آراء وتحليلات
هل أطاح غريفيث بوزير خارجية هادي؟
علي الدرواني
لا تزال الخلافات العميقة بين عناصر الخيانة والارتزاق تعصف بالكيان الهش لموهوم الشرعية المستندة الى تحالف رباعي تقوده الرياض وابو ظبي وتدعمه واشنطن ولندن لتطيح هذه المرة بخالد اليماني وزير خارجية هادي.
اليماني الذي بدأ مسيرته مع حقيبة الخارجية في حكومة الفنادق في ظل شعور فارغ بالزهو والاعتقاد أنه يملك قرار تعيينه وهو الزهو الذي ركب سلفه عبد الملك المخلافي قبل ان يرميه تحالف العدوان في سلة النفايات، يقال إنه قدم استقالته لعبدربه هادي المقيم في فنادق الرياض دون ابداء الاسباب، إلا ان اوساطا متابعة رجحت ان تكون هذه الاستقالة تعبيرا عن صراع داخل كيان الشرعية المزعومة على خلفية الفشل والتخبط السياسي والدبلوماسي لحكومة المرتزقة خاصة في ملف التفاوض مع المبعوث الدولي مارتن غريفيث.
هذا الفشل دفع هادي وجوقته الى تبني مواقف رافضة لاستمرار عمله في اليمن، متهمين إياه بالانحياز الى الحوثيين حسب تعبيرهم، رغم ان غريفيث الى اليوم لم يقم بما يمكن وصفه عملا امميا لا في سياق تنفيذ اتفاق السويد المتوقف عند المرحلة الأولى وإعادة الانتشار من جانب واحد في موانئ الحديدة الثلاثة، ولم يستطع دفع الطرف الآخر لتنفيذ التزامه في الاتفاق، ولا في فتح مطار صنعاء او تنفيذ اتفاق الاسرى، ناهيك عن المسألة الاقتصادية وتحييد عمل البنك المركزي وصرف مرتبات الموظفين المنقطعة منذ ثلاث سنوات.
والمبعوث الاممي البريطاني الجنسية يؤدي دورا امميا منحازا الى دول العدوان كما هو حال الامم المتحدة وكل المنظمات المنبثقة عنها، وليس ذلك بحاجة الى مزيد أدلة، وهو ايضا مدعوم من لندن كما يبدو، وقد تناقلت وسائل الاعلام مسودة لمشروع بيان لمجلس الامن يؤكد على دعم غريفيث والثناء على جهوده في اليمن، وهو الامر الذي عكس نتائج الحملة على اليماني قبل ان تصل الى غريفيث.
من جهة أخرى رأى مراقبون ان الرسائل التي بعثها هادي الى الامم المتحدة بخصوص غريفيث ربما تكون احد الاسباب كونها تجاوزت من يفترض انه وزير خارجيته واظهرته غير ذا قيمة الا عندما تقتضيه رغبة المشغل السعودي أو الإماراتي.
وفي السياق تناقلت مصادر اعلامية مقربة من دوائر المرتزقة ما يشي بنية مسبقة لدى هادي وبرغبة سعودية ايضا باقالة اليماني منذ قرابة الشهر، وهو الامر الذي تشير اليه مسارعة وسائل الاعلام السعودية لنقل الخبر، ما يؤكد ان ما حصل هو عزل وإقالة لكن بصورة الاستقالة.
لم يوفر خالد اليماني منذ ان كان سفيرا لحكومة هادي في الامم المتحدة فرصة الا واظهر تشددا وتشنجا دعما وتزلفا من تحالف العدوان على اليمن الى ان وصل الى منصب وزير الخارجية خلفا لعبد الملك المخلافي، ورفع حينها من سقف تشدده الذي ظهر جليا في جولة المفاوضات في السويد، محاولا افشال اتفاق استوكهولم بمؤتمره الصحفي الذي اعقب الاعلان عن الاتفاق، بتصريحات مخالفة لنص الاتفاق وتفسيرات مضللة لا تتوافق مع طبيعة الاتفاق، ولم يقف به الحال هنا بل ووصل الى حالة من الاسفاف متجاوزا الوقوف الى جانب السعودي والاماراتي في عدوانهما على الشعب اليمني، وذهب للتملق للعدو الاسرائيلي وتسليف مواقف مخزية كالتي قدمها في مؤتمر وارسو وجلوسه الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي مخالفاً ارادة الشعب اليمني إلا انها لم تشفع له في منحه بعض الصلاحيات اللازمة لإبقائه في المنصب.
ليس اليماني الاول ولن يكون الاخير الذي تتم الاطاحة به بهذه الطريقة، فقد اطاح هادي بنفس الطريقة المهينة بعدد من الشخصيات التي عملت الى جانب دول العدوان، بدءا بخالد بحاح، مرورا باحمد عبيد بن دغر وصولا لعبدالملك المخلافي، ناهيك عن حالات الاهانة والاذلال التي تعرض لها امثال الجبواني ومهما كانت الاسباب والعوامل التي اطاحت باليماني ومن قبله فانها تؤكد الحقيقة التي لا يريد البعض رؤيتها وان جميع من يلتفون حول الخائن هادي، على اختلاف مستوياتهم الوظيفية، فإنهم ليسوا إلا مجرد ادوات بيد الغزاة والمحتلين، وما مصير خالد بحاح واحمد بن دغر منهم ببعيد.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/11/2024