نقاط على الحروف
كيف تعامل الاعلام العبري والعربي مع رد حزب الله؟!
صوت الطائرات الحربية وغاراتها العدوانية عند الفجر، رغم علوّه، لم يفلح بإخفاء صوت الإرباك الإعلامي الذي ضجّ في أروقة الخبر الصهيوني، سواء ذلك الذي يرِد بالعبرية أو بالعربية: بيانات متناقضة تارة تدعي صدّ هجومٍ وطورًا تتحدّث عن ضربة استباقية، مرّة تتباهى بعدم سقوط أي صاروخ في أي مركز عسكري في الأرض المحتلة ومرّة تؤكّد أن ضربات حزب الله كانت ناجحة جدًا، ساعة توزّع صورة مزرعة دجاج أصيبت في الأرض المحتلة في إيحاء توهينيّ لضربات المقاومة وساعة تتحدث عن حدث أمني كبير لا يمكنها الإفصاح عن تفاصيله، دعوات المستوطنين إلى التزام الملاجىء ثم مخاطبة "المدنيين" اللبنانيين جنوب الليطاني، الطلب إلى المستوطنين بالتبرع بالدم ثمّ الحديث عن إنجازات حربية منعت المقاومة من تنفيذ الردّ، الإعلان عن تعليق العمل في مطار بن غوريون ثمّ الاعلان عن عودته إلى العمل وبعدها عن سقوط نظامه الإلكتروني بفعل الضغط، استعراض إعلامي تهويليّ حاد على وقع الغارات مع تكتّم هائل على ما جرى ويجري..
منذ الفجر حتى الساعة، يبدو الإعلام الصهيوني، العبري والمستعرب، تحت ضغط هائل: من جهة يحاول خوض معركة نفسية عبر التهويل والتهديد والتخويف والاستعراض، ومن جهة يكتم ألمًا باديًا على ملامحه وحركته ويحاول إنكاره.. وبدا نافرًا في هذا السياق التعاون الواضح لبعض وسائل الإعلام المحلية والعربية في تبني الروايات الصهيونية حول فجر اليوم، والترويج لها.. بل وأكثر من ذلك، بدت هذه الوسائل "ملكية أكثر من الملك" في بثّ التخويف والتهويل ضدّ اللبنانيين، فتقوم بشكل منهجي بنشر التهديدات "الإسرائيلية" وتمتنع عن نشر أيّ إقرار صهيوني بنجاح ضربات حزب الله.. ولا عجب.. فتلك عادة الإعلام الذي أدمن معلف أميركا منذ سنين. لا عجب أن يدعو أحد المواقع المحلية اللبنانيين إلى مغادرة الجنوب نقلًا عن "الجيش الإسرائيلي"، ولا أن يحدّث موقع قناة "الحدث" عن أن صواريخ المقاومة لم تصب أياً من أهدافها متجاهلًا الاعترافات الصهيونية التدريجية بالإصابات التي تحقّقت.. كذلك لا عجب أن تبثّ "سكاي نيوز عربية" خبرًا كاذبًا حول توقّف رحلات الطيران من وإلى مطار بيروت.. ولا عجب أن تبدأ كلّ أبواق الأمركة في البلد بتناول الردّ الصاروخي بتهكّم يحاول إخفاء علامات الضربة عن وجه الصهاينة..
في خضمّ كلّ هذا، ينتظر العالم، والمستوطنون الصهاينة بشكل خاص، حلول الساعة السادسة مساء لسماع خطاب السيد نصر الله والذي سيتحدّث فيه عن تفاصيل العملية العسكرية التي نفّذتها المقاومة فجر اليوم، وعن الهدف العسكري الوازن الذي تمّ ضربه.. ففي ظل كذب الإعلام الصهيوني وضياعه بين لعب دور يطمئن المستوطنين ويهوّل على أهل المقاومة وبين قرار حكومته بالتكتم على حقيقة ما جرى، لم يبق للصهاينة سوى انتظار إعلان حزب الله عن التفاصيل، بعيدًا عن إعلامهم الرسمي المربك والأدواتي الكاذب..
تمرّ ساعات النهار والإعلام الصهيوني العبري لم يزل عالقًا في زاوية مظلمة، يحاول التهويل فلا يجد صدىً رغم تعاون الأدوات الإعلامية العربية المتصهينة.. يحاول التكتّم فتفضحه التفاصيل الواردة من هنا وهناك، يحاول المكابرة والإنكار تارّة، ثم يبدأ بتمرير بعض العناوين الغامضة حول ما تعرّض له فجر اليوم، ويدري أن في تمام السادسة سيُراق ما تبقى له من ماء وجه.. ولعلّ بيانات المقاومة التي صدرت باكرًا، زادت من إرباكه بحيث كشفت القليل القليل من كثير كان يريده أن يبقى مستورًا.. كلّ ذلك يحدث بطريقة مكشوفة تزيد من إرباكه وتصعّب عليه مهمة قيادة الحرب النفسية ضدّ أهل المقاومة.
ببساطة، حاول هذا الإعلام بالتزامن مع غارات الفجر العنيفة أن يستثمر في التخويف "بالصوت العالي"، فظهر وظهّر الكيان الغاصب كله في صورة تستجلب السخرية حتى من المستوطنين أنفسهم، إذ بدا كأنّه بكل عناصره يرفع صوته عاليًا بهدف التشويش، ريثما يخفي معالم اللكمات عن وجهه.. ولن تخفى.
حزب اللهالكيان الصهيونيالتضليل الإعلاميفؤاد شكر
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
08/12/2024
هنا الضاحية.. بعد حرب!
06/12/2024
عدنا منتصرين ومفتاح "الشرق الأوسط" بيدنا
05/12/2024