الخليج والعالم
عندما يغرق آل سعود في بحر العار.. قضية الأسير عواجي نموذجا
علي الدرواني
حين نُزعت مشاعر الرحمة والانسانية من القلوب القاسية لحكام الرياض رأيناها تفيض من اليمن ومن القلب الكبير للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في الأعوام الماضية رأينا الإنسانية تذبح من الوريد الى الوريد بسيف الفجور والوحشية السعودية المشحوذ بالدعم الامركي الصهيوني في ظل صمت المجتمع الدولي على مدى اربعة اعوام من الجرائم بحق الشعب اليمني التي طالت الاخضر واليابس، بالمقابل رأينا الرحمة والانسانية تمشي على قدمين عندما اطلق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مبادرته لاطلاق الاسير السعودي موسى عواجي بعد تدهور حالته الصحية ورفض قادة بلاده الأجلاف عدة مبادرات من لجنة شوؤن الأسرى ووساطات الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر الدولي لإطلاقه.
لم تمض سوى أقل من أربع وعشرين ساعة حتى تلقفت المباردة قيادة المجلس السياسي الأعلى ووجهت الطلب بالافراج عن الأسير السعودي دون شروط.
هذه المباردة اللافتة إنسانيا ليست غريبة على يمن الإيمان والحكمة، يمن الأنصار، ولا على ثقافته وأخلاقه، مثلما لم يكن غريبا صلف حكام الرياض وتعنتهم ولا مبالاتهم في حالة الأسير عواجي الذي عجزت المستشفيات اليمنية عن علاجه نظرا للدمار الذي لحق بها جراء العدوان والحصار الذي فرضته آلة القتل والوحشية السعودية.
الآلة الاعلامية السعودية وكما هو ديدنها في بيع الوهم لشعبها وممارسة أبشع انواع التضليل بدءا من تسويق اسباب حربها العدوانية والظالمة على اليمن وليس انتهاء بقصة الأسير السعودي عواجي، حيث نقلت هذه المرة عن ناطق العدوان تركي المالكي ما وصفه بنجاح التحالف بالتعاون مع الامم المتحدة باطلاق الاسير السعودي، متناسيا تعنت قيادته طوال المدة الماضية وعدم مبالاتها بحالة الاسير عواجي المتدهورة.
تكذيب وسائل الاعلام السعودية جاء على لسان مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن الذي رحب باطلاق الاسير السعودي المريض والذي قام الصليب الاحمر بنقله الى الرياض أمس، واصفا هذه الخطوة بغير المشروطة، وأمل المبعوث الدولي في نفس الوقت بمبادرات مماثلة من الطرفين، الأمر الذي يؤكد أنها خطوة من طرف واحد كمبادرة دون أي مقابل.
هذه الخطوة أقل ما توصف به هو أنها محرجة وتلحق العار بتحالف العدوان الذي دمر البنية التحتية الصحية ورفض كل المبادرات لاطلاق هذا الاسير ليأتي الافراج عنه حاملا كل معاني الانسانية التي يتحلى بها الشعب اليمني وفقا لمبادئه وقيمه الاسلامية العظيمة.
وفي المقابل لن تستطيع الفبركة الاعلامية لتحالف العدوان بخصوص قضية الاسير المفرج عنه أن تمحو العار الذي لحق بآل سعود ليس في حق هذا الاسير فقط، بل أيضا في ترك بقية الاسرى الذين لا يزالون في قبضة الجيش واللجان الشعبية دون تبادل، مع أن المبادرات لا تزال قائمة من قبل الجانب اليمني، للإفراج عن كل الأسرى وفق معادلة الكل مقابل الكل.
ورغم الإحراج الذي تسببت به هذه الخطوة إلا أن ذلك لا يمنحنا الكثير من الأمل بتغير تصرفات وسلوك النظام السعودي في الملفات الإنسانية، لا سيما أن ما يلمس من قادة هذا التحالف طوال أربع سنوات من عمر العدوان على اليمن يجعل المتابع يرجح استمرار العدو في تعنته وصلفه في كل ما له علاقة بالشؤون الانسانية وعلى رأسها ملف الأسرى، ليبقى ملطخا بالعار الذي يستحقه الى يوم القيامة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/12/2024