آراء وتحليلات
محادثات الدوحة.. بين اختبار الوسطاء وعرقلة الأعداء؟!
تستأنف محادثات "وقف إطلاق النار في غزة" الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن توقف مفاوضات غزة وإنهاء الحرب على القطاع وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، بدعوةٍ من الثلاثي مصر وقطر والولايات المتحدة، في محاولةٍ جديدةٍ لوقف الحرب على القطاع وإطلاق الأسرى والمعتقلين. في حين أعلنت حركة "حماس" على لسان ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي في حديثٍ صحافيٍ، في الساعات الفائتة، أنها "لن تشارك في المحادثات المذكورة آنفًا، كونها لم تتلق ضمانات بأن "إسرائيل" ستلتزم بالتفاوض على أساس الاقتراح السابق المؤرخ في 2 تموز، والذي يفضي إلى وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" من القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم".
كلام عبد الهادي أعقب بياناً أصدرته "الحركة" بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي السابق إسماعيل هنية، وتسلم خلفه يحيى السنوار، عقّبت فيه على "محادثات الدوحة"، دون أن تأتي في بيانها على ذكر "الرد الإيراني ورد المقاومة في لبنان، على جريمتي اغتيال هنية في طهران، والقائد الجهادي فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، واللتين اقترفهما العدو".
ما سبق يعني، أن مفاوضات "وقف النار في غزة"، لن تمكن الكيان "الإسرائيلي" من الإفلات من العقاب، كما يؤكد فشل جرائم العدو واغتيالاته لقادة جبهة المقاومة، في إحباط عزيمة المقاومين وفي ثنيهم عن دورهم ومهمتهم.. فوقائع المواجهات مع العدو "الإسرائيلي" تثبت أن المقاومة تزداد صلابةً وعزيمةً وتصميمًا على مواجهته، إثر استشهاد قيادييها، منذ إقدام الكيان الغاصب على جريمة اغتيال شيخ شهداء المقاومة في لبنان راغب حرب في العام 1984، ثم سيد شهدائها السيد عباس الموسوي في العام 1992، وبعدها اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين في العام 2004... وسواهم من القادة الجهاديين الشهداء.
وجاء بيان حماس الأخير، ليثبت مرةً جديدة فشل العدو في دفعها إلى الإذعان لشروطه في المحادثات المذكورة آنفًا أو سواها. كذلك أحبطت "الحركة" المناورات الأميركية الرامية إلى محاولة ثني إيران وحزب الله عن الرد على جرائم العدو لمعاقبته، عبر سعي واشنطن إلى ربط مصير "مفاوضات الدوحة" بعدم رد المحور على جرائم العدو، وفق أمنيات وتوقعات الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعلن في الساعات الفائتة أن "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على "إسرائيل"، رداً على اغتيال هنية في طهران".
رد حماس هذا بدد تلك التوقعات لأن الحركة لم تلحظ في بيانها الأخير، أي بند يتعلق في "حق الرد"، وتركت لمحور المقاومة أن يختار بنفسه الخطوات المناسبة للرد، باعتبار أن الأمر يتعلق بسيادة وعزة إيران كما قال السيد حسن نصر الله، وبقواعد الاشتباك والردع بين لبنان و"إسرائيل". مع العلم أن بيان حماس حدد أولويات هذه المرحلة، حين أكد على "حرصها على إنجاح جهود الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني". وشددت على "دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان"، بالتالي "باتت الكرة هنا بعد بيان حماس في ملعب الوسطاء الذين باتوا في جولة المحادثات القادمة الخميس أمام اختبار حول مدى قدرتهم على تقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه في 2 تموز 2024، استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال المعرقل للمحادثات دومًا بذلك، بدلاً من المزيد من جولات المفاوضات أو المقترحات الجديدة التي توفر الغطاء للعدوان وتمنحه المزيد من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الغزاويين.
الولايات المتحدة الأميركيةحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسبنيامين نتنياهوقطر
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
19/11/2024