معركة أولي البأس

خاص العهد

العدو يتخبط في إرباكه.. وحزب الله بدأ بمسح الأضرار جنوباً
14/10/2023

العدو يتخبط في إرباكه.. وحزب الله بدأ بمسح الأضرار جنوباً

سامر حاج علي
قالها حزب الله، ولطالما كررها في أكثر من مناسبة: لن نسمح بكسر قواعد الإشتباك مع العدو الإسرائيلي!

وعلى هذه القاعدة كان يعمل في الأيام الأخيرة الماضية، فبعد اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت أكثر من قرية في الجنوب كان مجاهدوا المقاومة الإسلامية يبحثون في لائحة الأهداف الكثيرة التي يمكن لقبضاتهم أن تطالها عند الجهة المقابلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، حتى بدأت نيرانهم تطال ثكنة برانيت وثكنة أفيفيم وآليات العدو في المستعمرة نفسها، ومؤخراً موقع الجرداح العسكري في الضهيرة، والبقية تأتي وفق أي خطأ قد يرتكبه العدو..

العدو يتخبط في إرباكه.. وحزب الله بدأ بمسح الأضرار جنوباً

وبعيداً عن البحث في أية خسائر مادية تكبدها العدو نفسه خلال هذه العمليات، يمكن لنا التركيز على الأثر المعنوي الذي كان يظهر على هيئة ارتباك وخوف يُترجم بقصف الأماكن السكنية والمنازل أو حتى المساجد والكروم والحدائق في اكثر من بلدة جنوبية كالضهيرة وعيتا الشعب ومروحين ويارين وغيرها، في محاولة منه لإيذاء المدنيين اللبنانيين وزرع الخوف في نفوسهم، إلا أن موقف الأهالي الذي لم يتأخر للحظة عن التأكيد على الالتفاف حول المقاومة شكل الصفعة المدوية في وجع هذا العدو وبعض وسائل الإعلام التي كانت تحكي على مدى الأيام الماضية في هذه القرى بلسان "إسرائيل" نفسها، إلا أن الصفعة الأخرى التي تلقتها هذه القنوات ومن يقف خلفها من مموّل ومستفيد وموجّه، كانت مع الترحيب الكبير والمعبّر الذي استقبل به أهالي بلدة الضهيرة للوفد الذي شكّلته قيادة حزب الله وضم عدداً من المهندسين والفنيين للبدء بمسح الأضرار الناجمة عن الاعتداءات الصهيونية على المنازل والممتلكات العامة والخاصة والسيارات والأراضي الزراعية وغيرها، حيث أكد رئيس بلدية الضهيرة الشيخ عبد الله الغريب أنهم كأهلي هم وحزب الله يد واحدة وموقف واحد في خندق واحد، وأن المهم الآن هو أن الاهالي بخير متوجها بتحية الإجلال لشهداء المقاومة الذين ارتقوا في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن كل الأضرار التي وقعت ليست بخسائر بالنسبة لنا فنحن لسنا أفضل من أهلنا في غزة.

العدو يتخبط في إرباكه.. وحزب الله بدأ بمسح الأضرار جنوباً

وحول مطالب الأهالي الآن مع بداية مسح آثار العدوان كان موقف الغريب ليس بغريب عن القيم التي تحلت بها بيئة المقاومة منذ أربعينيات القرن الماضي وطوال فترة الإحتلال والتصدي لمخططات العدو الإسرائيلي، إذ اعتبر أن الوقت الآن ليس لطرح المطالب لأننا في حالة حرب وبعد انقضاء هذه المرحلة ويعود كل الأهالي إلى منازلهم يمكن استكمال كافة خطوات المسح الميداني ويبنى عليها لناحية الترميم.

ومع بداية جولة الفريق الهندسي الذي ترأسة المهندس فايز توبة، كانت زيارة استطلاعية على مختلف أحياء البلدية انطلاقاً من الحي الشرقي الذي استهدفه العدو بنيران مدفعيته وبدباباته، وقد دخل أفراد الفريق إلى المنازل المتضررة وأحد المساجد الذي لم يسلم من آلة الحقد الصهيونية، فكان موقف المقاومة على لسان توبة الذي هنأ الأهالي بسلامتهم وأكد أن المقاومة إلى جانب أهلها في الضهيرة وأخواتها الجنوبية، وما يحصل عليهم يحصل على المقاومة التي ستعيد ترميم وبناء ما تضرر لتعود أجمل وأفضل مما كانت.
ولفت توبة إلى أن الشعار الذي أطلقته المقاومة "نحمي ونبني" يتجسد مجدداً في هذه الأيام من خلال التصدي لعدوانية إسرائيل ومن خلال إعادة بناء ما يتهدم أو يتضرر، وهو الوعد الذي كان وسيبقى صادقاً مهما كانت تحديات، فحزب الله لم يترك أهله في السابق وهو مستمر إلى جانبهم في كل الظروف.

العدو يتخبط في إرباكه.. وحزب الله بدأ بمسح الأضرار جنوباً

ومن الضهيرة إنتقل الوفد إلى القرى المحيطة لا سيما بلدة يارين التي استهدف العدو خزان مياه الشفة الرئيسي فيها، إذ علمت "العهد" أن العمل سيبدأ من أجل إعادة تأهيله وترميمه ليتمكن من العودة للعمل في أسرع وقت ممكن، في حين سيشمل المسح أيضاً كروم الزيتون والأراضي الزراعية التي قصفها العدو بقذائف الفوسفور في محاولة منه لإحراقها وحرمان الأهالي من انتاجها في محاولة منه للتضييق على مصادر رزقهم في ظل الأزمة الإقتصادية والإجتماعية المركبة الناجمة عن الحصار الأمريكي والذي يسعى حزب الله جاهداً وعلى أكثر من صعيد للتخفيف من تبعاته وآثاره عن المواطنين اللبنانيين وعلى كافة الأراضي اللبنانية.

وبموازاة ذلك، وعلى الصعيد الميداني تُرجم الإرباك الصهيوني على طول الحافة الحدودية بغياب تام للدوريات وللجنود بعد الصفعة المدوّية التي تلقوها نتيجة لعمليات المقاومة وآخرها استهداف موقع الجرداح المعادي، فيما استمر تحليق الطائرات المعادية في اجواء المناطق الحدودية مع تسجيل إطلاق عشرات القذائف الضوئية خلف الخط الحدودي وفي أجواء ثكنات ومواقع الإحتلال.

إعادة الإعمارجهاد البناء

إقرأ المزيد في: خاص العهد