خاص العهد
رسائل متبادلة بين محورين.. والترقب سيد الموقف
محمد عيد
بادر حلف المقاومة منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة لإرسال رسائله النارية العابرة للحدود تجاه القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق. كما أن الرسائل النارية القادمة من اليمن وضعت في سياق تحذير الأمريكي من قدرة المقاومة على توسيع جبهاتها إذا اقتضت الحاجة ذلك. أي أن المقاومة اعتمدت سياسة المبادرة الذاتية ورد الفعل على الفعل الأمريكي على قاعدة النار بالنار.
أما واشنطن وادراكًا منها للعواقب، فقد بادرت كذلك للقيام بخطوات استعراضية ذات بعد لوجستي مثل استقدام حاملات طائراتها إلى شرق المتوسط، وتقديم الدعم المفتوح بالسلاح والذخائر لآلة الحرب والاجرام الصهيونية، فيما بقي دخولها المباشر على خط المعارك مرهونًا بما سيقوم به حلف المقاومة كما سوّق لذلك الرئيس الأمريكي بنفسه.
القواعد الأمريكية تتلقى رسائل النار الأولى
في هذا الإطار، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد علي مقصود أن المقاومة الإسلامية العراقية وعلى رأسها حزب الله العراقي كان في الأيام الأولى شريكاً في عملية "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى وجود تنسيق كبير بين محور المقاومة ترجم باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية إن كان في سوريا أو في العراق باللحظة التي ظهر فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في هذا الإجرام.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار العميد مقصود إلى أن "هناك تصعيداً في هذه العمليات النوعية التي استهدفت قاعدة التنف للمرة الثالثة وقاعدة العمر للمرة الثانية وقاعدة كونيكو وحتى القاعدة في الشدادي تم استهدافها".
وأضاف أن الأمر الأكثر أهمية هو أن الحشد الشعبي العراقي والمقاومة العراقية استهدفا قاعدة عين الأسد مرتين وكان الاستهداف مؤثراً وفاعلا والدمار كان كبيراً وفي اليوم الثاني كان هناك استهداف للقاعدة نفسها وقاعدة حرير في شمال العراق بالقرب من أربيل، ما أدى الى إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وعبر خارجيتها عن تقليل عدد الموظفين العاملين في السفارة في بغداد وأيضا للقنصلية في أربيل، ولم تتوقف هذه العمليات النوعية والتي تؤكد وتشي بأن هناك قراراً من محور المقاومة يتم تنفيذه على أيدي كل الأطراف، فها هم اليمنيون يستهدفون البوارج والسفن الأمريكية وكذلك فإنهم قاموا باستهداف قواعد العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية في الاستهداف الاول أن تعترض ثلاثة صواريخ والبقية وصلت، وأما في استهداف أول من أمس فقد وصلت كل الصواريخ باستثناء صاروخ واحد تم اعتراضه.
وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن هناك قرارًا بتجسيد ما أعلن عنه محور المقاومة بأن طوفان الاقصى سيكون المحطة والمنطلق لإخراج الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لهذا الكيان ولاجرامه من غرب آسيا بشكل كامل وأيضاً ليكون هذا الكيان على طريق الانهيار والزوال.
التصعيد بالتصعيد
من جانبه، أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج على أن استهداف قاعدة التنف بثلاث مسيّرات وكذلك استهداف قاعدة كونيكو من قبل غرفة عمليات المقاومة هما بمثابة رسائل تحذيرية للولايات المتحدة الأمريكية تصل إليها بشكل مباشر من حلف المقاومة وتقول إن أي تدخل امريكي في الحرب بشكل مباشر في غزة سوف يقابله استهداف لكل المصالح الأمريكية على المستوى الإقليمي وليس فقط في فلسطين المحتلة.
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري أن أمريكا اليوم حركت أساطيلها باتجاه شرق المتوسط وزودت الكيان الصهيوني بقذائف حارقة أدت إلى مجازر يندى لها جبين الإنسانية في الداخل الفلسطيني بالإضافة إلى إرسالها ٢٠٠٠ جندي من قوة دلتا الخاصة بتنفيذ اغتيالات ضد قادة المقاومة أو حتى تحرير الأسرى الصهاينة لذلك فإن إرسال هذه الرسائل بالنار إلى أمريكا يعتبر عاملاً أساسياً يبنى عليه في السياسة لردع الأمريكي عن الإقدام على أية حماقة.
وشدد الحاج علي على أنه وبالرغم من أن الموقف الأمريكي حتى هذه اللحظات لا يرغب بالانخراط في المعارك بشكل مباشر وإن كان حجم القوات التي أرسلت بالإضافة إلى الدعم العسكري غير المتناهي للكيان الصهيوني يدفع المقاومة إلى اتخاذ إجراءات وإرسال رسائل بالنار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمنعها من الإقدام على أية حماقة.