نقاط على الحروف
العدو يتخبّط عسكريًا في غزة.. وينكّل بمفهوم الإنسانية
د. زكريا حمودان
يشاهد العالم برمته ما يحدث، في قطاع غزة، من جرائم وخرق لحقوق الإنسان ولحقوق الشعوب بشتى الطرق. حقوق الإنسان التي تغنّى بها الغرب خُرقت وسقطت أمام صمود أهل غزة، وأمام صمود القضية الفلسطينية التي لم تبخل يومًا بتقديم الشهداء، كذلك الأمر، هي سقطت في أروقة السياسة العالمية، ولكن لم تسقط عند الشعوب في أوروبا والدول الغربية.
أمثلة عديدة أثبتت للعالم بأنّ ما يحصل في قطاع غزة هو أقوى بكثير من جبروت الجرائم الصهيونية، لا بل أقوى بكثير من الحكومات والوزارات والنقابات على مستوى العالم، والتي ظهرت جليًا على الشكل الآتي:
١- على مستوى الإدارة الأميركية: ممّا لا شك فيه بأنّ الإدارة الأميركية تؤيد كل ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم، لكن حجم الاستقالات والانتقادات الداخلية في وزارة الخارجية الأميركية بالتزامن مع التخبط في الموقف الأميركي الرسمي يؤكد بأنّ هذه الإدارة في أزمة كبيرة، وهي لن تستطيع الوقوف إلى جانب حكومة العدو الصهيوني بعد احتجاج قرابة ٤٠٠ مسؤول اميركي على سياسة بايدن، من دون أن ننسى بأنّ حكومة نتنياهو لم تكن يومًا حليفًا استراتيجيًا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ لا بل على العكس هي كانت دائمًا حليفة للرئيس السابق والمرشح الحالي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب.
٢- على المستوى الأوروبي: ممّا لا شك فيه بأنّ موقف مجموعة مؤلفة من أكثر من ٣٠٠ من المحاميين الفرنسيين الذين شكّلوا عامل ضغط دولي كبير ومهم، هو موقف يؤكد بأنّ روح الإنسانية ما تزال مسيطرة في النقابات وفي المؤسسات الحقوقية المستقلة في الغرب، بالإضافة إلى اعتراض سفراء فرنسيين على سياسة الرئيس الفرنسي، والتي لا بد وأن نتوقف عندها؛ لأنها إحدى أدوات الضغط الرئيسة في المجتمعات الأوروبية. من هنا؛ لا بد وأن نرى ضغوطات كبيرة جدًا على مستوى الحكومات الأوروبية في المرحلة المقبلة؛ لأن ما يحصل في قطاع غزة لا يمكن السكوت عنه، بغض النظر عن الأبعاد السياسية في أوروبا.
٣- على مستوى الرأي العام العالمي: لم يكن صادمًا للمراقبين على المستوى الدولي ما حصل من تظاهرات مليونية في أوروبا وأميركا، والتي تعّبر عن رأي عام مناهض للعدو الصهيوني الذي بات غير قادر على الاستمرار في جرائمه، حتى هذا العدو بات مكشوفًا أمام العالم برمته؛ فالعالم اليوم بات يعلم بأنّ العدو الإسرائيلي مجرم، ويقوم باستخدام الآلة العسكرية، ليس من أجل تحقيق الانتصارات العسكرية وحسب، بل من أجل ارتكاب الجرائم والإبادات الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة.
اليوم؛ يرى العالم أن ما يحصل في قطاع غزة هو عملية تطهير عرقي واضحة المعالم، وكأنّ العدو الإسرائيلي خسر جميع أوراقه العسكرية، وبات يبحث عن انتصار وحيد، وهو الانتصار على الإنسانية في غزة..!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024