تجربة حزب الله
مستشفى الرسول الأعظم(ص): مستوى طبيّ متقدم على صعيد لبنان والمنطقة
مصطفى عواضة
النشأة والتأسيس
يروي مدير مستشفى الرسول الأعظم "ص" حسين شقير تفاصيل وظروف النشأة ومعاناة التأسيس في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري بمناسبة الذكرى السنوية الـ40 لتأسيس حزب الله، موضحًا أن: "المستشفى تأسس سنة 1988 على مشارف انتهاء الحرب الأهلية وفي ظل افتقار الضاحية الجنوبية للمؤسسات الاستشفائية، فكانت الحاجة ملحّة خاصة لعلاج جرحى المقاومة والجرحى المدنيين الذين كانوا يسقطون جراء الاعتداءات الصهيونية آنذاك، بالإضافة إلى خدمة عوائل الشهداء والمجاهدين".
ويستذكر شقير مع "العهد" بدأ عمل المستشفى بعد افتتاحه على يد سماحة الشهيد السيد عباس الموسوي بإمكانيات متواضعة: "إذ إن عدد الأسرّة كان لا يتعدى الـ14 سريرًا، وكانت هذه المسيرة الصحيّة الخيّرة التي حملت اسم الرسول الأعظم "ص" مختصرالإنسانية والرحمة التي أرسلت للعالمين، فكان اطلاق اسم الرسول على هذا الصرح كنوع من الرحمة للمستضعفين، فضلًا عن ارتباطنا الديني بهذا الاسم الذي يحمّلنا مسؤولية أكبر تجاه أهلنا".
ومنذ التأسيس إلى الآن لا زال مستشفى الرسول الأعظم "ص" المقصد الأول في الطبابة والاستشفاء للآلاف من عوائل الشهداء، وهذا هو المقصد الأول من تأسيس المستشفى.
توسعة المستشفى وتطويره
بعد زيادة عدد الأسرّة إلى حد مقبول أخذ المستشفى منحى رفع الجودة وتطبيق المعايير المحددة من قبل وزارة الصحة، ليحصل بحسب شقير على تقييم مستشفى 5 نجوم في العام 2000 ويحصد المركز الثاني بين مستشفيات لبنان في هذا المجال بشهادة من شركة "OPCV" الأسترالية، ليصبح مستشفى حائزا على الشروط ومعتمدا من قبل الوزارة في العام 2002.
في هذا الإطار، يؤكد شقير "استمرار المستشفى بالاهتمام بالمعايير ومثابرته في سبيل رفع جودة خدماته، وهو حصل في العام 2003 على شهادة الـ"ISO"، ما رفع المستشفى إلى مستوى المعايير العالمية وكانت هذه المرحلة نقلة نوعية في تاريخه، إذ إنه حصل على العديد من الشهادات العالمية والوطنية".
وفيما افتتح المستشفى بـ14 سريرا سنة 1988، يبلغ اليوم عدد أسرّته 276 سريرًا، على أن يتم افتتاح مبنى محاذ للمستشفى لزيادة الأسرة إلى 350 سريرا خلال أشهر، فيكون بذلك من أوائل المستشفيات التي تملك هذا العدد من الأسرّة في لبنان".
تدريب الكادر البشري
يولي مستشفى الرسول الأعظم "ص" دائمًا بحسب شقير اهتمامًا كبيرًا لتدريب الكادر البشري بجميع اختصاصاته، واستقتطاب ما يلزم من الخارج في سبيل تعزيز قدرات المستشفى في ظل غياب بعض الاختصاصات عن لبنان في مراحل متعددة في تاريخه، خاصة في اختصاصات القلب وهو الاختصاص الذي أصبح له مركز خاص فيما بعد.
كما يجري المستشفى كل ما يلزم من دورات تخصصية للكوادر الطبية، مع مواكبة التطورات الطبية في سبيل استمرارية التقدم من خلال المتابعات التي تقوم بها الفرق المعنية في هذا المجال في لبنان وخارجه بشكل يتماشى مع التطور التكنولوجي العالمي.
تأسيس مركز القلب 2004- 2010
افتتاح مركز "بيروت للقلب" كان نقلة نوعيّة في تاريخ مستشفى الرسول"ص". وفي هذا السياق يشير شقير الى أن "قسم القلب افتتح بداية في أحد طوابق مستشفى الرسول الأعظم "ص" في العام 2004 برعاية سماحة السيد حسن نصر الله. وخلال وقت قصير برزت حاجة مجتمعنا لمستشفى متخصص في جراحة وأمراض القلب، فقمنا على أثر ذلك بما يلزم لتأسيسه، وهو يحوي 112 سريرًا للمرضى، وأطباء متخصصين بمختلف أمراض القلب، ما جعل منه مرجعًا طبيًا على صعيد لبنان، يُجري ما يفوق الـ1000 عملية جراحية سنويًا".
وبحسب شقير فإن "المركز يقوم ببعض العمليات النادرة للقلب التي تعد متقدمة ومعقدة ودقيقة طبيا كعمليات الكي وزراعة القلب الاصطناعي والطبيعي وزراعة الصمام من خلال القسطرة (بدون جراحة) وذلك منذ انطلاقة المركز عام 2010، مما جعله مركزا مقصودا من جميع أنحاء لبنان والعالم العربي".
وصرّح شقير أن المستشفى يقوم باستقبال ما يفوق الـ21000 حالة استشفاء سنويا - حوالي 10000 مريض داخل العيادات شهريا - 4000 حالة طوارئ شهريا -حوالي 75000 فحص في المختبرات - 7000 حالة في قسم الأشعة.
كما يقوم المستشفى بإجراء 500 عملية "تمييل" قلب - 120 عملية "راسور"- 15 عملية زراعة بطاريات - ما بين 12 إلى 15 عملية كي كهرباء في القلب شهريا، بالإضافة إلى ما يقارب الـ 100 عملية قلب جراحية للأطفال سنويا. ويعد مركز بيروت للقلب الوحيد الذي يقوم بهذه الأنواع من العمليات بعد هجرة الأطباء نتيجة الأزمة الاقتصادية القائمة في لبنان.
تأسيس مركز دراسات خاص بمستشفى الرسول "ص" عام 2010
أنشئ مركز الدراسات الطبية في العام 2010 ويُعنَى بدراسة ومتابعة كل التطورات الطبية التي تحصل عالميًا من خلال جمع المعلومات التي من شأنها إحداث نتائج جديدة في هذه الأبحاث التي تحصل داخل المستشفى أو خارجه.
تكنولوجيًا، يوظّف المستشفى فريقًا خاصًا يدرس بالتعاون مع رئيس مركز الأبحاث إمكانية التطور على الصعيد التقني بشكل دوري ومتابعة التكنولوجيا بشكل دائم لتحسين الثغرات وتثبيت نقاط القوة من خلال المشاركة في الندوات والمؤتمرات المعنية بذلك.
تأسيس مركز زراعة الأعضاء عام 2018
في خطوة متقدمة، افتتح مستشفى الرسول الأعظم" ص" مركز زراعة الأعضاء باسم "مركز الحاج فايز مغنية"، تبركًا بوالد القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية، وذلك بعد افتتاح قسم القلب وتطوير وتوسعة بعض الأقسام الأخرى كأقسام الطوارئ والأطفال والعناية المشددة وذلك بين عامي 2009-2018.
ويلفت المدير شقير إلى أن هذا المركز المتخصص في زراعة الكبد والكلى، تم افتتاحه بالتعاون مع جامعة شيراز الإيرانية ويعد المركز الوحيد في لبنان الذي يقوم بزراعة الكلى بكلفة شبه مجانية وذلك بعد أن كانت غير متوفرة إلا خارجيًا وبكلفة باهظة جدًا.
ويقدم مستشفى الرسول "ص" من خلال صندوق اجتماعي مخصص تحت مسمّى "صندوق الإمام الخميني(قده) الصحي" مساعدات استشفائية للفقراء والمحتاجين ضمن لجنة تقوم بدراسة نسبة المساعدة وفق معايير معينة.
مواجهة وباء كورونا
أمّا على صعيد مواجهة وباء كورونا، فيوضح شقير أن: "إدارة المستشفى عملت على الفصل بين الحالات المرضية وحالات وباء كورونا بالتعاون مع مستشفى السان جورج التابع لها، إذ إنها استقبلت حالات الوباء في مستشفى السان جورج وأبقت على قسم العمليات الجراحية والمرضية في مستشفى الرسول الأعظم "ص"".
الخدمة شرف لنا
وفي كلمة أخيرة، يشدد شقير على استمرارية وإصرار المستشفى على التطوير وتقديم خدماته إلى جميع اللبنانيين من دون استثناء رغم الضغوطات الاقتصادية التي حلت بلبنان، مشيرًا إلى أن هذا شرف للمستشفى والقائمين عليه.
مستشفى الرسول الاعظمالأربعون ربيعاً
إقرأ المزيد في: تجربة حزب الله
26/08/2022
قناة "الصراط".. قبس من نور الولاية
22/08/2022