ترجمات
هل حان وقت خروج القوات الأميركية من سورية والعراق؟
كتب كريستفور موت مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" أشار فيها إلى أنَّ الولايات المتحدة والعراق على ما يبدو توصلا إلى اتفاق من أجل انسحاب القوات الأميركية المتبقية من العراق البالغ عددهم 2500، مؤكدًا أن هناك العديد من المشاكل الداخلية لها صلة مباشرة بغزو عام 2003.
وقال الكاتب: "تبيّن في ما بعد أن العملية الأميركية في سورية ساعدت حراك "المتمردين" الذين غالبًا ما كانوا في تحالف غير رسمي أو حتّى صريح مع جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، وأردف بأن هدف هذه الحركات كانت دائمًا ما تشمل فرض حكم ديني أو إجبار الأقليات الطائفية على اعتناق المعتقدات الدينية لدى هذه الحركات أو حتّى إبادة هذه الأقليات".
ولفت إلى أنَّه بعد مرور عقد منذ وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول، كانت الولايات المتحدة تخوض حربها المُزمعة على الإرهاب من أجل تنفيذ مشروع تغيير النظام في المنطقة.
كذلك، تحدث الكاتب كريستفور موت في مقاله عن نشوء تنظيم "داعش" من هذا الفوضى، مضيفًا أنَّ الولايات المتحدة لعبت دورًا مساندًا، مؤكدًا أنَّ فصائل المقاومة العراقية كان لها الحصة الأكبر في محاربة "داعش" خلال العقد المنصرم، مبينًا أن "الولايات المتحدة دعمت بقوة الأكراد، بينما كانت تقف ضدّ الحكومة السورية التي كانت هي أيضًا تقاتل "داعش"".
وأشار الكاتب إلى عدم صحة ما تقوله الحكومة الأميركية عن القواعد في سورية والعراق، والتي تزعم أنَّها أبقت عليها بغرض منع إعادة صعود "داعش"، مشيرًا إلى وجود 900 أميركي في سورية وفق المعطيات، مؤكدًا أنَّ "هذه القوات بقيت من أجل التصدي لـ"النفوذ الإيراني" الذي يمنع صعود "داعش".
وتابع الكاتب إن الحكومتين العراقية والسورية تبقيان القوّة الأقوى في بلديهما، وإن كلتيهما تجمعهما بإيران علاقة صداقة، محذرًا من أن الحرب في غزّة قد تؤدي إلى رفع منسوب التوتر.
كذلك، شدد الكاتب موت على أنَّه ما من مبرر للمخاطرة بحياة الجنود الأميركيين في سلسلة متزايدة من التدخلات الفاشلة التي تمر من جيل إلى جيل.
ونبه إلى أنَّ القواعد الأميركية "المعرضة والمعزولة" لا يمكن أن "تحتوي" إيران، وإلى أن هذه القواعد لا يمكن أن تلعب دورًا في هذا الإطار إلا في حال جرى تزويدها بتعزيزات ضخمة، الأمر الذي من المستبعد أن يدعمه الشعب الأميركي، نظرًا إلى المزاج الرافض للتدخلات في الخارج.
كما قال الكاتب، إنه ومع صدور الأنباء عن انسحاب القوات الأميركية من العراق، فإن المعبر البري الوحيد إلى القواعد في سورية هو عبر الأردن، لافتًا إلى أنَّ ذلك قد يترك خطوط الإمداد تحت تهديد أكبر مما تواجهه اليوم حتّى، وعليه، خلص إلى أن سحب القوات الأميركية من العراق يجب أن يترافق معه الانسحاب من سورية أيضًا.
وفي الختام، شدَّد الكاتب على أنَّه وعلى ضوء هذه المعطيات، فإنه حان الوقت لإنهاء التدخل الأميركي في سورية تزامنًا مع إنهائه في العراق.
سورياالعراقالولايات المتحدة الأميركية