طوفان الأقصى
دعم شعبي في دمشق لطوفان الأقصى
محمد عيد
دعت المؤسسة الفلسطينية للثقافة والتنمية في سوريا إلى أوسع مشاركة شعبية لدعم معركة "طوفان الأقصى"، وهو ما تحقق لاحقاً إذ تجمع حشد كبير من السوريين والفلسطينيين في ساحة عرنوس بدمشق يتقدمهم شخصيات سياسية وحزبية وفصائلية مقاومة فضلاً عن حضور مثقفين جاؤوا للتعبير عن تماهيهم المطلق مع ما يجري في الأرض المحتلة.
فلسطين قريبة
يحمل جعفر راية كبيرة تحمل أعلام كل دول وفصائل محور المقاومة، يلوّح بالراية محمولًا على أكتاف فلسطينيين وسوريين لم يستوعبوا بعد بأن ما كان حتى الأمس القريب مجرد حلم تجود به الأوهام تحول اليوم إلى حقيقة.
يسأل جعفر بحماس "من كان يصدق أن المقاومة يمكن أن يمكن أن تقتل وتأسر مئات الجنود الصهاينة والمستوطنين في بضع ساعات؟"، ويعلّق "المسألة برمتها صراع بين الحق والباطل وهذا الكيان لا بد أن يزول قريباً".
ترتدي هبة الزي الفلسطيني، الصبية التي لم تبلغ العشرين من عمرها تهتف لفلسطين بصوت من عاش الصراع مع الكيان منذ لحظة تأسيسه.
عجيب هذا العشق لفلسطين من أجيال افترض العدو أنها ستنسى، لكن هبة تقول لموقعنا بأن سيرة فلسطين والأمل باستعادتها بقيت الحديث الشائع في بيتها وبين رفاقها الفلسطينيين والسوريين، وهي إذ تفخر بالانتصارات المذهلة للمقاومين فإنها تصر على أن هذا النصر هدية لكل عربي ما خلا حكام العرب المتآمرين على فلسطين.
على الضفة الأخرى من العمر تقف عائشة، وهي عجوز سبعينية تنظر من وراء الدموع إلى المشهد وقد زينت نفسها بصورة لابنها الشهيد الذي قتله الإرهابيون في مخيم اليرموك: "الصهاينة هما اللي قتلوه بس بإيدين عرب"، وتضيف بأن عملية "طوفان الأقصى" أعادت لها الثقة بإمكانية الرجوع إلى فلسطين بعد أن صار أقصى طموحها هو العودة إلى منزلها الذي دمرته "إسرائيل" عبر وكلائها في مخيم اليرموك.
الجمع هتف لفلسطين كما لم يفعل سابقًا، فهذه المرة اقترن الهتاف بقناعة تامة بأن العودة قريبة بل وأقرب مما يتخيل كثيرون.
على الحكام العرب اغتنام الفرصة
المدير العام لمؤسسة القدس الدولية د. خلف المفتاح والذي حضر التجمع أكد أهمية وجود موقف عربي وإسلامي واضح تجاه فلسطين ومقاومتها في هذا المفصل الزمني الهام.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار المفتاح إلى أن كل قائد عربي ومسلم سيضع نفسه في قائمة الإتهام إذا لم يبادر لتبني موقف المقاومين في فلسطين.
وأضاف إن ما يجري اليوم في فلسطين هو فرصة تاريخية بالنسبة لهؤلاء الحكام العرب من أجل أن يتبرؤوا من خطاياهم ويغسلوا ذنوبهم من عار محاباة الإحتلال أو النأي بأنفسهم عن فلسطين في أحسن حالات الظن بهم.
عضو مجلس الشعب السوري رأفت بكار أكد في حديثه الخاص لموقع "العهد" الإخباري أن هذا التجمع هو رد فعل عفوي وطبيعي من السوريين والفلسطينيين الذين حملوا في قلوبهم محبة فلسطين وأرادوا أن يشكلوا مع بقية الجماهير العربية التي خرجت إلى الساحات نصرة لفلسطين أداة ضغط على النظام الرسمي العربي بغية إجباره على إعادة التموضع فيما يتعلق بسياسته المعلنة والسرية من فلسطين، مشيراً إلى أن سوريا دفعت ولا زالت ثمنًا باهظًا لقاء نصرتها للقدس والاقصى والحق الفلسطيني والأزمة التي حصلت فيها كانت عقابًا أمريكيًا صهيونيًا على تبنيها للقضية الفلسطينية.
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية - الإيرانية الدكتور محمد البحيصي أشاد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري بمشاعر المواطنين واندفاعتهم وخروجهم للتجمع كرمى لعيون فلسطين، مشيرًا إلى خشيته من تبدد هذه الطاقة الهائلة إذا افتقدت هذه الجماهير إلى قائد يبقيها في الساحات ويرسمل كل إمكانياتها على نحو غير مقتصر على مجرد الهتاف.