نقاط على الحروف
"جيرالد فورد".. هل تتكرر تجربة "نيوجرسي"؟
مصطفى خازم
"انظروا اليها تحترق وستغرق".. هي العبارة الأشهر في المعارك البحرية التي خيضت حتى اليوم على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وربما هي الوحيدة التي تمتعت بمصداقية عالية ودقة في التوقيت والمكان.
لكن للتاريخ سنعيد سرد تجربة بحرية أخرى سعت يومها الولايات المتحدة الأميركية من خلالها لدعم ربيبتها "اسرائيل" في حربها العدوانية ضد لبنان بعد اجتياح العام 1982، حيث استقدمت الولايات المتحدة درّة تاج بحريتها يومها والمعروفة بـ "نيو جيرسي" إلى الشواطىء اللبنانية، وبالفعل يومها أيضاً استخدمتها لقصف الضاحية الجنوبية بعد ان استنزفت المقاومة جيش الاحتلال.
يومها كان لدوي صواريخها التي تنهمر كالمطر على الآمنين صدى لا مثيل له. يومها أيضا كان أهالي الضاحية ــ كما اليوم ــ يرصدون حركة القوات الغازية في بحرهم، وينتظرون توقيت المفاجأة التي أعدت لـ "المارينز" الذين لا يهزمون.
وبما أننا لا نؤمن بالصدف بل بالتوفيقات الإلهية، وفي مثل هذه الأيام تحديدًا، وبالدقة أكثر كان فجر 23 تشرين الاول/ أكتوبر 1983 يبزغ على قلوب خرجت من الصدور بصيحات الله أكبر، وانطلقت الشاحنات ببركة اليقظة بين الطلوعين، لتحيل مقر المارينز في مطار بيروت الى ركام.. إنه مبنى مكون من 4 طبقات، مؤمّن باجراءات عالية الدقة، وحواجز تفتيش وعديد جنود فاق الـ 300، لكن القلب الذي عبر كل تلك الاجراءات كان يرى بعين الله، ويتنفس من نجيع كربلاء.
اليوم أيضًا، قرر الأخرق جو بايدن التدخل لإنقاذ الكيان الطارىء والمؤقت على منطقتنا بعدما جرفه سيل #طوفان_الأقصى، وألقى في قلوب مستوطنيه الرعب، وتبّر مجاهدونا البواسل ما علا الصهاينة تتبيرا، وتبرع معه بعض الأعراب الذين هم أشد كفرًا ونفاقًا للمساندة.. فهل تتكرر التجربة؟
سنن الله لا تتبدل، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، كما في الأولى كذلك اليوم إن وصلت المدمرة.. لكن هذه المرة سيكون الموقف مختلفًا.
أربعون عامًا على دوي انفجار "المارينز" الذي هزّ أركان البيت الأبيض.. ومعه سقوط مقر المظليين الفرنسيين..
الرئيس الفرنسي يومها فرانسوا ميتران قال: "إننا سنبقى هنا" ويومها أيضا قال جورج بوش الأب، وكان نائبا للرئيس الأميركي رونالد ريغان الولايات المتحدة "لن يهددها الإرهابيون".. لكنهم رحلوا.
واليوم أيضًا سيرحلون ونبقى، مهما علو وتجبروا.. سيرحلون، فالأرض لنا.. والبحر لنا، ولن يطول مقام الغزاة لا في برنا ولا في بحرنا.
قبل أربعين عامًا كنا قلة، وكان إيماننا هو السلاح الأمضى.. واليوم بتنا أكثر عدادًا وعدة، وإيماننا بنصر الله أمضى.
"نيو جرسي" اليوم هيكل معدني صدئ مهشم وموضوع في متحف للعرض، ومقر المارينز عبرة، ولكن يبدو أن الأميركي لا يتعظ.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
12/11/2024
جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024