آراء وتحليلات
نتنياهو يناور.. هل يمارس لعبة "تقطيع رمضان" دون اتفاق؟
من غير الواضح حتمية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، يسبقها قرار بوقف إطلاق نار في قطاع غزّة، ما يعني فعليًّا إنهاء الحرب، إلا إذا رفع الأميركيون من منسوب الضغط الجدّي بعيدًا عن تبادل الأدوار.
المقاومة الفلسطينية، من جانبها، ليست بوارد تقديم تنازلات، أو الذهاب باتّجاه صفقة لا تنهي الحرب بشكل رئيسي وتضمن انسحاب جيش الاحتلال من القطاع وعودة نازحي الشمال وإقرار خطة أممية لإعادة الاعمار وإيواء فوري للنازحين الذين هدمت بيوتهم.
في اختتام زيارته للمنطقة بما فيها الكيان الإسرائيلي، أقر وزير الخارجية الأميركية بصعوبة التفاوض كلما حصل تقدم نحو إبرام صفقة، ورغم تصريحه عن حل الفجوات خلال الأسبوعين الماضيين، دون الافصاح عنها، إلا أنه لم يصرح بما يؤكد أي جنوح أميركي نحو وقف الحرب أو الضغط الجدي باتّجاهه، خصوصًا مع تصريح نتنياهو عن النية نحو عمل عسكري في رفح ولو لم تؤيده واشنطن، وهو رد على بلينكين نفسه الذي اعتبر أن عملية من هذا النوع قد تكون خطأ وتفقد "إسرائيل" الأمن على المدى البعيد وتزيد من عزلتها الدولية.
تصريحات بلينكن تفسر في جزء كبير منها على أنها مواصلة لذات السياسة الماضية بالضغط على حماس واعتبار ان الكرة في ملعبها للقبول بما هو مطروح، ومن الواضح ان المناورة الأميركية لا زالت على حالها، في سياق العملية التفاوضية الجارية، ومع ما سرب عن رد "إسرائيلي" لا يقر بعودة النازحين ويرفض وقف الحرب، ويتضمن ردًّا تفصيليًّا حول صفقة أسرى محدّدة، تخدم تطلعات داخلية إسرائيلية تخص نتنياهو وفريقه.
من ناحية أخرى، وفيما يبين مواصلة واشنطن دعم التوجّهات الإسرائيلية، تستقبل العاصمة الأميركية وفدًا إسرائيليًّا لبحث عملية رفح، وهو بحد ذاته يدلل على دعم أميركي لهكذا توجه لكن وفق شروط تحددها واشنطن.
من الواضح ان ما صرح به بلينكن عن سد الفجوات لا يعبر عن الوقائع، إذ إن المناورة لا زالت قائمة، ويبدو أن ما يشهده التفاوض والحديث عن حاجة لوقت، يشير إلى احتمال تمرير الوقت وتقطيع شهر رمضان المبارك دون اتفاق، وبذلك يكون استحقاق رمضان قد مرر دون انفجار كما تشير التقديرات الإسرائيلية.
وعليه، إن احتمال عقد صفقة قريبة قد لا يكون دقيقا، مع عدم نفيه لاعتبار أن ثمة متغيرات تحصل، وثمة "ضرب أكتاف" يشهده التفاوض، خصوصًا أن أحدا لم يعلن انهياره أو وصوله إلى طريق مسدود.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024