آراء وتحليلات
أزمة تحويل الليرات في ظل غياب الخطة الشاملة
د. زكريا حمودان
منذ انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بدأنا نعيش مرحلة مالية أكثر واقعية وأقل شعبوية بحسب الأداء الذي يُظهره حاكم المصرف المركزي بالوكالة.
يتحصن وسيم منصوري بالقانون الذي يعرف جيدًا أنه إذا خرقه سيكون قد دخل في معركة قانونية تجرمه إلى حد المساس بأموال المودعين من جهة، وهدر المال بشكل غير مشروع وبغير وجه حق من جهة أخرى.
الحاكم بالوكالة وسيم منصوري يتعاطى بواقعية مع الأزمة، فهو مؤتمن على ما صرح به في خزينة المصرف المركزي، كما هو محاصر ببعض ما صدر في تقرير التدقيق الجنائي المالي بالرغم من عدم التدقيق في حسابات ما بعد العام ٢٠٢٠.
عائدات الدولة بالليرة
حتى يومنا هذا ما زلنا نعيش أزمة "ليلرة ودولرة"، وبين "الليلرة والدولرة" نعيش أزمة مفهوم تصريف الأعمال والقدرات التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أزمات البلد في ظل وجود السلطة التنفيذية فقط بشكلها الحالي وغير القادرة على مواجهة التضخم المالي الكبير جدًا والمتزايد.
عائدات الدولة حاليًا أغلبها بالليرة اللبنانية والسبب الرئيسي يعود الى غياب الموارد المالية بالعملة الصعبة التي تساهم في تحريك عجلة الدولة،. أما سبب الأخيرة فهو بكل بساطة طبيعة الاقتصاد الاستهلاكي وغير المُصدِّر، مما يعني الغياب الكلي لعائدات مالية خارجية باستثناء بعض ما تجنيه وزارة الأشغال بعد الجهود الكبيرة التي قام بها الوزير علي حمية مؤخرًا.
بعض الاقتراحات حول دولرة الخزينة
دولرة الخزينة أو أزمة تحويل الليرات إلى دولارات هي فعليًا ما تعيشه الحكومة اللبنانية اليوم. وإذا ما أردنا تقييِم واقعنا المالي فهو على الشكل التالي:
١- وضع خطة تثبيت جديدة لسعر الصرف وذلك بالتعاون مع حاكم المصرف المركزي بالوكالة ودوره في ضبط الاسواق من جهة، وقدرته على تحرير الليرة لترتاح حيث هي قيمتها الحقيقية.
٢- اهم عائد مالي يدخل الى لبنان من العملة الصعبة هو عبر شركات تحويل الاموال التي قد يكون وضع صيغة ثلاثية بينها وبين المصرف المركزي والحكومة امرًا في غاية الاهمية بهدف تحويل الليرات الى دولارات.
٣- تعزيز التصدير والذي يحتاج الى خطط متنوعة ومتداخلة بين الاقتصادية والمالية والسياسية.
٤- تأمين وديعة أجنبية ترتكز على قدرات الدولة من ثروات متنوعة تساهم في سحب قسم كبير من الليرات مما يساعد على تسهيل عملية تحرير الليرة.
٥- اطلاق مؤتمر دولي مالي لدعم استثمار المشاريع الواعدة في الداخل اللبناني كالكهرباء والسكك الحديدية والطرقات والاتصالات وغيرها.
٦- وضع خطة شاملة لسحب دولارات من السوق اللبنانية لصالح الخزينة دون المرور باللاعبين الذين شاركوا رياض سلامة في شفط الدولارات مما أدى إلى اضعاف الليرة مقابل الدولار والوصول الى ما وصلنا اليه اليوم.
أزمتنا اليوم بسيطة جدًا، فهي شبيهة بالسهل الممتنع، مجرد تحويل الليرات الى دولارات نعتبر أنفسنا حللنا نصف الأزمة، لكن كيف نحول هذه الليرات؟
تبدأ عملية تحويل الليرات عندما نضع خطة متكاملة بين الحكومة من جهة والمصرف المركزي من جهة أخرى، الأمر الذي يحقق المكاسب المشتركة للفريقين بالقانون والنظام الحقيقي ودون المس بأموال المودعين في نهاية المطاف.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
13/11/2024
هل انتصرت المقاومة؟
13/11/2024
"اسرائيل" والنصر المزيّف
12/11/2024
حسابات حقول العدوان وبيادر الميدان
11/11/2024