خاص العهد
نائب محافظ الحسكة: أنقرة تصر على إبقاء سلاح العطش مرفوعًا بوجه أهالي الحسكة
تستمر القوات التركية التي تسيطر على محطة علوك الواقعة في مدينة رأس العين والتي تعتبر مصدر المياه الرئيسي لمحافظة الحسكة في قطع المياه عن حوالي مليوني مواطن سوري يعيشون في المدينة وريفها لسبب وإن كان يرتبط برغبة أنقرة في استثمار ذلك سياسيًا فإن وجه هذا الاستثمار لا يبدو واضحًا مع تمسك الحكومة السورية بشرط انسحاب أنقرة غير المشروط من أراضيها ومراكمة المواطنين الذين مسهم العطش لمشاعر الغضب والمقت تجاه سلوك تركيا البعيد عن كلّ القيم والروابط الدينية كما يقولون.
نائب محافظ الحسكة: هذه هي المشكلة وحلولها إسعافية
أكد نائب محافظ الحسكة حسن الشمهود أن مدينة الحسكة وريفها الغربي يعانيان من انقطاع مياه الشرب من المصدر الرئيسي وهو محطة مياه علوك الواقعة تحت سيطرة المحتل التركي للشهر التاسع على التوالي هذا العام بشكل مستمر والعام الخامس على التوالي بشكل متقطع منذ أن احتُلّت مدينة رأس العين في ٩-١٠- ٢٠١٩.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت نائب المحافظ إلى أن أكثر من مليون ومئتي ألف نسمة في مدينة الحسكة وقرى تل تمر يعانون في هذا الحر الشديد من أزمة خانقة بكلّ ما تحمل كلمة أزمة من مقاييس مشيرًا إلى أن الظرف الاقتصادي صعب على المواطنين كما أن هناك ندرة في المياه الصالحة للشرب كون أغلب الآبار الموجودة في مدينة الحسكة تصلح فقط للاستخدامات المنزلية.
وقال الشمهود إن مشروع مياه (نفاشة) أصبح اليوم تقريبًا هو الحل الوحيد والإسعافي حيث يتم نقل المياه من نفاشة إلى مدينة الحسكة عبر الصهاريج. وأضاف: "بالمقارنة مع ما كان يجري سابقًا فإن كلّ ضخة من مياه علوك لأحد أحياء مدينة الحسكة مثل بقية أحياء ووسط المدينة كانت خلال الـ ٢٤ ساعة تضخ من ٦٠ إلى ٧٠ ألف متر مكعب وبالكاد تفي بحاجة المواطنين، أما الآن ومن خلال الجهود الحكومية فإن كلّ ما يتم إدخاله عبر المنظمات الدولية المرخصة أصولًا والعاملة في هذا الجانب (الهلال الأحمر العربي السوري والبونيسيف) وما يتم إدخاله من مياه إلى مدينة الحسكة والبالغ عددها أكثر من ٤٠٠ فدان بالإضافة إلى ما يتم أخذه من مياه من قبل المواطنين عن طريق محطات التحلية والتي عددها ١٦ محطة تحلية إضافة إلى بعض الخيرين ممن يساهمون دائمًا في إدخال المياه إلى أحياء وسط الحسكة لا يكاد بصل إلى ٢٠٠٠ أو ٣٠٠٠ متر مكعب، إذًا هناك فرق كبير بين ٣٠٠٠ متر مكعب وبين الـ٧٠ ألف متر مكعب التي كانت تضخ من محطة آبار علوك".
الجهود الحكومية قائمة ولكن..
وشدد نائب محافظ الحسكة في حديثه لموقعنا على أن الجهود الحكومية التي يقودها محافظ الحسكة كانت دائمًا تنسق وتعمل مع المنظمات الدولية المرخصة أصولًا على أن يتم زيادة عدد الخزانات بالإضافة إلى ملء الخزان بالمياه مرتين أو ثلاثًا، مشيرًا إلى أن مصادر المياه وللأسف الشديد يمكن أن تكون نادرة بسبب الحر الشديد والضغط على الصهاريج أو الآبار سواء كانت في الحمة أو مشروع مياه نفاشة أو مشرع مياه في تل مرخ.
وقال الشمهود: "أيضًا نحن بدورنا نطمئن المواطنين أن هذه المياه صالحة جميعها للشرب، وكانت محطات التحلية كذلك لها دور كبير في أحياء وسط المدينة أو في الأحياء الأخرى، بالإضافة إلى الآبار التي تصلح فقط للاستخدامات المنزلية والتي حفرتها منظمة اليونيسيف بالتعاون مع مجلس المدينة ومع مؤسسة الميا، فهذه أيضًا خففت عبئًا عن المواطنين".
وختم نائب المحافظ حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن هذا الصيف حار وجاف والظرف الاقتصادي صعب على المواطنين بيد أنه لن تزول وتتبدّد هذه المشكلة الحقيقية إلا بزوال المحتل التركي وعودة كلّ أراضي محافظة الحسكة كما كانت سابقًا إلى سيطرة الجيش العربي السوري، والجهات الحكومية لا تدخر جهدًا لتأمين أدنى متطلبات الإخوة المواطنين وهي مياه الشرب.