خاص العهد
السفير الأميركي السابق في دمشق يُقر بفشل تعامل إدارته مع الملف السوري
بعد سنوات طويلة من السياسة العدوانية والتدميرية التي انتهجتها الولايات المتحدة الأميركية إزاء سوريا، بالأخص خلال الأزمة السورية، بدأت واشنطن تتلمّس فشل سياستها والآثار المترتبة عليها. الاعتراف بذلك جاء على لسان كبار المسؤولين الأميركيين الذين أوكل إليهم تنفيذ هذه السياسة، وفي مقدمتهم روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا، والذي أقر في لقاء مع مجلة "المجلة" أن: "إدارته ارتكبت العديد من الأخطاء في الملف السوري؛ مثل موضوع الرهان على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ودعم الجماعات المسلّحة المتفلتة"، مُقرًا بأنّ: "بلاده ليس لها القول الفصل في مصير سوريا ومستقبلها".
* تصريحات فورد إنهاء للمكابرة الأميركية وإقرار بالنتائج المترتبة عليها
عن تصريحات السفير الأميركي السابق في سوريا، قال المحلّل السياسي عدي حداوي لموقع "العهد" الإخباري :"إن تصريحات فورد لها دلالات ومغازٍ كبيرة، نظرًا إلى أنه كان من أهم المعنيين بتنفيذ هذه السياسات وأحد أهم مصادر المعلومات في واشنطن، وقد حاول التدخل بشكل مباشر وشخصي في التحركات المناوئة للحكومة السورية، وتحديدًا في دمشق وحماه".
رأى حداوي أنّ: "تصريحات فورد إقرار واضح وصريح بفشل سياسة بلاده وإنهاء للمكابرة التي واظبت عليها لسنوات عديدة". وفورد- بحسب ما بيّن حداوي- حاول أن يتملص من مسؤوليته بالفشل عبر تأكيده في معارضة الرئيس الأميركي في الإصرار على دعوة الرئيس الأسد للتنحي، وأنه نصح إدارته بالامتناع عن استخدام هذا المصطلح؛ لعلمه أنّ واشنطن لن تتدخل عسكريًا لتنفيذ ذلك. كما أن إدارة باراك أوباما في ذلك الوقت، بحسب رأي فورد، لم تكن تبحث عن حل سياسي بمقدار ما كانت أولويتها تحجيم تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن: "افتقاد الإدارة الأميركية لاستراتيجية واضحة بخصوص سوريا كان سببًا في تحجيم دورها لصالح الدور الروسي".
* الرهان على تسليح المعارضة كان خطأ كبيرًا
من ناحيته؛ أوضح المحلّل السياسي إبراهيم العلي أن فورد أشار إلى أحد أكبر الكوارث في السياسة الأميركية، وهي دعم المجموعات المسلحة بالرغم من محاولته الإيحاء بأنّ الجماعات التي دعمتها بلاده هي جماعات غير متطرّفة، مُلقيًا في هذا الشأن اللوم على حلفاء واشنطن في أنهم كانوا هم الداعمون للجماعات المتطرّفة. وبحسب العلي؛ هذا الادّعاء بعيد كلّ البعد عن الواقع، فالكل يعرف أن ما يُسمى بحلفاء واشنطن ليسوا إلا أدوات رخيصة في يدها، وهو مجرد تبادل أدوار حين تعمد واشنطن إلى إيكال الأدوار القذرة لهم حتّى تتملص من فعلتها أمام الرأي العام العالمي؛ خاصة بعد الجرائم الوحشية وعمليات الإبادة التي ارتكبتها تلك الجماعات بحق السوريين والاقتتال الداخلي في ما بينهم على عمليات السلب والنهب".
ورأى المحلّل السياسي أنّ أهمية تصريحات فورد تكمن في وصف السياسة الأميركية بالفشل الذريع، ليس في سوريا فحسب؛ بل في العراق وليبيا. وهذا مؤشر واضح على حجم الإدراك الأميركي لعقم السياسة الأميركية، وتراجع دورها في التحكم بمصير دول المنطقة وشعوبها، وهي من الأمور التي كانت بديهية في زمن القطب الواحد الأميركي، والذي تشير المعطيات كلها إلى نهايته واندثاره.
سورياالولايات المتحدة الأميركية
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024
القرض الحسن: صمود وعمل مستمر رغم العدوان
30/11/2024