نقاط على الحروف
"اليوم التالي" للحرب.. الكيان المهشّم
د. زكريا حمودان
أيام معدودة تفصلنا عن انتهاء الشهر الخامس لمعركة طوفان الأقصى، ومنذ انطلاق المعركة برز مصطلح أساسي ومهم ألا وهو "اليوم التالي".
عديدة هي الأسئلة الجيوسياسية التي طُرحت على مستوى اليوم التالي للمعركة، ويمكننا القول إن حسابات هذا اليوم لدى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية تختلف بشكل كبير عن حساباته لدى الكيان الصهيوني ونتائجه عند المقاومة.
ماذا حققت "إسرائيل" حتّى الآن من عناوين استعدادًا لـ"اليوم التالي" للحرب؟
عناوين المعركة بالنسبة لرئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو كانت واضحة وهي تتمثل بانهاء حركة حماس وتحرير الأسرى، وبحسب التصريحات الأولية للمسؤولين الصهاينة في بداية الحرب، كان الحديث يدور عن معركة أيام أو ربما أسابيع، ولم يكن هناك ما يشير إلى أنها معركة أشهر، حتّى أن بعض من في الكيان وبعض المتحمسين في الولايات المتحدة الأميركية اعتبروا أن نهاية العام ٢٠٢٣ هي بداية النهاية للمعارك في قطاع غزّة والقضاء على حركة حماس.
انسحبت المدمرات الأميركية وحاملات الطائرات من الشرق الأوسط وعادت أدراجها في ظل استفهام أميركي أساسي ورئيسي وهو: "لم نفهم ماذا يريد نتنياهو وما هو مخطّطه في اليوم التالي؟". حقيقة الأمر بأن حكومة الكيان الصهيوني لم يكن لديها مخطّط حول اليوم التالي للحرب، ولكن كانت لديها عناوين للمعركة من المفترض أن تكون أهدافاً ولكنها لم ترتقِ إلى مستوى الأهداف لأنها لم تحقق منها أي شيء.
ماذا حققت "إسرائيل" حتّى الآن من عناوين اليوم التالي بالنسبة لحكومة الكيان؟ لم تحقق أي شيء لأن طرح عنوان اليوم التالي بحد ذاته كان إشكالية دخل بها العدوّ وخرج منها منهزمًا.
ماذا حقق محور المقاومة من نتائج استعدادًا لـ"اليوم التالي" للمعركة؟
ضمن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، اعتبرت المقاومة بأن حساباتها العريضة بالنسبة لموضوع الأسرى والقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى هي حسابات واقعية، لذلك أقدمت بهذه العملية.
لم يقف محور المقاومة متفرّجًا في مواجهة كيان العدو الصهيوني، بل أطلق جبهات المساندة من لبنان واليمن والعراق، وشُنّت بعض العمليات من سورية، الأمر الذي أربك حسابات العدوّ من جهة وثبت موقف الفصائل الفلسطينية التي تقاتل داخل قطاع غزّة بقوة وببسالة وثبات.
ان العنوان الرئيسي الذي واجه به محور المقاومة العدوّ الصهيوني خلال معركة طوفان الأقصى هو ما وصل إليه المحور من نتيجة رئيسية وأساسية على مستوى هذه المعركة ألا وهو تهشيم صورة الكيان الصهيوني.
لقد نجحت معركة طوفان الأقصى في تحقيق عناوين هامة، ممّا يعني بأننا أمام استشراف للمستقبل من خلال كسر صورة الكيان الصهيوني التي كانت قد بُنِيَت منذ نشأته على الأراضي المحتلة في فلسطين. لقد أوضحت هذه المعركة ما يلي:
١ - انتهت مقولة الجيش الذي لا يهزم وأن "إسرائيل" هي دولة ذات قوة تقنية وعسكرية لا يمكن لأحد الوقوف في مواجهتها، خاصة بأن معركة قطاع غزّة تعتبر معركة محدودة على مستوى الجغرافيا والامداد.
٢ - صورة العدوّ القاتل غير المسبوقة لدى العالم كانت واضحة في هذه المعركة بحيث ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحريك العالم الحر وتحولت القضية الفلسطينية إلى قضية أحرار العالم.
اليوم وبعدما بدأت تتضح صورة بعض ما يمكن أن ينتج عن "اليوم التالي" يمكننا القول إن العدوّ الصهيوني لم يحصل إلا على نتيجة واحدة وهي أن صورته قد تهشمت في مواجهة محور المقاومة وبرز كمدمّر للشوارع والأحياء المدنية وقاتل للأطفال والنساء وكبار السن ومرتكب لجرائم حرب بالإضافة إلى فشله على المستوى العسكري.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024