معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

عن دموع تحكي صلة الشعب بالقيادة
20/05/2024

عن دموع تحكي صلة الشعب بالقيادة

منذ بثّ نبأ فقدان طائرة الرئيس الإيراني السيّد ابراهيم رئيسي ورفاقه، طافت قلوب الناس في إيران دعاءً ورجاءً.. حكت بالدمعِ العزيز الصادق حكاية شعب يرتبط بقيادته ويثق بها ويقدّرها، في مشهد قلّما شوهد له مثيل في العالم.

جرت العادة أن تكون المسافة بين الشعوب والقيادات باردة وبروتوكولية، لا محلّ فيها للعاطفة، فتنشأ عنها علاقة هي أشبه بصلة جامدة، تقوم على تبادل المصالح؛ مطالب يقابلها نفوذ، حقوق تقابلها واجبات، وظائف محدّدة تقابلها شروط مختلفة.

ما رأيناه في إيران من وصلٍ دافىء وعاطفيّ بين القيادة والشعب، وهي ليست المرّة الأولى، يثبت أنّ الثورة الإسلامية لم تصنع نظامًا سياسيًا يعادي الاستكبار ويناصر المستضعفين في الأرض وحسب، بل عملت على تحصين إنسانية الإنسان، فطرته، حفظت عاطفته، اتصلت بقلبه وبأصدق مشاعره، لامست حقيقته الطيّبة النقيّة، أحبّته وأعزّته وأكرمته.. جعلت من أهل الجمهورية الإسلامية شعبًا حقيقيًا، توحّده الهويّة بأعمق معانيها وأنبلها.

في جنازة المقدّس سرّه الإمام روح الله الخميني، لم يبكِ الشعب الإيراني فقط قائد ثورته، بل بكى فيه الأب والأخ والصديق والمعزّ.. بكاه كلّ إيرانيّ كما لو أنّه يبكي فردًا من أسرته الصغيرة. وحين أُعلن عن استشهاد الحاج قاسم سليماني، شهدت الأرض أحد أكبر التجمعات البشرية في التاريخ.. سيل هدّار يبكي عزيزه، يرثي حبيبه، يودّع صديقه، يقبّل بالدموع نعش ابنه.. ومنذ الأمس، ما كفّت الدموع عن تلاوة الدعاء في مختلف مدن وقرى الجمهورية من أجل سلامة رئيسها السيد رئيسي ووزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان.. وما إن صدر النبأ المفجع، ما اهتزّت القلوب جزعًا وإن عظم المصاب، فهذه الدولة الثورية التي استمرت في صعودها شعبًا ونظامًا رغم توالي المواجع هي دولة الإسلام القوي، لكنّ في فيض دمع أهلها الغزير حكاية قد لا يفهمها من لا يدركون معنى أن يكون النظام والشعب روحًا واحدة، تقاتل، تنصر المستضعفين في كلّ الأرض، تمهّد لناصرهم وتنتصر..

لقد راهنت كلّ دول الاستكبار سنينًا على الثرثرة حول شرخ بين هذا الشعب ونظامه: تارّة تدّعي "تعاطفًا" مع شعب يقمعه نظامه ويفرض "الإسلام"، وطورًا تزوّر وتوظّف أموالًا وأفرادًا في سبيل التسويق لأكاذيب وأضاليل تمسّ روح الصلة بين الإيرانيين ودولتهم.. مرّة تأتي الحملة باسم "حقوق المرأة" واعتبار الحجاب "ظلمًا" لها، ومرّة تأتي باسم "حقوق الشواذ".. وفي كلّ مرّة، تجتهد أبواق الشرّ في الحديث عن شعب مقموع ونظامٍ قاسٍ! بالدمع فقط، صفع الشعب الإيراني كلّ أكاذيب عداه، بحزنه الصادق مصابًا بعد مصاب، بمثابرته على إكمال الطريق مهما اشتدّ الألم، بيقينه أنّ دولته هي دولة الحق، بارتباطه بنظامه الذي أعزّه وحماه، بجمال العاطفة التي تجمعه بقيادته، بهويته الصادقة، بنبل قيمه وأخلاقه، حكى الشعب الإيراني حكايته كلّها بين ليلة وصبح، بالدمع وبالدعاء..
    

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف