نصر من الله

الخليج والعالم

الانتخابات الأميركية عنوان بارز في الصحف الإيرانية : من الفوضى البنيوية إلى الفوضى التنفيذية
05/11/2024

الانتخابات الأميركية عنوان بارز في الصحف الإيرانية : من الفوضى البنيوية إلى الفوضى التنفيذية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2024 بالانتخابات الأميركية الجارية وآثارها أو عدم تأثيرها على الأوضاع الإقليمية، وأيضًا تأثيرها على الأوضاع الداخلية للولايات المتحدة الأميركية، تزامنًا مع الترهّل والضغط الذي يحصل على الكيان الصهيوني بسبب ضربات المقاومة المتزايدة.

"الحمير" أو "الفيلة" ليست القضية

كتبت صحيفة همشهري: "ستجرى الانتخابات الأميركية اليوم في وضع تأخذ فيه حرب "إسرائيل" في غزّة ولبنان وتهديدات هذا النظام ضدّ إيران بدعم من الولايات المتحدة الأميركية أبعادًا أكثر خطورة. ومع الظروف التي خلقتها "إسرائيل" والولايات المتحدة في المنطقة، على الأقل في المرحلة الحالية، فإن الانتخابات الأميركية ليس لها تأثير كبير على الحرب. وسواء تم انتخاب كامالا هاريس أو دونالد ترامب، فإن دعم أميركا لـ"إسرائيل"، بما في ذلك الأسلحة والاستخبارات والخدمات اللوجستية والدعم السياسي، سيستمر، وموعد الانتخابات هو اليوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر وقد تعلن النتيجة بعد ذلك بقليل، لكن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن ستتولى المسؤولية حتّى كانون الثاني/يناير 2025، وعليه، تتحمل حكومة بايدن مسؤولية شهرين آخرين.

لكن ماذا سيحدث بعد يناير وتنصيب الرئيس الأميركي الجديد؟ بعد الانتخابات لن يكون هناك انقطاع في الدعم لـ"إسرائيل"؛ يدور النقاش حول مستقبل التطورات واليوم التالي للحرب. ويرى الديمقراطيون، ومن بينهم كامالا هاريس، أنه من أجل الخروج من الوضع العنيف في منطقة غرب آسيا، يجب تنفيذ "حل الدولتين" ويجب إنهاء الصراع بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين من أجل إحلال الأمن. وهذه هي الخطة التي يبحث عنها الديمقراطيون. كما أن الجمهوريين ليس لديهم مشكلة مع حل الدولتين، ولكنهم، على عكس الديمقراطيين، يعتقدون أنه لا ينبغي الضغط على "إسرائيل".
ومع ذلك، ليس هناك احتمال بأن تقبل سلطة الاحتلال الحالية في "إسرائيل" "حل الدولتين"؛ ولذلك فإن الإستراتيجية الأميركية لمنطقة غرب آسيا وقضية "إسرائيل" وفلسطين لن تتحقق. ولهذا السبب، لن يحدث تغيير جذري، ومن الممكن فقط أن تصبح الحرب المكثّفة الدائرة في غزّة وجنوب لبنان حربًا أقل حدة. لن يكون هناك سلام، وقد لا يكون هناك وقف لإطلاق النار؛ قد تنخفض شدة الحرب فقط".

وتابعت الصحيفة: " إن انتخاب ترامب يفتح يد نتنياهو، ويمكن للأخير أن يتخّذ إجراءات أكثر تطرفًا وعدوانية تجاه إيران. وفي الوقت نفسه، يبدو من غير المرجح أن تتحرك إدارة ترامب في اتّجاه يمهد الطريق لحرب واسعة النطاق بين إيران و"إسرائيل"، والتي سيتم فيها جر الولايات المتحدة إلى هذه الحرب. إن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد حربًا واسعة النطاق بين إيران و"إسرائيل" أو إيران والولايات المتحدة، بغضّ النظر عما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون هم الفائزون. إنهم يدعمون الحرب الخاضعة للسيطرة إلى حد ما تم إنجازه حتّى الآن مع رصيد من التغييرات أعلى أو أقل قليلًا".

جهود الصهاينة للخروج من الضغوط المتعدّدة الأوجه

كتبت صحيفة "جام جم": " في الأيام والأسابيع الأخيرة، وصل النظام الصهيوني إلى طريق مسدود في لبنان ويمر بوضع حرج. وبعد اغتيال قادة المقاومة على يد النظام الصهيوني، تمكّنت المقاومة على الفور من استعادة قوتها، والآن تتعرض قوات جيش النظام الصهيوني لأشد الهجمات من قبل حزب الله وبقية جبهة المقاومة. وفي الوقت نفسه، وبسبب هجوم الصهاينة على المناطق السكنية في لبنان وغزّة وقتل المدنيين، فقد لقيت تصرفات النظام الصهيوني إدانة شديدة على المستوى الدولي وفي الرأي العام العالمي، ومجموعة من هذه التطورات دفعت الصهاينة وحلفائهم إلى إثارة مسألة وقف إطلاق النار في هذه المرحلة. هذا بينما كان حزب الله قد أعلن سابقًا عن موقفه من مفاوضات وقف إطلاق النار ولا يزال على نفس الموقف. ومن أجل الدفاع عن أهل غزّة، دخل الحزب الله إلى الحرب، وطالما استمرت جرائم النظام الصهيوني في غزّة، فإن وقف إطلاق النار لن يكون له معنى، كما أن اليمن والمقاومة العراقية لديهما نفس الرأي". 

وأضافت "على هذا يبدو أن النظام الصهيوني يسعى إلى إبعاد نفسه عن الضغوط المتعددة الأبعاد من خلال وقف إطلاق النار في لبنان. فمن ناحية، يرى الصهاينة أنفسهم تحت ضغوط عسكرية، ومن ناحية أخرى، فإن ضغوط الرأي العام والبيئة الدولية تقف بقوة ضدّ هذا النظام، حتّى أن بعض خبراء الأمم المتحدة أثاروا مسألة تعليق عضوية "إسرائيل"".

الفوضى البنيوية إلى الفوضى التنفيذية

كتبت صحيفة "وطن أمروز": " في ظل البنية الغامضة للانتخابات في الولايات المتحدة فإن أصوات المواطنين الأميركيين في مختلف أنحاء هذا البلد لا تتساوى مع بعضها البعض وهي متغيرة حسب الولاية التي يصوتون فيها! أبعد من ذلك، فإن تخصيص جميع الأصوات الانتخابية لولاية ما للمرشح الفائز هو مثال ملموس على الظلم في عملية التصويت وإعلان نتائج الانتخابات. على سبيل المثال، إذا فاز مرشح أحد الحزبين الأميركيين التقليديين بنسبة 49% من الأصوات في إحدى الولايات و51% في الولاية الأخرى، فسيتم تخصيص النقاط الانتخابية الكاملة لتلك الولاية للمرشح الفائز. بمعنى آخر، يتم تجاهل حصة الأصوات التي حصل عليها المرشح المهزوم رسميًا. وتسببت المعادلة الحسابية نفسها في أن يصبح ترامب رئيسًا لهذا البلد في عام 2016، على الرغم من حصوله على 3 ملايين صوت أقل من هيلاري كلينتون".

وتابعت: " شارك دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، في الانتخابات الرئاسية لهذا البلد مرة أخرى هذا العام، ووصف في تصريحاته البنية الانتخابية لبلاده بأنه النظام الانتخابي الأكثر تزويرًا في التاريخ...وبعد وجود ترامب في البيت الأبيض، حلت الكراهية محل المنافسة في المنافسات الداخلية في أميركا. لقد اختفى تمامًا الشعور بالمنافسة الانتخابية في هذا البلد، ويحلّل أنصار المرشحين الحاليين بعضهم البعض على أنهم أعداء داخليون وليسوا كمتنافسين سياسيين. ليس من قبيل الصدفة أن يتحدث أشخاص مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للولايات المتحدة المتوحّش، عن حدوث صراعات داخلية مستمرة في هذا البلد بعد اليوم "5 نوفمبر"؛ وقت الانتخابات. الوضع واضح: من ناحية، فإن أنصار ترامب وهاريس لا يثقون بطبيعة البنية الانتخابية، ومن ناحية أخرى، فإن فوز منافسهم يعتبر كابوسًا مكروهًا لكل منهما. لا يستطيع أنصار ترامب أن يتسامحوا مع هزيمته في الانتخابات، ولا يستطيع أنصار كاملا هاريس أن يتسامحوا مع وجود ترامب لمدة 4 سنوات في البيت الأبيض".
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة