خاص العهد
الأربعون في البقاع.. مقام السيدة خولة (ع) قبلة المُعزّين
تأتي ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) ومن استشهد معه من أهل بيته في كربلاء من كل عام، لتبيّن مدى تعلّق العُشّاق والمُحبين بهذا الخطّ.
الزوار يتوافدون من كل أصقاع الأرض، يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، ويتحمّلون المشّقة والتّعب بكل محبة وشوق لزيارة مقاماتهم وأضرحتهم الشريفة. وفي لبنان حصّة، مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليهما السلام في مدينة بعلبك، حيث تتقاطر المواكب من كل أنحاء لبنان والعالم العربي.
مسؤول عتبة السيدة خولة (ع) الحاج حسين نصر الله يشير لموقع "العهد" الإخباري إلى أن "زيارة أربعين السيدة خولة (ع) تأخذ طابعًا على مستوى المشاركة، أكثر بكثير من ذكرى يوم العاشر من شهر محرم والليالي الفاطمية، كون المواكب تتوافد إلى ضريحها الشريف من مختلف الدول لإحياء الذكرى، من البحرين والعراق والكويت وسورية وإيران وغيرها، بالإضافة إلى جميع المناطق اللبنانية".
ويلفت نصر الله إلى "الخدمات التي تؤمَّن للزوار، حيث تنتشر مضائف الطعام على الطرقات المؤدية إلى مقام السيدة خولة (ع) بشكل كبير. حدث ذلك خلال الأعوام السابقة، وهي في تزايد الآن"، ويوضح أن انتشارها يبدأ من بداية أوتستراد مدينة زحلة حتى نهايته عند شمال مدينة الهرمل، بالإضافة إلى المضائف على الطرقات الفرعية والملاصقة للمقام وفي حرمه، والتي تحوي عددًا من أصناف الطعام والفواكه والعصير والماء، وتستقبل الزائرين على مدى 24 ساعة"، مضيفًا أنه "تمّ تكليف لجان صحيّة تقوم بالكشف الغذائي على كل هذه المضائف بشكل يومي عبر مئات الاختصاصيين للتأكد من سلامة الغذاء، حفاظًا على صحة الناس".
كذلك يتحدّث نصر الله لـ"العهد" عن تقديم خدمات طبيّة سريعة أيضًا، وذلك عبر انتشار عناصر الدفاع المدني التابعة للحكومة والهئية الصحية الإسلامية وعدد من المؤسسات الإنسانية، من طريقي ظهر البيدر والهرمل إلى حرم مدينة بعلبك عبر سيارات إسعاف متنقلة، بالإضافة إلى إقدام عدد من المستشفيات كمستشفى الشيخ راغب حرب والسان جورج وغيرها، على إنشاء مستوصفات مؤلفة من غرفتين أو ثلاث للرجال والنساء في أماكن قريبة من هذه الطرقات، تقوم بخدمة الطوارئ للمرضى ولمن يتعرضون لوعكات صحية نتيجة المشي تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، مع إجرائها بعض العمليات الصغيرة إن لزم الأمر.
وبالنسبة للإجراءات المتبعة حول المقام الشريف، يقول نصر الله إن "جميع الطرقات تقفل في مدينة بعلبك لمسافة 2 كلم حول الضريح، بالإضافة إلى ترقيم جميع الأعمدة المنتشرة على هذه الطرقات عبر أرقام مُسندة بعبارة يستدل كل موكب من خلالها على مضيفه الذي يجب أن يتناول منه الطعام، أو على البيت الذي يستضيفه للمنامة من أهالي مدينة بعلبك، هذا فضلاً عن فرز بلدية المدينة لـ 100 عامل نظافة تقوم بتنظيف الطرقات على مدار الساعة".
وحول برنامج الزيارة المتبع داخل مقام السيدة خولة (ع)، يؤكد مسؤول العتبة لموقع "العهد" أنه "يبدأ من يوم غد السبت بعد الظهر حتى مساء الأحد (يوم ذكرى الأربعين)، وتعود الأمور إلى طبيعتها، إذ تفتح الطرقات في اليوم التالي، وأما البرنامج الحالي، فيبدأ من الساعة 10 صباحًا حتى 12 ظهرًا، وهو عبارة عن قراءة قرآن كريم ومجلس عزاء حسيني وزيارة الأربعين، وبعدها يُترك للزوار إحياء باقي العبادات".
وبحسب نصر الله، يستوعب حرم المقام حاليًا أكثر من عشرة آلاف زائر ينتشرون في صَحنين، وفي الباحات الصغيرة الملاصقة له، بالإضافة إلى الحسينية الموجودة تحت الأرض والتي تستوعب أيضًا حوالي خمسة آلاف شخص، على أن يزداد العدد في العام المقبل بعد الانتهاء من بناء صحنين آخرين.
كذلك فإن هناك مضافات كبيرة تحيط بالحرم تستقبل الزوار لتناول وجبات الطعام، واستراحات للمنامة، مع صوتيات تغطي مساحة 10 كلم مربع مع 5 شاشات كبيرة تبث جميع الأعمال.
الزيارة الأربعينيةبعلبكمقامات أهل البيت (ع)