معركة أولي البأس

خاص العهد

اجتماع لقادة فصائل ومفكرين فلسطينيين في دمشق: الهدنة إنجاز يُحسب للمقاومة
23/11/2023

اجتماع لقادة فصائل ومفكرين فلسطينيين في دمشق: الهدنة إنجاز يُحسب للمقاومة

محمد عيد

اجتمعت قيادات ونخب فكرية وثقافية فلسطينية، في المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق، على طاولة نقاش مفتوح تناول المستجدات السياسية والتوصل لاتفاق هدنة مع العدو الصهيوني والشكوك في مدى التزامه بقرار الهدنة هذا، والسعي إلى صرف الإنجازات الميدانية في إطار سياسي يعزز دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه.

لا يمكن الوثوق بتعهدات العدو

المجتمعون ناقشوا الأداء الفلسطيني على الصعد كافّة، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وكيفية تعامل الحكومات والمنظمات العربية والدولية بشأنها وآلية تفاعلها على مستوى الرأي العام العربي والدولي، خاصة مع تبدل المزاج الدولي الذي تعاطف بداية مع المجرم قبل أن تهزه الصور القادمة من غزة، وتجعله يطرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بدوافع الفلسطينيين للقيام بعملية "طوفان الأقصى" وتحمّل كل الجنون والتجبر الصهيوني الذي ينتهك كل القيم والمعايير الأخلاقية ويدوس على المبادئ كلّها.

كما ناقش السياسيون وقادة الفصائل الفلسطينية الهدنة التي جرى التوصل إليها، في فلسطين المحتلة، ومسألة الشروع في عملية تبادل الأسرى وتقييم هذه الهدنة كونها إنجازًا يُحسب للمقاومة، ويمكن أن تمدّد ويُبنى عليها الكثير، لآنّ المقاومة لم تتراجع في عملية التفاوض، فوصلت إلى صيغة "جيدة" في هذا الشأن، في ما بقيت الخشية والاستعداد للرد على التجاوزات الصهيونية المحتملة بشأن الهدنة حاضرة وبقوة في صلب النقاشات بين قادة الفصائل والسياسيين والمثقفين الفلسطينيين.

مدير عام دائرة العلاقات العربية، في منظمة التحرير الفلسطينية، السفير أنور عبد الهادي رحّب بأي هدنة تسمح بإدخال المواد الغذائية إلى غزة، والتي باتت تعيش حالًا من المجاعة، كما لا يتوفر فيها وقود للمستشفيات والأطفال يموتون في الحاضنات.

اجتماع لقادة فصائل ومفكرين فلسطينيين في دمشق: الهدنة إنجاز يُحسب للمقاومة


 
وفي حديث خاص لموقع" العهد" الإخباري؛ شكّك السفير عبد الهادي بنوايا العدو الصهيوني تجاه الهدنة، مؤكدًا أن المهم الآن الوصول إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار تسمح بمدّ يد العون المباشر والفوري لأهالي القطاع الذين يعيشون حالًا لا يوجد لها نظير في العالم كله.

وأدان السفير عبد الهادي استهداف الصحفيين، في فلسطين ولبنان، مؤكدًا أنه أمر مدبّر صهيونيًا وليس محض صدفة، ويهدف إلى إسكات الصوت الحر الذي فضح الصهاينة في العالم، وعمل على نقل صورة الإجرام الصهيوني وحرّك المسيّرات المؤيدة لفلسطين والمنددة بالجرائم الصهيونية في عواصم العالم كلّها، وأعاد طرح القضية الفلسطينية بقوة وكشف الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطيني الذي كان العالم يتعامى عنها قبل أن يحرك الإعلام العربي المقاوم المياه الراكدة في هذا الشأن.

استهداف الصحفيين جريمة مقصودة

رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد حوراني أكد، في حديثه الخاص لموقع "العهد" الإخباري، أن استهداف الصحفيين في غزة ولبنان يهدف إلى طمس الحقائق الإجرامية لهذا الكيان وترهيب من يتجاسر على نقلها، مشيرًا إلى أن كل صحفي هو مشروع استشهادي في ظل وجود عدو خبيث لا يتورّع عن فعل أي شيء، وفي ظل صمت دولي وتواطؤ من المنظمات المعنية شجعت هذا العدو على المضي قدمًا في فعل ما يحلو له من دون رقابة من أحد بدليل العدد الكبير من الشهداء الصحفيين الذين ارتقوا في فلسطين وجنوب لبنان، بالرغم من أخذهم الاحتياطات كلّها التي تدل على سمتهم المهنية صحفيين يغطون الحدث.

المجتمعون أكدوا كذلك على ضرورة صرف الإنجاز الميداني في غزة سياسيًا؛ بشكل يعزّز موقف الشعب الفلسطيني ويحفظ المكاسب التي ارتقت لأجلها أرواح الشهداء الطاهرة، والتي هي ثمن باهظ لإبقاء القضية الفلسطينية حيّة ومتقدة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد