نقاط على الحروف
هلوسات أميركية على نافذة الانتخابات الرئاسية الروسية
تلقّى الغرب بلا شك مفاجأة أشبه بالصفعة، جراء نسبة المشاركة غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية الروسية وتحقيق الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين فوزًا ساحقًا فيها. فقد حصل على نسبة 87 بالمئة من الأصوات ويزيد. وبلغت نسبة التصويت 77.44% حيث صوّت أكثر من 87.1 مليون مواطن، وهو ما قرأه الغرب عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا أن الروس يؤيدون الكفاح في وجه الغرب والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بمواجهة حلف الناتو الساعي إلى تطويق روسيا من كلّ الجهات.
بالطبع، نتائج الانتخابات الروسية لم ترقَ للغرب منذ دخول الحملات الانتخابية، إذ إن المرشحين الأربعة بمن فيهم بوتين لم يتلفظوا بكلمات نابية أو اتهامات ساخرة اتّجاه بعضهم البعض مثلما يحصل في الصراع الأميركي على السلطة والتناحر بين المرشحين للوصول إلى كرسي الرئاسة. الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب يستخدمان أقذر الأساليب في حملاتهما الانتخابية بالتعرض بالإهانة الشخصية لبعضهما البعض.
في أحدث تصريحاته؛ رأى #بايدن أن منافسه #ترامب "ينحني" لبوتين، لأن الأخير يعارض أسلوب الحرب الأميركية على #روسيا من خلال إفراغ الخزينة الأميركية في دعم #أوكرانيا، حتّى أن بايدن رأى أن: "الولايات المتحدة تعيش لحظة غير مسبوقة في التاريخ بالنسبة إلى الديمقراطية.. فالديمقراطية والحرية تتعرضان للهجوم فعلًا". الحرية والديمقراطية على الطريقة الأميركية بتصرف الإدارة الحاكمة حكرًا، حيث إن عمداء جامعات يُطردون من وظائفهم ويًلقى بهم في الشارع بسبب توصيفهم القانوني لحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني، مع إطلاق حملات لتشويه لسمعتهم، هذا غير الذين يُحاصرون بتهم أمنية لمنعهم من التعبير الحر. هذه الأساليب ليست إلا بعضَا من فيض القمع لأصحاب الرأي الجريء، ولذلك عندما ترى الإدارة الأميركية أن الانتخابات الروسية غير حرة وغير نزيهة، يكون الأمر طبيعيًا بالنسبة إليها، سيما أنها تقود حربًا بهدف تدمير روسيا، ومن الطبيعي أن تتحرك الدمى الأميركية خصوصًا والغربية عمومًا في سياق عملية التشويه بموازاة تكثيف أكبر للأنشطة المعادية لروسيا ليس فقط داخل روسيا والمحيط، وإنما على المستوى العالمي.
من الملاحظ أيضًا، في إطار "الديمقراطية" الأميركية السفيهة، أن بايدن نفسه الذي خضع لفحوص طبية تتعلق بالخرف، ولو كان عمره يخوّله الوصول مجددًا إلى سدّة الرئاسة، قد سخر من عمر منافسه ترامب الذي يصغره بأربع سنوات ومن حاله العقلية قائلًا: "إن أحد مرشحي الرئاسة مريض عقليًا وكبير جدًّا؛ بشكل لا يمكّنه أن يكون رئيسًا".
إن عملية #اقتحام_الكابيتول بعد انتخابات الرئاسة الأميركية نهاية العام 2020، بسبب الشكوك مع دلائل على عدم نراهة الانتخابات ما تزال ماثلة أمام المحاكم سيما أن هناك ضحايا سقطت "ديقراطيا" وبحريّة أميركية. ويبدو أن المشهد المقبل للانتخابات القادمة في تشرين الثاني المقبل سيكون أكثر "نزاهة وحرية"؛ فالمرشح ترامب قال بلا أي توجس إنه: "لإذا خسر الانتخابات؛ البلاد ستواجه حمام دم، وسيكون هذا أقل ما سيحدث، سيكون حمام دم للبلاد وسنقول لبايدن إنك مطرود، أخرج من هنا، لقد قمت بعمل فظيع".
إن المرشحيْن للانتخابات الرئاسية الأميركية متهمان بقضايا فساد وصرف نفوذ، وما تزال المحاكم الأميركية تنظر في الاتهامات، بينما في أي بلد من بلدان العالم أي متهم بقضايا أقل خطورة بكثير، لا يحقّ له الترشح إلى أي منصب في الدولة حتّى على مستوى وظيفة صغيرة. إن أقل ما يمكن أن تقوله الولايات المتحدة عن الانتخابات الروسية بأنها "غير حرة ولا نزيهة"، خصوصًا أنّ الغريم هو فلاديمير بوتين الذي يتناقض جوهريًا مع الثقافة الغربية، من المرامي الاستعمارية إلى العلاقات الإنسانية وتدمير القيم الأخلاقية. وليس آخر بدعها نشر المثلية وشيطنة رافضيها.
إن الروايات الغربية الوحشية والبعيدة عن الانسانية هي بحكم الساقطة جراء الانتفاضات في العالم على محاولات التدجين، بعدما رأى الغرب أنها أصبحت واقعًا لا مناص منه، وقد فقدت الدعاية الغربية صلاحيتها التي بدأت بكمّ الأفواه إلى الاغتيالات فالترهيب الاقتصادي والثقافي على مستوى العالم. وقد تيقّن الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة ودماها أن بوتين الحائز على ثقة شعبية واسعة في بلاده سيكون أكثر صرامة في المواجهة، سواء في الحرب أم في معطيات السلام في السنوات الست المقبلة. وفي هذا الإطار، من اللافت ما قالته رئيسة لجنة الانتخابات المركزية في روسيا إيلا بامفيلوفا ردًا على سؤال حول سبب ارتفاع نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات الرئاسية: "أولًا، أود أن أشكر الغرب على توحيدنا. لقد فهمنا إلى حد كبير مدى أهمية أن نكون معًا الآن. كلما زاد الضغط علينا، قاومنا أكثر".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024