معركة أولي البأس

طوفان الأقصى

المرأة التقدمية الفلسطينية بين زهرة الأقحوان والطوفان
01/02/2024

المرأة التقدمية الفلسطينية بين زهرة الأقحوان والطوفان

 زهرة سعيد وحمزة البشتاوي 
تحت شعار نحو تفعيل دور المرأة الفلسطينية في مسيرة النضال الوطني على طريق تحرير الأرض والإنسان، وبرعاية الرفيق الدكتور طلال ناجي، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، عُقد المؤتمر العام الثاني لمنظمة المرأة التقدمية الفلسطينية (مؤتمر شهداء طوفان الأقصى)، حيث بدأت أعماله بجلسة افتتاحية علنية، حضرها الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة خالد جبريل، وممثلات عن المنظمات النسائية الفلسطينية والعربية. وقد ألقى جبريل كلمة قال فيها: لعبت المرأة الفلسطينية دورًا تاريخيًا مهمًا وأساسيًّا في مقاومة الاحتلال، وشاركت إلى جانب الرجل في الكثير من الأعمال النضالية، وفي الدفاع عن الأرض والإنسان، وما زال حضورها مستمرًّا في معركة طوفان الأقصى التي نعتبرها محطة إستراتيجية مفصلية في الصراع المستمرّ مع الاحتلال. والمرأة الفلسطينية اليوم خلال العدوان على قطاع غزّة تقوم بدور بطولي في ملحمة الصبر والنصر على طريق تحرير الأرض والإنسان، مؤكدًا أن المرأة هي نصف المجتمع وأكثر، في الصبر والصمود والنصر وتنشئة الجيل المقاوم. 
وألقيت أيضًا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات لكلٍّ من:
 - الدكتورة ريما فخري، عضو المجلس السياسي في حزب الله. 
 - الأستاذة آلاء الحبار، رئيسة اللجنة الإذاعية في الحزب السوري القوميّ الاجتماعي. 
 - الأستاذة زهرة سعيد، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، ورئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر. 
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية بدأت أعمال المؤتمر، حيث تركزت النقاشات حول تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية، والدور والمهمات الملقاة على عاتق المرأة الفلسطينية، وذلك استنادًا إلى دورها النضالي التاريخي الذي يمكن الإشارة إليه من خلال مشاركة المرأة الفلسطينية في العام 1920 بالمظاهرات ضدّ الانتداب البريطاني والمطالبة بإلغاء وعد بلفور المشؤوم، وقد وقفت المرأة الفلسطينية منذ ذلك الوقت في مواجهة الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين، كما شاركت في ثورة البراق عام 1929 وحملت السلاح عام 1935 وشكلت منظمة نسائية سرية قامت بالنضال المسلح ضدّ العصابات الصهيونية قبل النكبة عام 1948 اسمها (زهرة الأقحوان)، كما شاركت لاحقًا في ثورة العام 1936 وما بعدها وصولًا إلى الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت عام 1965، حيث لبست الزيّ العسكري، وتدربت على المقاومة المسلحة، إضافة لعملها الاجتماعي والسياسي والتربوي والثقافي، ولعبت المرأة الفلسطينية الدور الحاسم في تأجيج المشاعر الوطنية، والحفاظ على الهوية وحق العودة. 
وقد شهدت منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية منذ مؤتمرها التأسيسي الأول في العام 1986، محاولات حثيثة لتطوير عملها وحضورها على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، وما زالت حتّى اليوم تساهم في مسيرة النضال الوطني بمختلف الميادين والقطاعات، حاملة راية النضال، وتحدي كافة الصعوبات في مسيرة المقاومة. 
ومن أبرز النقاط التي تطرق إليها المؤتمر في أعماله نذكر في هذه الدراسة الموجزة ما يلي:
1 - الأوضاع العامة. 
انسجاماً مع رؤية وبرنامج منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية كإطار نسوي مرتبط بحقّ الشعب الفلسطيني بالتحرر ومقاومة الاحتلال، جرى البحث والنقاش حول أهمية دور المرأة الفلسطينية كأم أنجبت المناضلين والشهداء وأخت صادقت وعملت وكانت الظهر والحبيبة والزوجة التي حملت راية الكفاح، وكانت الأسيرة والشهيدة والمناضلة الصابرة والمبدعة في العمل الثوري والاجتماعي في الوطن المحتلّ ومخيمات الشتات. 
وتطرقت نقاشات المؤتمر إلى دور المرأة في رعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى، مع التأكيد على أن حالة النهوض الفلسطيني تتمثل اليوم بتصعيد المقاومة وتوفير الحد الأدنى من مقومات الصمود، وزج كلّ الطاقات في ميدان المواجهة على صعيد التحرر الوطني والاجتماعي، و هما صنوان لا ينفصلان في عملية التقدم وتقرير المصير.  مع الإشارة إلى مشاركة المرأة الفلسطينية في مواجهة العدوان على غزّة بكلّ  ما تملك من قوة في المجال الصحي والاجتماعي والإغاثي، رغم المخاطر وحرب الإبادة التي لم تضعف عزيمتها، لا بل إنها خاضت الكثير من قصص البطولة والصمود والفداء. 
كما ناقش المؤتمر أوضاع الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات وضرورة قيام الجهات المعنية كافة، بمواكبة الأزمة فيها بإجراءات تستجيب للاحتياجات المعيشية والحياتية، وذلك عبر برامج إغاثية وتنموية. 
وعلى صعيد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، دعا المؤتمر إلى الإسراع في إعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء الاتحادات والهيئات فيها، وخاصة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على أسس وحدوية تساهم في تصعيد المقاومة وتفعيل دور المرأة الفلسطينية على المستوى الوطني العام.  
كما أكد المؤتمر على تفعيل العمل لإقامة أوسع العلاقات مع المنظمات النسائية الفلسطينية والعربية والدوليّة الداعمة والمؤيدة لحقوق شعبنا ومقاومته. 
2 - الأوضاع التنظيمية. 
ناقش المؤتمر كافة القضايا المتعلقة بأسس العمل التنظيمي، على صعيد الهيئات والصلاحيات والعضوية والحقوق والواجبات، وترسيخ قواعد المنظمة وتجديد حيويتها عبر تنشيط عمل الفروع في كافة الأقاليم والساحات، وتعزيز دور المرأة في المخيمات، بصفتها العامود الفقري للعمل السياسي والاجتماعي وأشكال النضال كافةً.  استنادًا إلى الأطر التنظيمية الملائمة في منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية التي هي منظمة نسوية شعبية جماهيرية رافد ورديف لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وتضم في صفوفها كلّ امرأة فلسطينية وعربية مناضلة تقدمية في العالم على اختلاف انتمائها الطبقي، وتهدف إلى إعداد المرأة نضاليًا وسياسيًا وفكريًا واجتماعيًا وتنظيميًا ونقابيًا وعسكريًا، وتمارس المنظمة عملها على أساس نظامها الداخلي ولوائحها التنظيمية الخاصة بها والتي تضمن حق الممارسة الديمقراطية لكل عضواتها من خلال انتخاب هيئاتها من الأدنى إلى الأعلى انتخابًا حرًا ومباشرًا ومن خلال مشاركة جميع عضواتها في إقرار خطط العمل والأنشطة وتنفيذها. 
وقد سبق انعقاد المؤتمر العام عقد اللجنة التحضيرية المركزية مؤتمراتها التحضيرية في كافة المناطق والأقاليم والساحات،  وانتخاب للهيئات القيادية للمنظمة في كلّ منطقة وإقليم  للمؤتمر العام. 
وعقدت منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية مؤتمرات علنية في سورية بمشاركة المنتخبات من المناطق والمخيمات، وتم انتخاب مجلس منظمة المرأة - إقليم سورية، والمجلس انتخب قيادة منظمة المرأة التقدمية - إقليم سورية وانتخب المؤتمر ممثلاته لعضوية المؤتمر العام. 
كما عقد مؤتمر منظمة المرأة التقدمية في لبنان بمشاركة المنتخبات من المناطق والمخيمات وتم انتخاب مجلس منظمة المرأة - إقليم لبنان، والمجلس انتخب قيادة منظمة المرأة التقدمية - إقليم لبنان وانتخب المؤتمر ممثلاته لعضوية المؤتمر العام. 
 وعقدت اللجنة التحضيرية المركزية مؤتمراً خاصاً بالعاملات في الدوائر المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وتم انتخاب ممثلات للمؤتمر العام. 
وقد بلغ عدد المنتخبات من المؤتمرات التحضيرية إلى المؤتمر العام (81) عضوةً أصيلةً، تمثلن إقليم الأردن وفلسطين والضفّة الغربية وقطاع غزّة وسواها، و(9) عضوات مراقبات. 
و تضمنت الجلسات الداخلية للمؤتمر العام لمنظمة المرأة مناقشة وثائق المؤتمر بكلّ  جدية وتفاعل والتزام والوقوف عند سلبيات العمل لتجاوزها وإيجابيات العمل لتعزيزها من أجل الارتقاء بالعمل التنظيمي لمنظمة المرأة التقدمية. 
و في الجلسة الأخيرة للمؤتمر تمّ  انتخاب عضوات المجلس المركزي وبلغ عددهن (28) بمن فيهن عضوات من الضفّة الغربية وعضوات احتياط. وحسب النظام الداخلي لمنظمة المرأة فإن السيدات عضوات المكتب السياسي واللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة هنَّ عضوات طبيعيات في مجلس المرأة المركزي. 
وعقد المجلس المركزي اجتماعه الأول فور انتهاء أعمال المؤتمر وانتخب قيادة منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية وهن:
1 - زهرة سعيد - مسؤولة منظمة المرأة المركزية
2 - جميلة عباس - نائب مسؤولة المنظمة
3 - فاطمة طه - مسؤولة منظمة المرأة - إقليم لبنان
4 - منى جمعة مسؤولة منظمة المرأة - إقليم سورية
5 - بلسم الصفوري مسؤولة منظمة المرأة - إقليم الأردن
6 - الرفيقة مسؤولة منظمة المرأة - الضفّة الغربية لم يعلن عن الاسم لأسباب أمنية.  
7 - سناء أبو عون - عضوةً

وانتهت أعمال المؤتمر على أمل أن تنهض منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية بمسؤولياتها ودورها الذي لم يكن يومًا تكميلياً أو تجميلياً، بل دوراً مكملاً وفعالاً على صعيد الدفاع عن القضية الفلسطينية، والمرأة الفلسطينية كانت وستبقى صانعة الثورة والكفاح على طريق الفداء والعودة والتحرير، مقدمة أروع الدروس في الصبر والثبات.

إقرأ المزيد في: طوفان الأقصى