثمانين الشريفين للشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لم يكن مجرد مراسم وداعية، بل كان تجسيدًا للحضور الكبير والفريد للأمة اللبنانية في ساحة تاريخية". ولفتت إلى أنّ: "ما برز بشكل لافت في هذا الحدث لم يكن فقط تكريمًا لمكانة الشهداء النبيلة، بل أيضًا إظهارًا لقدرة الشعب التي لا تقبل الجدل، والذي اجتمع حول محور المقاومة وأظهر إرادته للعالم. إن هذا الحضور المهيب، كالموج الهادر، يعبر عن حقيقة عميقة: ففي بلد تعمل فيه العديد من الأحزاب والمجموعات السياسية، لا توجد حركة قادرة على حشد الناس على هذا النطاق، باستثناء حزب الله، الذي كانت جذوره عميقة في قلوب الشعب اللبناني".
أضافت الصحيفة: "في الواقع، ومع أن المقاومة الإسلامية اللبنانية اشتهرت دائمًا بقوة عسكرية وتسليحية، إلا أن الجوهر الأساسي لهذه القوة يجب أن نبحث عنه ليس في الأسلحة المتقدمة، ولا في القوات الميدانية، بل في رأس المال الهائل من الدعم الشعبي. وهذا الدعم الذي استمر على مدى سنوات وتجلى في اللحظات الحاسمة، برز مجددًا في تشييع الشهيدين نصر الله وصفي الدين"، مشيرةً إلى أنّ: "هذا التجمع الرائع هو دليل على أن حزب الله ليس مجرد مجموعة عسكرية، بل هو تجسيد لإرادة شعبية ما تزال صامدة في وجه التهديدات والمؤامرات. وهذه حقيقة لا يستطيع أي من التيارات المتنافسة في لبنان أن يحققها".
وتابعت: "تبرز الحاجة إلى عقد هذا التجمع الكبير؛ لأنه بعد استشهاد السيد حسن نصر الله والأحداث المتعلقة بوقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، ظهرت بعض التكهنات بأن حزب الله قد تراجع من حيث الدعم الشعبي. وقد هدفت هذه التلميحات التي عززها على وجه الخصوص أعداء المقاومة إلى إظهار أن حزب الله لم يعد يحتل تلك المكانة الرفيعة داخل المجتمع اللبناني. وفي مثل هذه الأجواء؛ فإن إقامة هذا الحفل كان بمثابة رد حاسم وواضح على هذه الدعاية السامة، وأظهر أن حزب الله لا يزال يتمتع بدعم قوي وأن جماهير الشعب بكل قلبها تعترف بهذه الحركة كونها حاملة لواء كرامتها وحريتها". وأردفت: "بالإضافة إلى ذلك، أرسل هذا الحفل رسالة واضحة إلى الدوائر المحلية والأجنبية كافة. وعلى الصعيد الداخلي، أسهم هذا التجمع الضخم في تصحيح الافتراضات الخاطئة التي كانت لدى بعض التيارات السياسية حول مدى قدرة حزب الله في لبنان. وعلى المستوى الدولي، وجد أولئك الذين تصوروا أنهم قادرون على تحدي قوة حزب الله من خلال أعمال هجومية مثل حوادث مطار بيروت أن مثل هذه الأفكار لا قيمة لها مقارنة بالواقع القائم".
المقاومة حيّة
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في أرض تمرّ بالعواصف في كل لحظة، كانت قيامة الأمس لحظة تشابك فيها تاريخ لبنان ومستقبله. ويجب أن نرى حفل وداع قادة المقاومة الشهداء في بيروت نقطة تحول في تاريخ هذا البلد المعاصر"، مشيرةً إلى أنّ: "تجمعًا كبيرًا لم يكن مجرد حفل وداع شكلي لشخصيات صنعت التاريخ، بل كان تظاهرة لعظمة المقاومة ووحدة الأوطان واستمرار المثل العليا التي تبقى حية وخالدة في الشعب اللبناني".
وأضافت: "إن لبنان البلد الذي شهد الكثير من التغيرات في ظل العواصف السياسية والاجتماعية وعقود من الحرب يبقى متمسكًا بإرث المقاومة. لقد أدت هذه المقاومة المبنية على مبادئ مثل الاستقلال والحرية والكرامة الإنسانية على الدوام دورًا أساسيًا في السياسة الداخلية والخارجية للبنان. إن قادة هذه المقاومة الشهداء الذين ضحى الكثير منهم بأرواحهم من أجل المبادئ الوطنية والدينية في السنوات الأخيرة، يقفون الآن في مرآة هذه المراسم، ويواجهون أمتهم وتاريخهم"، لافةً إلى أنّ: "ما كان لافتًا في حفل وداع قادة المقاومة اللبنانية الشهداء هو حجم الرموز التي احتوته. وأصبحت بيروت، عاصمة لبنان، مركزًا روحيًا وسياسيًا كبيرًا في تلك اللحظات. وما كان مهمًا في هذا الحفل ليس فقط الاحتفاء بالقادة الشهداء، بل أيضا الرسالة السياسية التي نقلت من الحفل إلى العالم. إن هذا الاحتفال، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعيشها لبنان، أظهر بوضوح أن المقاومة هي قوة متجذرة في كل جوانب حياة الأمة اللبنانية وشعوب المنطقة. وفي هذه الأيام التي يعيش فيها لبنان ضغوطًا اقتصادية وسياسية واجتماعية شديدة، ويشهد أزمات عديدة على الصعيدين الاقتصادي والأمني، يمكن النظر إلى هذه المراسم على أنها رسالة قوة وتضامن من المقاومة الإسلامية اللبنانية".
تابعت الصحيفة: " وهكذا؛ فإن رسالة هذا الاحتفال إلى أصحاب السلطة في لبنان وخارجه، هي أن المقاومة أصبحت قوة منظمة وقوية قادرة على مواجهة كل الضغوط. ومن ناحية أخرى، فإن أحد الجوانب المهمة التي يجب أخذها بالحسبان عند تحليل هذا الاحتفال هو دور المقاومة في العملية الديمقراطية اللبنانية. في حين يُعرف لبنان بأنه بلد ذو نظام برلماني ومتعدد الأحزاب، فإن العديد من المحللين، وخاصة في الغرب وبعض الدول العربية، ينتقدون الجمع بين المقاومة والمبادئ الديمقراطية. في حين يرى المعارضون للمقاومة أنها تشكل تهديدًا لأمن لبنان وسلامة أراضيه، بل وحتى تهديدًا للديمقراطية، إلا أنه يبدو أن الشعب اللبناني، بحضوره الرائع في هذا الحفل، قد أثبت ولاءه للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، ودعمها بشكل نادر في تاريخ البلاد. فهل يعني هذا الدعم أن الشعب اللبناني دمج مفهوم المقاومة بالمبادئ الديموقراطية، أم أن هذا الدعم مجرد إشارة إلى رد فعل طبيعي تجاه القوى العظمى والتدخلات الأجنبية؟ مما لا شك فيه أن هذه الاحتفالات تعد رمزًا للاستقلال بالنسبة إلى بعض اللبنانيين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/02/2025
سياسة الضغوط القصوى على إيران اثبتت فشلها
التغطية الإخبارية
إعلام العدو: تعرض مستوطن لإطلاق نار قرب قرية نعلين غرب رام الله
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات إضافية إلى بلدة قباطية جنوب جنين
طقس لبنان مستقر مع ارتفاع تدريجي بدرجات الحرارة واستمرار الأجواء الباردة والصقيع لليلًا
لجنة الأسير يحيى سكاف: التشييع التاريخي لسيد شهداء الأمة ورفيقه الهاشمي ستذكره الأجيال القادمة بفخر
الدكتور رحال: كان السيد هاشم صفي الدين يتابع حاجات المستضعفين حتى الكارهين له
مقالات مرتبطة

سياسة الضغوط القصوى على إيران اثبتت فشلها

حرس الثورة الإسلامية: مراسم تشييع السيدين الشهيدين تجديد للعهد مع مدرسة المقاومة

أول مشاركة عملانية لمقاتلة "ياك- 130" في مناورة ذو الفقار

نداء الإمام الخامنئي بمناسبة مراسم تشييع السيدين الشهيدين
