بسبب الأحداث في فلسطين: لجنة متابعة الحوار الوطني السوري تغير أجندة عملها

محمد عيد
فرضت الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة نفسها على أجندة لجنة متابعة الحوار الوطني السوري، والتي استغلت وجودها في موسكو لتحول مسار النقاشات مع القيادة الروسية من البحث في إيجاد الحل السياسي للأزمة السورية إلى النقاشات المعمقة للاعتداءات الإسرائيلية على العزل في غزة وبقية أنحاء فلسطين، ربطا بالموقف السوري الملتزم أخلاقيا وعمليا بالقضية الفلسطينية واستعصاء الحل السياسي في سوريا بسبب من هذا الدعم.

أعضاء لجنة متابعة الحوار الوطني السوري أكدوا لموقع " العهد" الإخباري تسجيلهم لمواقف روسية متقدمة في دعم القضية الفلسطينية بناء على ما تم من نقاشات، الأمر الذي استدعى تحويل المؤتمر الصحفي للجنة المتابعة والذي يعقد عادة بعد العودة من هذه الحوارات إلى ملتقى مع قادة الفصائل الفلسطينية لتسجيل الدعم السوري اللامحدود للقضية الفلسطينية. 

الأحمد: تطور لافت في الموقف الروسي

أكد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد أن لجنة متابعة الحوار الوطني السوري عقدت ملتقى سياسياً تحت عنوان لقاء وفد لجنة متابعة الحوار الوطني السوري العائد من لقاء القيادة الروسية في موسكو مع قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق والأحزاب والقوى السياسية بسبب ظروف الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أنه وفي التاسع من تشرين الاول وحين وصول لجنة الحوار إلى موسكو للقاء القيادات الروسية تحول جل الحديث  مع القيادة الروسية من النقاش المعتاد حول الاحداث في سوريا والحل السياسي فيها ليتحول بشكل كامل إلى الحديث عن فلسطين وغزة. 

وفي حديث خاص بموقع" العهد" الإخباري لفت عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى" تطور ملموس لم نلمسه نحن فقط في لقائنا المباشر مع القيادة الروسية وانما لمسه المراقبون بأن هناك تطور حقيقي وملموس في موقف القيادة الروسية ظهر على لسان الرئيس بوتين وظهر كذلك على لسان المندوب الدائم لروسيا في مجلس الأمن"، مشيراً إلى أنه ورغم علم لجنة متابعة الحوار الوطني لطبيعة العلاقات الجيدة ما بين روسيا والكيان الصهيوني نتيجة لظروف تاريخية متنوعة منها وجود جنسية مزدوجة ( روسية_ إسرائيلية)  للكثير من المستوطنين الصهاينة وكثير منهم في مواقع متقدمة ولكن ذلك لم يمنع الرئيس الروسي  لأول مرة ورغم حساسية العلاقة بأن يصف حصار غزة بأنه يشبه حصار لينينغراد  مع علم الجميع بأن هذا الأمر ليس سهلاً  أبدا على الرئيس الروسي إضافة إلى باقي المواقف "وبالتالي نحن أردنا أن نضع هذا الأمر ضمن دائرة الضوء ونركز عليه بشكل كبير وأنه عندما يكون هناك للدولتين العظميتين الصاعدتين روسيا والصين موقف متقدم من هذا النوع فيجب ربط هذا الأمر مع الأزمة السورية لأن سوريا لم تدفع كل هذه الأثمان ولم يستعص الحل السياسي فيها إلا بسبب مواقفها الثابتة الواضحة من فلسطين".
 
وشدد الأحمد على أن لجنة متابعة الحوار أرادت ولأول مرّة في  تضع الأمور في نصابها والا تعتبر الأزمة السورية هي مجرد أزمة داخلية  مشيراً إلى أن هذا الكلام غير صحيح وفيه اجتزاء للواقع بحكم أن سوريا  تدفع ثمن وقوفها إلى جانب فلسطين ولذلك أرادوا معاقبة نظامها السياسي وأيضاً لأن الحل السياسي يستعصي لأن هنالك أثمان يريد الغرب أن يدفعها لهذا النظام السياسي المقاوم في سوريا من أجل أمر لا يتعلق بالأزمة السورية بل له علاقة بالموقف الإقليمي من محور المقاومة وفلسطين و هذا ما استدعى قيام لجنة متابعة الحوار الوطني السوري بالتبديل ما بين المؤتمر الصحفي الذي كانت تعقده بعد كل عودة من دولة معنية بالشأن السوري إلى ملتفى مع قادة الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها إضافة إلى السفارة الفلسطينية بشخص السفير المقيم  فضلاً عن الأحزاب السورية. 

الملحم: المصير واحد
 
 وأكد رئيس حزب الشعب الشيخ نواف الملحم الذي استضافت مضافته الملتقى أن دعم الأهل في غزة هو واجب على السوريين وهو دعم لهم كذلك لأن الهدف واحد والعدو واحد والمصير واحد. 

وفي حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري أكد رئيس حزب الشعب أن الأمة العربية والإسلامية يجب أن تضع طاقاتها كاملة تحت تصرف المقاومة في كل مكان لأن أحدا من هذه الأمة لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن القضية الفلسطينية مشيراً إلى أن سوريا تدفع ولا تزال فاتورة نصرتها لفلسطين العربية وهي فاتورة رغم أنها باهظة إلا أنها أقل بكثير من فاتورة الاستسلام التي يحاول الغرب فرضها على سوريا دون أن ينجح في ذلك. 

إقرأ المزيد في: خاص العهد