نصر من الله

طوفان الأقصى

رسائل بالنار للقواعد الأمريكية في سورية
21/10/2023

رسائل بالنار للقواعد الأمريكية في سورية

دمشق ـــ علي حسن

بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتعامي الأمريكي عن جرائمه المروعة بل دعمها ومساندتها، تعرضت القواعد الأمريكية في سورية لهجمات منسقة ولا سيما أهم قاعدتين لها وهما التنف وموقع كونيكو في شرق الفرات، أسفرت إحداها على الأقل عن وقوع إصابات مباشرة في صفوف القوات الأمريكية حسب اعترافها. وأعقب الهجمات تفجير خط الغاز الذي يصل هذه القاعدة الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول التوقيت والهدف والجهة التي تقف خلفها.
 
"القواعد الأمريكية في المنطقة هدف مباشر للرد على جرائم الاحتلال في غزة"

وحول هذه الهجمات قال المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع "العهد" الإخباري إن الهجمات على القواعد الأمريكية في سورية ليست إلا صورة مصغرة عن هجمات أوسع على القواعد الأمريكية في المنطقة ككل فقد جاءت في نفس التوقيت الذي تعرضت فيه قواعد الأمريكيين في العراق "عين الأسد وحرير" لهجمات بالطائرات المسيرة وكذلك بالتزامن مع إعلان البحرية الأمريكية اعتراضها صواريخ أطلقت من اليمن قالت أمريكا أنها ربما كانت تستهدف "اسرائيل".

واعتبر المحلل السياسي أن مثل تلك الهجمات ليست مصادفة وإنما رسائل تحد واضحة للولايات المتحدة التي جاءت بأساطيلها إلى المنطقة لردع المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وأن هذه الهجمات ليست إلا الشيء البسيط مما يمكن أن تتعرض له القوات الأمريكية في حال زاد انخراطها في دعم آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة والبربرية التي تقتل الآمنين في غزة.

وأكد مطر أن هذه الرسائل قوية جدا وليست مجرد رسائل تضامن والولايات المتحدة تعرف خطورتها وصعوبة الدفاع عن قواعدها العسكرية أمام القوى الحية في الأمة التي تحيط بها من كل جانب وهذا ما اتضح في الردود الخجولة ومحاولة التكتم على الخسائر من قبيل إعلانها وفاة أمريكي داخل قاعدة عين الأسد "بنوبة قلبية" أثناء الإغارة على القاعدة.

كما رأى المحلل السياسي أن استخدام المسيّرات ونجاحها في اختراق أنظمة الدفاع الجوي للأمريكيين رسالة اخرى شديدة الوضوح تشير إلى علو كعب محور المقاومة في المجال التكنولوجي والكل يعرف أن محور المقاومة يملك مسيّرات أحدث وأخطر بكثير من تلك المستخدمة حالياً وسيستعملها في الوقت المناسب. وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن محور المقاومة لا يختبئ خلف إصبعه وهو يتبنى هذه الهجمات ويحدد أسبابها وهذا ما عبر عنه المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي جعفر الحسيني عندما قال إن الأمريكيين شركاء اساسيون في قتل أبناء غزه وعليهم تحمل العواقب.

رسائل المقاومين لا تقتصر على الأمريكيين
 
وفي إطار التحركات التي يقوم بها محور المقاومة نصرة لغزة كان لافتاً تسخين الجبهة الشمالية لكيان العدو وشموله الجبهة السورية وليس الجبهة اللبنانية فقط وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي محمد علي  إن تحريك الجبهة الشمالية يلحق ضرراً كبيراً بكيان العدو ويشتت مساعيه للاستفراد بقطاع غزة خاصة وأن جبهة غزة تقع في أقصى الجنوب في حين أن جبهتي الجولان وجنوب لبنان يقعان في أقصى الشمال وهو يؤثر أيضا على الجبهة الداخلية لكيان العدو لانه في حال الاستفراد بقطاع غزة كان من المفترض أن يكون شمال فلسطين المحتلة هو الأكثر أمانا ولكن ما حصل هو أن العدو اضطر لاخلاء عشرات المستوطنات وعلى رأسها كريات شمونة واخلاء الشريط الحدودي مع لبنان من كافة المستوطنين.

وفي شأن الخسائر التي يتكبدها العدو اعتبر علي أن الصهاينة يتكتمون على الجزء الأكبر من خسائرهم وذلك لأنهم محرجون أمام جمهورهم من ردود أفعالهم الضعيفة لأن آخر ما يرغبون به فتح جبهات جديدة ولذلك يستغلون الفوضى العارمة في فلسطين المحتلة وتسارع الأحداث ليخلطوا خسائرهم البشريه في الشمال مع جملة ما يتكبدونه داخل فلسطين المحتلة وهذا ما تؤكده مشاهد الاعلام الحربي للمقاومة التي تظهر من خلالها الآليات والجنود الذين يتم استهدافهم.
 
ورأى المحلل السياسي محمد علي أنه وبالرغم من أن الاشتباكات على جبهة الجولان أقل حده إلا أن إطلاق الصواريخ منها له دلالة ورمزية كبرى كتأكيد على مبدأ وحدة الساحات وأن هذه الجبهة يمكن أيضا أن تنفجر بشكل كامل بدون مقدمات في حال تجاوز العدو الخطوط الحمراء التي وضعها محور المقاومة تجاه التعديات على قطاع غزة. وختم علي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن عقارب الساعه لا تعود إلى الخلف وأن في الأمة قوى حية تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية تدعمها وتمتلك كل الوسائل المناسبة للحيلولة دون تكرار النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني مرة أخرى.

إقرأ المزيد في: طوفان الأقصى