خاص العهد
الجولاني يتحسّس رأسه ويعتقل كبار معاونيه
دمشق - علي حسن
لم تكد تمضي مدة طويلة على أكبر حملة اعتقالات نفذتها "هيئة تحرير الشام" - جبهة النصرة ضد عناصرها وقادتها، حتى عاود التنظيم التكفيري تنفيذ اعتقالات جديدة شملت قيادات بارزة ومسؤولين في مواقع حساسة بتهمة التخابر لصالح جهات معادية، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول حجم الاختراقات في صفوف التنظيم الإرهابي الذي عاث فسادًا في الشمال السوري وحجم القلق الذي أصاب زعيم تنظيمه على مصيره السياسي وحتى الشخصي.
شبح الاغتيال والاقصاء يطارد الجولاني من أقرب معاونيه
حول هذا الموضوع؛ قال المحلل السياسي محمد خالد قداح لموقع "العهد" الإخباري إن طبيعة الاعتقالات التي نفذها الجولاني تعكس حجم مخاوفه من أي عملية اغتيال أو انقلاب عليه، خاصة إذا علمنا أن هذه الاعتقالات طالت قادة أمنيين خطيرين من أمثال مرافقه الخاص ومرافق القيادي في الصف الأول المعروف باسم "أبو حسن 600"، ومرافق القيادي البارز "أبو احمد حدود"، و"أبو الزبير سرايا"، وشقيق القيادي "أبو يوسف الحموي" وابنه، وأحد مسؤولي جهاز الأمن العام، ومسؤول شبكات النت والاتصالات.
كما طالت الاعتقالات محمد قرمو مسؤول المراقبة الأمنية والإشارات اللاسلكية في الهيئة، بالإضافة إلى القيادي البارز أبي مسلم آفس. واستبعد قداح صحة الاتهامات الموجهة إلى هؤلاء، وبرأيه أن الأمر يتعلق بالمخاوف الشخصية للجولاني أكثر من كونه يتعلق بارتباطات هؤلاء القادة لجهات خارجية، معللًا هذا الأمر بأن الجولاني بات يشعر أنه وصل إلى طريق مسدود، فهو إبان الحمى التي أصابت الدول المعادية لسورية كان يعدّ رأس الحربة والجسم العسكري الذي يراهن عليه بشكل رئيسي لتحقيق هذا الهدف، ولكن مع تغير الظروف والانتصارات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه بالإضافة إلى الانفتاح العربي والإقليمي على دمشق بدأ الجولاني يشعر أنه وتنظيمه باتوا عبئًا على داعميهم ومموليهم عدا عن كونهم خطرًا مستقبليًا، فالجولاني لا تخفى عليه قواعد اللعبة، خاصة فيما يتعلق بالجماعات المتطرفة من أنهم مخصصون للتدمير واستنزاف الخصوم وليس ليكونوا طرفًا أو مجموعة سياسية يمكن إشراكها في التسويات السياسية. ولذلك؛ سعى الجولاني إلى استباق الأحداث وإعادة ترتيب تنظيمه أمنيًا في محاولة لضرب أي مخطط يهدف إلى التخلص منه.
الحملة كان قد سبقتها حملة اعتقالات هي الأكبر منذ عدة أشهر
من ناحيته؛ رأى المحلل السياسي إبراهيم الأحمد أن الجولاني دخل في مسار التخبط واللعب بالنار، من خلال كثافة الاعتقالات ونوعية القادة الذين اعتقلهم. وأضاف الأحمد أنه وإن كانت العمالة لأطراف خارجية أمرًا بديهيًا في أوساط هذا التنظيم الذي قام أساسًا على العمالة والارتهان للخارج ويتالف من مقاتلين من شتى أصقاع العالم إلا أن كثافة الاعتقالات لا يمكن حصرها فقط بالعمالة، فقد سبق للهيىة أن شنت حملات اعتقال سابقة، خلال الأشهر الماضية، طالت المئات من الشخصيات البارزة وقادة عسكريين عاملين ضمن الصف الأول في "الهيئة"، أبرزهم أبو مارية القحطاني والعديد من الشخصيات العاملة ضمن السلك الأمني والقطاع العسكري وحكومة الإنقاذ التابعة للهيئة.
وأوضح أن اعتقال القحطاني كان يعني التخلص من أقوى منافسيه، بالرغم من الثقل والدور الذي يؤديه في الحركة. ورأى المحلل السياسي أن مثل هكذا تنظيمات محكوم عليها بالزوال، سواء بالاقتتال الداخلي أم بالقضاء عليها من قبل من صنعها بعد انتفاء دورهم فضلًا عن القوى التي كانت تواجهها منذ اليوم الأول؛ لأنها منذ تأسيسها تحمل عوامل زوالها إلا أن المنتمين لتلك الجماعات لا يقرأون الأحداث ولا يعتبرون بما جرى لأسلافهم الذين كانوا حربًا على أوطانهم وأداة طيعة في يد أعدائهم يسوقونهم من خلالها إلى دروب الخزي والضياع.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024
القرض الحسن: صمود وعمل مستمر رغم العدوان
30/11/2024