نقاط على الحروف
تويني تشرعن اعتداءات كوخافي: هذه الأهداف مشروعة؟!
ميساء مقدم
لبنان بلد عدو للكيان الاسرائيلي. لم يعترف لبنان الرسمي بشرعية الكيان، وهو بحالة حرب مستمرّة معه. مسلّمات يدركها أبسط المبتدئين في عالم الإعلام اللبناني، فضلًا عن المبتدئين بالحياة السياسية. لكن النائبة السابقة نايلة تويني تفضّل تذكيرنا دومًا بنوائب الدهر: الجهل ثم الاستغباء.
لا تخفى مطامع الكيان الاسرائيلي في ثروات لبنان وأرضه، إلًا عن تويني ومن يدور في فلك المشروع المنتمية اليه. تصطف تويني الى جانب المعسكر الخليجي - الأميركي المعادي للبنان. لا يظهر ذلك من خلال نشاطاتها كـ"نائبة" سابقة، لأنها خلال فترة نيابتها لم يصدر عنها مواقف ولا مشاركات فاعلة في اللجان وحتى أنها لم تكن تحضر جلسات مجلس النواب بالحد الأدنى. الانتماء التام الى المحور الخليجي - الأميركي يظهر من خلال تبنيها وتبني صحيفتها كل آراء وسرديّات وتعاميم ذلك المشروع. أمّا جديد ما يظهر اليوم من خلال كتاباتها، فهو التبني المكشوف للسرديّات الاسرائيلية بشكل فاضح.
ما سبق لا يعد تخوينّا ولا اتهامًا، انما مجرّد توصيف موضوعي لما تناولته نايلة تويني في افتتاحيتها في صحيفة "النهار" بتاريخ 13 حزيران 2022. هدد رئيس أركان جيش العدو لبنان بالويل والثبور، فكان رجع الصدى لدى ديك "النهار": تبرير وتسويغ لأي اعتداء قادم على لبنان.
في افتتاحيتها تحت عنوان "لا للحرب التي تقررها طهران"، شَرَعت تويني في تبرير المنطق الاسرائيلي ضد لبنان: "لم يهدد رئيس الاركان الاسرائيلي لبنان لتعثر المفاوضات.. ولم يهدد كوخافي لبنان لان "حزب الله" يهدده، او يعتدي على حدود بلاده اي فريق لبناني او مقيم على الارض اللبنانية، او لانه يشعر بالخطر من بلد اعتمد الهدنة منذ العام 2006. لكن اسرائيل تهدد لبنان بالقصف والتدمير وقت احتدام التفاوض ما بين الدول الكبرى وايران. واسرائيل تريد توجيه رسالة الى طهران من لبنان، بعد الرسائل المتكررة عبر الاراضي التي تتبع النظام السوري، وايضا عبر سلسلة من الاغتيالات التي بدأت تضرب في عمق الاراضي الايرانية". اذاً الحرب التي يمكن ان تضرب لبنان، ليست حربا مع لبنان، ولا يقررها لبنان، ولا يبدل لبنان في طبيعتها وفي الاهداف التي تبتغيها. حتى ان ضرب منظومة الصواريخ لـ"حزب الله" اذا ما حصلت باعتبارها هدفا لاسرائيل، تعتبر ضربةً للمنظومة الدفاعية او الهجومية الايرانية التي تستخدم للتدخل في معظم امور الدول العربية، وضرباً لما تعتبره احدى اذرع ايران الاساسية في المنطقة، اذ ان الحزب وسع نشاطه الى سوريا واليمن والعراق والكويت والسعودية وغيرها من الدول".
فيما يخوض لبنان الرسمي والشعبي معركة مصيرية حول الحفاظ على الثروات الوطنية بوجه الاعتداءات الاسرائيلية على نفطه وغازه، تتنطّح "نائبة" سابقة وكاتبة غير مخضرمة لتسهيل المهمة على العدو الاسرائيلي في أي عدوان قد يقترفه بحق لبنان، وتبرر له قصفه مواقع لبنانية مدّعية أنها ايرانية. تويني نزعت في افتتاحيتها صفة "العدو" عن الكيان، بل انها ذهبت بعيدًا في الاعتراف - بما يعارض ثوابت لبنان - بشرعية هذا الكيان، ويظهر ذلك من خلال المصطلحات المستوردة من الاعلام الخليجي المطبّع، فتسمي الأراضي المحتلة التي يتحدث منها كوخافي بـ"حدود بلاده". أي بلاد هذه؟ هل تتجاهل أن "اسرائيل" كيان محتل لأرض فلسطينية هجّر شعبها واعتدى على مقدساتها؟ من منحها هذا الحق بالاعتراف بشرعيته؟
تحاول تويني تضليل الرأي العام من خلال القول إن قتل واستهداف قسم واسع من اللبنانيين ليس إلا حقًا اسرائيليًا خاصًا كون هؤلاء برأيها "ايرانيين". ثم تعمل على الايحاء أن لبنان في حالة سلام مع الكيان منذ 2006، وهذا مناف للواقع الذي يقول إن لبنان في حالة "وقف اطلاق نار" مع الكيان وليس "هدنة" أو "سلام".. لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟".
لعل أفضل جواب على ترّهات "النائبة" السابقة بقلم جدّها الكاتب غسان تويني: "وحدها اسرائيل لها مصلحة في تعميم الحرب، وتنويعها والاستمرار في محاصرة لبنان" - صحيفة "النهار" في 13 آب/ أغسطس 2006.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024