الخليج والعالم
بزشكيان في بغداد لتعزيز الشراكة وتوثيق العلاقات بين العراق وإيران
بدأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان زيارته الرسمية للعراق صباح اليوم الأربعاء، بزيارة موقع استشهاد القائدين، الحاج أبي مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني، اللذين اغتالتهما الولايات المتحدة الأميركية في الثالث من شهر كانون الثاني/يناير 2020 بعدوان غادر قرب مطار بغداد الدولي، وأدى الرئيس بزشكيان مراسم الزيارة للشهيدين سليماني والمهندس وسط حضور رسمي واسع من الجانبين.
وكان في استقبال الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجمع من كبار المسؤولين في الحكومة العراقية، حيث جرى عزف النشيدين الوطنيين العراقي والإيراني، واستعراض حرس الشرف، ومن ثم عقد بزشكيان والسوداني اجتماعًا تباحثا فيه سبل تعزيز الشراكة العراقية الإيرانية في كل الجوانب والمجالات، وأهمية توثيق العلاقات بما يخدم البلدين.
وجدّد السوداني، خلال اللقاء، ترحيبه بالرئيس بزشكيان، في أول زيارة خارجية له بعد تسلمه مهام منصبه، مُستذكرًا مواقف الرئيس الراحل السيد إبراهيم رئيسي تجاه العراق، ومؤكدًا أهمية العمل الثنائي بين البلدين لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وبما يصب في اتجاه تعزيز الاستقرار والتنمية.
من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن شكره وتقديره للعراق وللحكومة العراقية على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين.
كما قدّم بزشكيان إلى السوداني لوحة تضمّنت رسالة من آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومة وشعبًا على ما جرى بذله من جهود في استقبال الزائرين في زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وما يمثله هذا الفعل من تجسيد للكرم الإسلامي وحُسن الضيافة العربية.
وفيما بعد، التقى الرئيس الإيراني، الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وتباحث الطرفان في أهمية تمتين الروابط بين بغداد وطهران في شتى الجوانب والمجالات، فضلًا عن استعراض آخر المستجدات الإقليمية، لا سيما الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة، وضرورة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني بكل السبل والوسائل.
ومن المقرر أن تشهد زيارة الرئيس بزشكيان التي تستمر ثلاثة أيام، إبرام خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، وفق ما ذكر مسؤولون عراقيون وإيرانيون.
وفي هذا السياق، قال مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيان له، "سيرعى الجانبان مراسم التوقيع على حزمة من مذكرات التفاهم في مجال التعاون الضريبي، وفي مجالات الزراعة، والموارد الطبيعية، والاتصالات، والحماية الاجتماعية، والشباب والرياضة، والتربية، والسياحة، والتبادل الثقافي والفني، والتعاون في مجال الآثار، وكذلك في مجال التدريب المهني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية". بينما نقلت وسائل إعلام مختلفة عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيده، أن زيارة الرئيس بزشكيان للعراق، ستشهد إبرام خمس عشرة مذكرة تفاهم في قطاعات متنوعة.
ووفقًا لما أوردته مصادر حكومية عراقية وإيرانية، فإن الرئيس الإيراني، سيؤدي مراسم زيارة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مدينة النجف الأشرف، ومرقدي الإمامين الحسين والعباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة، وسيتفقد عدداً من مشاريع الشركات الإيرانية في محافظة البصرة، وسيزور كذلك إقليم كردستان العراق، بناء على دعوة وجهت له من قبل حكومة الإقليم.
ورافق الرئيس الإيراني في زيارته التاريخية للعراق، وفد حكومي كبير، ضم وزراء ومستشارين وخبراء بتخصصات مختلفة، ومن بين أبرز أعضاء الوفد، وزير الخارجية عباس عراقجي، ووزير الاقتصاد والشؤون المالية عبد الناصر همتي، ووزيرة الطرق وبناء المدن فرزانة صادق مالواجرد، ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين، ونائب الرئيس التنفيذي محمد جعفر قائم بناه، وآخرين