طوفان الأقصى
تأييد سوري للإنجاز اليمني دعمًا لغزة
دمشق - علي حسن
أثار الإنجاز النوعي الذي حققه "أنصار الله" باحتجاز سفينة للعدو الصهيوني قبالة باب المندب، بالإضافة إلى الهجمات النوعية التي ينفذونها في العمق المحتل، اعتزاز السوريين وفخرهم بالمقاومة اليمنية التي تترجم المعدن الأصيل للشعب اليمني العظيم، بعد أن كسر بإرادته مع قلّة الإمكانات أنف الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية والتابعين من عرب التطبيع.
الإنجاز اليمني خطوة عملية في دعم نضال الشعب الفلسطيني
عن الإنجاز اليمني، قال المحلل السياسي محمد خالد قداح لموقع "العهد" الإخباري إن السوريين، على اختلاف مشاربهم، يشعرون بالفخر والاعتزاز حيال العمل البطولي الذي نفذه أحرار اليمن في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. ووصف قداح هذه الخطوة بالجريئة والشجاعة التي ترجمت بالأفعال الشعور اليمني الصادق تجاه قضايا الأمة ونصرة فلسطين.
وأضاف: "بالرغم من الغبطة التي انتابت السوريين بعد احتجاز السفينة إلا أن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة لهم لثقتهم التامة بالشعب اليمني وإرادته الأسطورية التي أذهلت العالم، والتي هزم بها أعتى القوى التي أرادت السوء ببلده".
وتوقع المحلل السياسي أن تلقي الخطوات اليمنية بثقلها على أمن الكيان الصهيوني واقتصاده المتداعي من التأثير على حركة التجارة الإسرائيلية، مع قارتي آسيا وأفريقيا، وكذلك من خلال الهجمات المتواصلة على إيلات، المنطقة التي كان من المفترض أن تكون أكثر أماكن الكيان الصهيوني أمنًا لولا القرار اليمني بنصرة فلسطين وأهلها الصامدين.
معركة الساحل الغربي أسست لانتصار اليمنيين لقضية فلسطين
وعن التحرك اليمني الفعّال نصرة لفلسطين والعجز الأمريكي والإسرائيلي عن مواجهته، قال الكاتب والإعلامي عمار عيد لموقع "العهد" الإخباري إن اليمنيين يقطفون ثمرة صمودهم في الحرب التي شنّت عليهم منذ العام 2014، والتي بلغت ذروتها في معركة الساحل الغربي في العام 2018 تلك المعركة التي زجت فيها قوى العدوان كل ثقلها لانتزاع ميناء الحديدة وحرمان اليمنيين من الإشراف على باب المندب.
وأضاف عيد: "في تلك المعركة؛ خالف اليمنيون كل قواعد المنطق بالانتصار على أعدائهم بالرغم من أن قرار التحالف الأمريكي السعودي كان حاسمًا وقاطعًا بالسيطرة على ميناء الحديدة وإبعاد أنصار الله عن مضيق باب المندب مهما كلف الثمن، وقد ركنوا إلى ما يملكونه من أوراق قوة كبيرة ومتنوعة من الحشد الهائل للقوى البشرية والوسائط النارية برًا وبحرًا وجوًا بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية الغربية والدعم اللوجستي؛ بل والمشاركة المباشرة بالقتال من قبل الطيران الحربي الأمريكي والإسرائيلي والضوء الأخضر الدولي بإعطاء الحرية المطلقة بإنجاز المهمة مهما كانت الخسائر المتوقع حصولها في صفوف المواطنين اليمنيين، كما يحصل اليوم في قطاع غزة، ولم تكن ساحة المعركة باحسن حالا بالنسبة إلى المدافعين، فبعيدًا عن تعقيدات الجغرافيا اليمنية كانت الحديدة أرضًا منبسطة ومفتوحة محاذية لشاطئ يعجّ بالبوارج الحربية المعادية، وهو الشاطئ نفسه الذي كان الطريق التاريخي لكل من فكر بغزو اليمن .. إلا أنّ كل تلك العوامل لم تفلح في كسر عزيمة المقاتل اليمني الذي نزل من الجبال حاملا سلاحه وبأسه، ووحدها تسجيلات الإعلام الحربي وثقت بالدليل/الصوت والصورة/ انتصارات اليمنيين وهزمت امبراطوريات الإعلام المملوكة للدول الخليجية المشاركة في العدوان".
ورأى الكاتب والإعلامي عمار عيد أن: "هذا الجهد الهائل لقوات العدوان كان، في جزء كبير منه، لحماية أمن "إسرائيل" وتحديدًا ميناء ايلات الذي يعدّ أحد أهم الموانئ لكيان الإحتلال. وكانوا يدركون جيدًا أن خسارة هذه المعركة تعني تهديد الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء على المدى المتوسط والبعيد، وهذا ما نراه اليوم بعد احتجاز السفينة الإسرائيلية وتهديدات أنصار الله التي تلتها بحق بقية السفن المتعاملة مع هذا الكيان.
كما استبعد "عيد" حصول ردّ فعل قوية من جانب أمريكا وحلفائها؛ فالسعودية كما الإمارات حريصتان جدًا على عدم الانزلاق مجددًا في الفخ اليمني؛ أما الولايات المتحدة و"إسرائيل" فقد اخفقتا في ظروف أفضل بكثير من الوضع الحالي، وأدركتا جيدًا أن كسر إرادة الشعب اليمني محال لا يمكن تحقيقه".