خاص العهد
استنفار عشائري لمواجهة "قسد" وانهيارات متسارعة لمقاتليها في شرق الفرات
دمشق - علي حسن
لم تمض أيام قليلة على اندلاع المواجهات بين "قسد" والمجلس العسكري لدير الزور على خلفية اعتقال زعيم المجلس من قبل التنظيم الكردي حتى أخذت الأحداث منحى متسارعًا ومتفجرًا مع دخول العشائر العربية ساحة الصراع نصرة للمجلس العسكري على اعتبار أن الموضوع يتجاوز حد الخلاف بين تنظيمين يتبعان لنفس الجهة وهي الولايات المتحدة ليأخذ بعدًا قوميًا نتيجة الممارسات العنصرية لوحدات حماية الشعب الكردية بحق المكون العربي الذي يشكل الأغلبية الساحقة في تلك المنطقة.
انهيارات متلاحقه لـ"قسد" في الريف الشرقي لدير الزور
ومع إعلان معظم زعماء العشائر العربية دخول المعركة ضد "قسد" بدأت نتائج هذا الأمر تظهر جليةً على مجريات المعارك بين الجانبين. وفي هذا السياق قال المحلل السياسي عدي حداوي لموقع "العهد" الإخباري إن المعارك التي تدور اليوم في شرق الفرات أكبر بكثير مما تحاول أن تصوره الإدارة الذاتية الكردية من أنه مجرد نزاع بينها وبين من وصفتهم بالخارجين على القانون، مؤكداً أن الموقف العشائري لا يقتصر على البيانات فقبائل العكيدات والبكاره والجبور والموالي والبكير والبطوش وغيرهم يشكلون جل العشائر العربية إن لم نقل كلها وهؤلاء قرنوا القول بالفعل عبر المساهمة الفعالة والمباشرة في المعارك والتي أدت إلى تحرير الريف الشرقي لدير الزور بشكل شبه كامل بما يحتويه من مدن وبلدات هامه مثل هجين والسوسه والحوايج والجرذي والشحيل وذيبان.
ورأى حداوي أن هذا الأمر لم يكن نتيجه حادث فردي تطور إلى مواجهة بل نتيجة التعامل العنصري الذي تمارسه "قسد" بحق الغالبية من أبناء القبائل والعشائر العربية والاستقواء بقوات الاحتلال الأمريكي فضلًا عن سرقة خيرات سورية دون أن يعود ذلك بالنفع على سكان المنطقة.
وذكر المحلل السياسي أن "المنطقة التي تسيطر عليها "قسد" تتجمع فيها معظم الثروات السورية وكانت تكفي كل مواطني الجمهورية العربية السورية ولكنها لا تكفي اليوم في ظل سيطرة "قسد" لسد حاجات الناس حتى في المنطقة التي تتواجد فيها هذه الثروة وذلك يعود إلى سوء الإدارة والفساد من جهة وإلى النهب المتواصل لتلك الثروة من قبل قوات
الاحتلال الامريكي".
وختم عداوي حديثه لموقعنا بأن "ما يجري حالياً في شرق الفرات هو ثورة بكل ما للكلمة من معنى وستكون لها نتائجها على مستوى الإقليم ككل".
قلق امريكي متصاعد من التطورات الأخيرة
وحول الموقف الأمريكي مما يجري في شرق الفرات ومستقبل وجودها هناك، قال المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع "العهد" الإخباري إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ على مصير "قسد" وبالتالي على مصير وجود قواتها هناك، ومن ناحية ثانية هي في موقف محرج لأنها لا تريد أن تظهر بموقف الداعم للمكون الكردي على حساب المكون العربي والذي سيؤدي إلى تزايد النقمة الشعبية عليها وهذا ما تجلى بالبيان الصادر عن الخارجية الأمريكية والذي بدا ضعيفًا واكتفى بالتعبير عن القلق والدعوة إلى التهدئة ولم يقدم أي دعم واضح لقسد باستثناء إشارة ضعيفة إلى أن هذه المواجهات قد تضعف الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم "داعش"".
وأكد مطر أن "الخيارات المتاحة أمام الإدارة الأمريكية محدوده جدًا وهي على الأرجح ستكتفي بتقديم الدعم غير المباشر في حربها ضد العشائر العربية"، مؤكداً أن هذا الدعم لا يكفي خاصة في دير الزور حيث المحافظة تتألف من المكون العربي فقط وفي حال نجحت العشائر العربية في انهاء وجود قسد فيها فإن كرة النار ستتدحرج إلى محافظة الحسكة وستشجع العشائر العربية على التحرك ضد قسد وهنا سيكون الوجود العسكري الأمريكي والذي يتركز داخل حقول النفط والطرق المؤدية لها في خطر حقيقي خاصه وأن هناك إجماعا من قبل كل القوى الإقليمية الفاعلة وعلى رأسها محور المقاومة على أن الوجود الأمريكي في سورية والذي يحرم السوريين من لقمة عيشهم ويعمل على قطع الطرق بين بلدان المنطقة لا بد أن يزول وبكل السبل والخيارات المتاحه.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024