آراء وتحليلات
الضاحية تفشل خطط العدوان المبيت بشعار "لن نتخلى عن غزّة"
جاء أول رد على العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد لحظات من العدوان، حيث جاء على لسان شباب وأهالي الضاحية بهتافات الدعم للمقاومة وعلى رأسها الهتاف الذي يلخص بسالة المقاومة ووصولها لآخر الانزلاقات دون تفريط في الحق وهو شعار "لبيك ياحسين". كما رفعت لافتات تشي بوعي وبصيرة جمهور المقاومة بهدف العدوان الرئيسي وهو خروج لبنان من وحدة الساحات، وبالتالي جاء الرد موجًعا بلافتات "لن نتخلى عن فلسطين".
وهذا الرد الأولي هو أكبر ضربة للمشروع الصهيوني ولخطط العدوان المبيت على لبنان، لأنه يرد بشكل مباشر على جوهر الاستهداف وهو استهداف الإرادة ومحاولة التخويف، فجاء الرد ليرسخ جوهر المشروع المقاوم الذي يرى الموت سعادة إذا كانت الحياة ستكون مع الظالمين بكلّ ما تحمله من برم ومذلة.
وهنا لا بد من رصد بعضٍ من الملاحظات:
1 - ذريعة العدوان الصهيوني الخاصة باتهام المقاومة بقصف مجدل شمس، هي ذريعة متهافتة، لأنها لا تنطلي على أحد، وكأن المقاومة تقصف أهالي الضفّة أو أهالي غزّة في سياق استهدافها للعدو في فلسطين المحتلة، وهي ذريعة تحقق هدفين للعدو:
الأول هو التغطية على المشروع المقاوم لأهالي مجدل شمس المحتلة وإصرارهم على الهوية العربية السورية ورفضهم للاحتلال والتهويد، والثاني هو الوقيعة الطائفية بين المقاومة الإسلامية والطائفة الدرزية والتي تحمل تاريخيًّا علاقات وثيقة بمشروع المقاومة وحركاتها.
ولكن الشاهد هنا هو أن هذه الذريعة تدل على عدوان صهيوني مبيت يريد من العدو الوصول مع لبنان إلى حافة الهاوية بسبب الفشل اللاحق بالعدو من صمود المقاومة الفلسطينية واستنزاف جبهات الإسناد وخاصة جبهة لبنان بما شكلته من عوامل ضغط داخلية على العدوّ بسبب إفراغ مستوطنات الشمال والتي تتطلب حلًّا عاجلًا قبل أيلول/سبتمبر القادم وموعد بدء الدراسة، والأهم هو الاتهامات الموجهة للعدو بالفشل وسقوط الردع وبأنه هو المردوع من المقاومة في لبنان.
2 - تزامنت المؤامرة والذريعة مع وجود نتنياهو في واشنطن، وتطابقت الرواية الأميركية مع الرواية الصهيونية الكاذبة، وهو ما يشي بأن أميركا شريكة بهذا العدوان وأن لقاءات نتنياهو الخفية كانت أكثر وأهم من اللقاءات المعلنة، وأن هناك خططًا ومؤامرات أميركية صهيونية مشتركة تبيت العدوان على لبنان.
3 - الطلبات التي وجهت للمقاومة بتمرير العدوان الصهيوني هي محض نفاق لأن من قدمها يعلم سلفًا أن المقاومة صاحبة الوعد الصادق لن تتخلى عن معادلاتها وخطوطها الحمراء، وهو ما يشي بمحاولة مسبقة لتحميل المقاومة مسؤولية الانزلاقات وتوسع المواجهة، وهو نفس الأسلوب المتبع مع حماس بتحميلها مسؤولية انهيار التفاوض واستمرار حرب الإبادة في غزّة.
ما هو هدف العدوان المبيت؟
يبدو من جميع الشواهد أن الهدف هو إخراج جبهة لبنان من جبهات المقاومة ووحدة الساحات، عبر الوصول مع لبنان لحافة الهاوية أو أيام قتالية، تتطلب تدخلات دولية وتصاغ على إثرها معادلة لبنانية "إسرائيلية" مستقلة عن معادلة الإسناد، أي وضع قواعد اشتباك خاصة بلبنان ومنفصلة عن حرب الإسناد، وبالتالي إتاحة الفرصة للعدو للانفراد بغزّة عبر ارتياح في الجبهة مع الشمال وإعادة المستوطنين ورفع الضغوط الداخلية والتفرغ للإجهاز على حماس وفصائل المقاومة.
وهنا فإن الرد الجماهيري الأولي فطن إلى ذلك برفعه شعار "لن نتخلى عن غزّة"، ورد المقاومة هو رد سابق للعدوان عبر تعهد المقاومة بإسناد غزّة حتّى النصر وعدم السماح بتغيير المعادلات في لبنان وعدم الخشية من توسع المواجهة والوصول لخيار الحرب الشاملة والتي ستخوضها المقاومة بلا أسقف ولا ضوابط كما أعلنها صاحب الوعد الصادق الأمين العام السيد حسن نصر الله.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/11/2024