موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

خاص العهد

إعلاميون سوريون يتضامنون مع شهداء الإعلام الفلسطيني واللبناني 
27/11/2023

إعلاميون سوريون يتضامنون مع شهداء الإعلام الفلسطيني واللبناني 

محمد عيد 

دفع الإعلاميون السوريون ثمنًا باهظًا، في أثناء تغطيتهم للحرب الإرهابية التي شنتها المجموعات التكفيرية على بلادهم، بدعم صريح وعلني من الكيان الصهيوني. ومع ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء الإعلاميين، في كل من غزة وجنوب لبنان، أبدى الإعلاميون السوريون تعاطفًا كبيرًا مع زملاء المهنة هناك مسجلين العديد من الوقفات التضامنية التي رفعت الصوت عاليًا في وجه الانتهاكات الصهيونية لأبسط المبادئ القاضية بتحييد الإعلاميين في الصراعات، مؤكدين بأن من يستهدف الأطفال بدم بارد لا يمكن له أن يوفر الإعلام الشهيد والشاهد على فظائعه. 

يشرفون الإعلام العربي والعالمي

أكد المستشار الثقافي، في الرئاسة السورية، الدكتور صابر فلحوط أن هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا بالعشرات في العدوان المحموم الذي تشنه آلة الحرب العسكرية الصهيونية، على غزة وجنوب لبنان، يستحقون كل الإجلال والاحترام والتقدير من الأسرة الصحفية العربية ومن جميع الصحفيين في هذا العالم.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أشار المستشار الرئاسي إلى أن هؤلاء الشهداء أكدوا المقولة التاريخية التي تعني أن التحالف أبدي ما بين بندقية المقاتل وبين قلم الصحفي. واضاف بأنّ الجسم الإعلامي والثقافي، في سوريا والعالم العربي، يعزّز رؤية أن هؤلاء الصحفيين الذين ارتقوا في ساحات فلسطين ولبنان اليوم، وقبلها في سوريا على مدى سنوات العدوان الإرهابي التكفيري عليها، شرّفوا الصحافة العربية والعالمية لأنهم يدافعون عن الحق وعن الوطن وعن فلسطين من بحرها إلى نهرها.

وشدّد رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين السوريين محمود وسوف على أن الصحفيين في سوريا كانوا ضحايا الإرهاب الذي استهدف البلاد، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء عشرات الصحفيين من الجسم الإعلامي السوري. 

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار وسوف إلى أن هذه التضحيات هي شرف للإعلام السوري، وهي في الوقت نفسه تحضّ على الوقوف إلى جانب الإعلاميين وذويهم، في كل من فلسطين وجنوب لبنان، والذين يدفعون الثمن الباهظ بغية نقل الحقيقة وكشف حقيقة هذا العدو المجرم للعالم بأسره.  

إعلاميون سوريون يتضامنون مع شهداء الإعلام الفلسطيني واللبناني 

وأضاف بأنه تحقيقًا لهذا الواجب نفذ الصحفيون السوريون وقفات تضامنية، في مقر الاتحاد في دمشق وفي جميع فروعه، وأصدر الاتحاد بيانات استنكار للجرائم التي استهدفت الصحفيين الذين فضحوا جرائم المحتلين بحق الأطفال والشيوخ والنساء في فلسطين، مشيرًا إلى أن كل هذا الإجرام لن يوقف صوت الصحفيين المدافعين عن قضايا الأمة في استرجاع كامل حقوقها وأراضيها المحتلة.

تأثير الكلمة 

مديرة مكتب قناة "الميادين" في دمشق ديمة ناصيف أكدت، في حديثها لموقع "العهد" الإخباري، أن العشر سنوات الأخيرة في الوطن العربي، بشكل عام، وفي المناطق الأكثر سخونة التي اُستهدفت في سوريا وفلسطين ولبنان ليبيا تونس العراق، شهدت مواكبة حثيثة من الإعلام العربي للأحداث الكبيرة التي شهدتها هذه الدول، وبالتالي الصورة التي سعى الإعلام العربي لنقلها كانت صورة مهمة ومتطورة جدا. 

وأضافت ناصيف بأن الإعلام العربي طور من أدواته، خلال العشر سنوات الأخيرة، وكان قادرًا على التأثير - إن لم نقل التوجيه-  في الرأي العام، مشيرة إلى أن هذا ما يفسر إرتفاع عدد الضحايا من الصحفيين في مناطق الاشتباك بهذا الشكل، ليس فقط لأن الصحفيين اليوم باتوا يعدّون أنفسهم جزءًا من هذا القتال وجزءا من هذه الجبهة، بل لأنهم امتلكوا شجاعة كبيرة وكانت مذهلة في كثير من الأماكن. ولكن هذا يعني بأن الصورة التي تُنقل لم تكن لتعجب، سواء العدو "إسرائيل" أو أي عدو آخر في هذه الاشتباكات التي خاضتها المنطقة العربية. 

وختمت مديرة مكتب الميادين في دمشق حديثها لموقعنا بالتأكيد على أن هذه التضحيات الجسيمة من الإعلاميين لا تشكّل نضالًا عبثيًا، كما يزعم البعض، بل تشكّل نضالًا مدروسًا وحقيقيًا لأن تأثير الكلمة أو الكاميرا اليوم لم يعد يختلف عن تأثير القوة العسكرية لأي من الجبهات. 

مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح أكد، في حديثه لموقعنا، أن ارتقاء الإعلاميين اليوم في غزة ولبنان وقبله في سوريا يرمم إلى حد ما غياب الوعي الاستراتيجي عند البعض في فهم طبيعة الصراع مع هذا المحتل الغاصب وديناميكية هذا الصراع؛ لأن هؤلاء يقرأون الحدث في لحظته فقط عازلين إياه عن سياقه التراكمي التاريخي، الأمر الذي يجعلهم يخطئون في القراءة كما حصل في العام ٢٠٠٦ عندما اعتقدوا أن كل شيء قد انتهى، وأن ما حصل من المقاومة هو مغامرة.
 
وأضاف المفتاح بأن ارتقاء الإعلاميين، في الساحات، يؤكد أن هذا الصراع مستمر ومرتبط بالارادات والإيمان والعقيدة والتمسك بالثوابت أكثر ممّا يرتبط بمعطى القوة الراهنة واختلالها ما بين المقاومة من جهة، والعدو الصهيوني من جهة أخرى.

الإعلام

إقرأ المزيد في: خاص العهد