آراء وتحليلات
الرياض من العنتريات الى ضبط النفس.. ما السر؟
علي الدرواني
وفرت السعودية عنترياتها هذه المرة، لصالح النحيب والعويل ليس على نفسها، وانما ـ شر البلية ما يضحك ـ على الطاقة العالمية التي قالت انها تخلت عن مسؤلياتها في توفيرها مع استمرار الهجمات اليمنية، بعد عمليات كسر الحصار الأولى والثانية بمراحلها الثلاث، والتي استمرت اكثر من 24 ساعة لأول مرة في تاريخ عمليات الردع اليمنية، وأوسعها واكبرها، وهي المرة الأولى تقريبا، التي تنتشر فيها كل تلك الصور والمشاهد للحرائق والدمار الذي يلحق "أرامكو" والمنشآت الحيوية، بعد ان دأبت السعودية على حظر نشر أي منها طوال سنوات.
بيان شركة "أرامكو" والذي نص على ان "المملكة العربية السعودية تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، يمكن قراءته من زاويتين، الأولى وهي مقصودة من البيان الذي سعت السعودية من خلاله الى تجييش المجتمع الدولي ضد اليمن، تحت عنوان حماية امدادات الطاقة، ونصت على ذلك صراحة بأن على المجتمع الدولي الاضطلاع بـ"مسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد المليشيات الحوثية الإرهابية" حسب تعبير البيان.
بالمباشر،
غير المباشر، هو الزاوية الثانية التي يجب ان ينظر منها الى البيان، وهي الأهم هنا، فعمليات كسر الحصار كانت عمليات "مركزة وفق بنك الأهداف الخاص بعمليات كسر الحصار" وفق بيان القوات المسلحة اليمنية، أدخلت اليمن كلاعب رئيسي في ميدان الطاقة العالمية، يجب ان يؤخذ برأيه، وأن ينظر في طلباته، وكأن الرياض في بيانها طالبت المجتمع الدولي بالتفاوض مع صنعاء، لكي تكف عن استهداف السعودية لكي لا تتضرر امدادات الطاقة، وبطبيعة الحال هي أيضا اعتراف يتم انتزاعه على حين غرة من الرياض المكابرة والمنكرة عن فعالية الضربات اليمنية الرادعة لعدوانها وحصارها.
بالمقابل
نعم، اليوم لم تتحدث الرياض بلغة العنتريات، والتهديد والوعيد، ولم ترسل طائراتها لقتل وترويع المدنيين في صنعاء وصعدة وبقية المحافظات، اكتفت فقط بضبط النفس، وإتاحة المجال للحوار، وليس هذا كرم أخلاق منها، بل هو اظهار لعجزها عن فعل أي شيء، بعد حملتها الجوية قبل شهرين على صنعاء وادعاءاتها تدمير مراكز الصواريخ والطائرات ومنصاتها ومخازنها، فماذا عساها ستقصف اليوم؟ وكيف ستقابل الرأي العام غدا عندما تعود اسراب الطائرت المسيرة، وصليات الصواريخ الدقيقة، وتشتعل النيران في محطات التكرير والتوزيع النفطية؟
مع هذه المعطيات الجديدة يستقبل اليمنيون عام الصمود الثامن، بكل ايمان وقناعة بأن النصر صبر ساعة، وأن هزيمة تحالف العدوان قاب قوسين، فهل تنهي السعودية لعبة الرعب التي بدأتها، وتستخدم سلم الظروف الدولية والإقليمية للنزول عن شجرة المكابرة والعنتريات؟ هذه فرصتها لو اغتنمتها.
الجيش اليمنياللجان الشعبية في اليمن
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/11/2024