خاص العهد
بركان المقاومة يتصاعد في الضفّة والاحتلال في مأزق جديد
تشهد الضفّة الغربية المحتلة تطوّرًا نوعيًا في عمليات المقاومة الفلسطينية، مما يثير تحديات كبيرة لدى قيادة العدوّ على كافة المستويات. هذا العدو تجاوز كل الخطوط الحمر، مرتكبًا أروع الجرائم وأفظعها ضد الحاضنة الشعبية الفلسطينية، ومتنكرًا لكل الحقوق الفلسطينية، فيما شكّل بعدوانه الهمجي اختبارًا حقيقيًا للزخم والوعي الوطنيين في الضفة الغربية.
في الميدان، شهدت الضفّة تصاعدًا كبيرًا في العمليات واستخدام العبوات الناسفة، فالمحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشوع، اعتبر أن مناطق مثل الجليل وطولكرم تمرّ بمرحلة تحوّل تشبه ما حدث في غزّة، حيث أصبحت العبوات الناسفة وسيلة رئيسية للمقاومة، بالإضافة إلى عمليات إطلاق النار.
ونقل الإعلام العبري عن المسؤول السابق في جهاز الشاباك "غاي حن"، أن الجنود "الإسرائيليين" في الضفّة يواجهون اليوم تحديات جديدة تتمثل في العبوات الناسفة والطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، مما يثير تساؤلات حول كيفية السماح بوصول المقاومة إلى هذا المستوى من التطور، فـ"بركان الضفّة" الذي يشعل بعض حممه على شكل عمليات فردية وعبوات متنقلة، أصبح يشكّل الشغل الشاغل للقيادة "الإسرائيلية"، حيث يُعتبر انفجاره مسمارًا جديدًا يُدق في خاصرة كيان الاحتلال.
الخبير في شؤون الضفّة الغربية محمود المرداوي، أكد أن العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في الضفّة الغربية هي نتيجة طبيعية للمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزّة، وأن هذه العمليات تأتي في سياق الجهود التحررية من الاحتلال ودعم القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال المرداوي "إن الفصائل الفلسطينية المحاصرة في الضفّة الغربية تبتكر وسائل جديدة لمقاومة الاحتلال بقدرات غير مسبوقة، وإن الفترة المقبلة ستشهد اختبارات أكبر لقوة الشعب الفلسطيني، مما سيجبر الاحتلال على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين ومسار الحرية في المستقبل".
وأضاف أن "الضفّة الغربية تعتبر الجبهة الاستراتيجية الأهم والأخطر في المواجهة مع الاحتلال، نظرًا لموقعها الجغرافي وأهميتها في المشروع الصهيوني لتهويد القدس وضمها وإزالة المسجد الأقصى"، ولفت إلى أن "المقاومة في الضفّة تواجه تحديات كبيرة، لكنّها تنجح بشكل لافت في التخطيط وإدارة العمليات من النواحي الاستخبارية والإعلامية والتنفيذية".
وأوضح أن الضفّة الغربية ستكون مركز الصراع الحقيقي في المواجهة الحاسمة مع الاحتلال، إذ إن قدرات المقاومة هناك قابلة للتطور باستمرار، مما يمكنها من ابتكار طرق جديدة لمواجهة الاحتلال الذي يواجه تحديًا غير مسبوق في مواجهة تطوّر بنية المقاومة في الضفّة الغربية، سواء من حيث القدرات الهجومية أو الدفاعية.
واختتم المرداوي حديثه لـ "العهد" بالقول: "إن الضفّة الغربية تواجه حربًا "إسرائيلية" حقيقية على كافة المستويات، فضلًا عن عنف المستوطنين، لكن ذلك لم يمنعها من أن تكون جبهة حقيقية ضمن الحرب على قطاع غزّة، الأمر الذي دفع بجيش الاحتلال إلى رفع حالة التأهب واستحداث وسائل جديدة ومختلفة لمواجهة الفلسطينيين".