خاص العهد
التنسيق الإسرائيلي مع المجموعات الإرهابية في سوريا.. سنخيّة واحدة
بالتزامن مع هجوم كبير للجماعات الإرهابية بعشرات المسيّرات والقذائف الصاروخية على ريف حلب، شنّت "إسرائيل" أوسع هجماتها الجوية هناك مستهدفة نقاطًا عدّة في ريف حلب وعلى تخوم المطار الدولي موقعة عشرات الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين والعسكريين. وكان لافتًا شدة الهجوم الإسرائيلي وتزامنه مع الهجمات الواسعة للجماعات الإرهابية بالمكان نفسه، ما يطرح العديد من التساؤلات حول النوايا التصعيدية للعدو الإسرائيلي وارتفاع حجم التنسيق بينه وبين الجماعات الإرهابية المسلّحة خاصة بعد عملية طوفان الأقصى.
كيان الاحتلال يرمي طوق النجاة للجماعات التكفيرية
وحول الاعتداءات الإسرائيلية والتنسيق مع الجماعات المتطرّفة، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد عامر لموقع "العهد" الإخباري إن الهجوم الإسرائيلي الأخير في حلب يراها خطوة تصعيدية غير مسبوقة في تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية على سورية منذ بداية الأزمة.
وأوضح عامر أن هذا العدوان كان الأكبر من حيث نقاط الاستهداف؛ حيث شمل مواقع قرب جبرين ومعامل الدفاع في السفيرة وكفر جوم غربي حلب. ورأى أن تزامن العدوان الصهيوني مع الهجوم الواسع للجماعات الإرهابية بعشرات المسيّرات والقذائف للأماكن نفسها يحمل رسالة دعم ومساندة واضحة للجماعات الإرهابية التي تعاني بشدة، في المراحل السابقة، بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بها على يد الجيش السوري وحلفائه وانفضاح أمرهم حتّى أمام القلة من الناس التي كانت مؤيدة لهم، والتي تتحرك اليوم بمظاهرات عارمة في كلّ المدن والبلدات الخاضعة لحكمهم، مطالبة بالقصاص من زعمائهم وإنهاء تسلط عصاباتهم عليهم بعد أن ضاقوا ذرعًا بممارساتهم الإجرامية.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن "إسرائيل" ما تزال تبحث في الساحة السورية عن كلّ ما يسهم في إبقاء سورية في دائرة الحرب والدمار والاحتفاظ بالوقت نفسه بعملائها المتجسدين في الجماعات الإرهابية، ليكونوا ورقة ضغط مستمرة على الحكومة السورية وعنوانًا لعدم الاستقرار.
حكومة نتنياهو تجد استمرارها باستمرار التصعيد
من ناحيته؛ رأى المحلل السياسي محمد خالد قداح، في حديث له لموقع "العهد" الإخباري، أن الأزمة الداخلية لحكومة نتنياهو تؤدي دورًا كبيرًا في زيادة النوايا العدوانية لكيان الاحتلال ورغبته في التصعيد، حتّى لو قادت تلك الخطوات الحمقاء إلى حرب لا تحمد عقباها.
وأوضح المحلل السياسي أن حكومة نتنياهو تدرك جيّدًا حجم الإخفاق الأمني والعسكري الكبير الذي مُنيت به، منذ بداية طوفان الأقصى، وأن مسألة محاسبة هذه الحكومه وعلى رأسها نتنياهو من الكنيست الإسرائيلي تنتظر فقط وقفًا لإطلاق النار، لذلك لم يعد أمام نتنياهو سوى سياسية الهروب إلى الأمام وتصدير أزمته الداخلية إلى الخارج. ومن هنا صعّدت "إسرائيل"، وبحسب المحلل السياسي، من سياستها التصعيدية بتكثيف الهجمات على لبنان، والتصعيد أيضًا في سورية عبر تكثيف غاراتها هناك. وهذا ما لوحظ، بشكل كبير بعد طوفان الأقصى وخلال الأيام الماضية تحديدًا، في الهجمات التي شنّت في المنطقة الشرقية في دير الزور والهجوم المزدوج على حلب ودمشق أمس، حين شنّت أيضًا هجومًا جديدًا في محيط منطقة السيدة زينب(ع).
ورأى قداح أن سياسة المقامرة التي ينتهجها نتنياهو قد تفلت من عقالها، وقد تؤدي إلى حرب كبرى على مستوى الإقليم لن ينجو معها لا نتنياهو، ولا من يريد محاسبته في كيانه الغاصب.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024
القرض الحسن: صمود وعمل مستمر رغم العدوان
30/11/2024