عاشوراء2020
العراق: "حي على العزاء"
بغداد - عادل الجبوري
مثلما كان متوقعًا لم تختلف مشاهد الحزن والعزاء العاشورائي في كربلاء المقدسة هذا العام عنه في الاعوام السابقة. واذا كانت حشود الزئراين قد توافدت الى كربلاء خلال ليلة ويوم العاشر من محرم الحرام، فإن مختلف المدن العراقية الاخرى، شهدت الكثير من مراسم الاحياء العاشورائي، وأبرزها اقامة مجالس العزاء وتلاوة المصرع الحسيني صباح العاشر من محرم.
وطبيعي أن أعداد الزائرين هذا العام، كانت أقل من أعدادهم في الأعوام السابقة، حيث إن الاجراءات الوقائية من جائحة كورونا وتوجيهات المرجعية الدينية وتعليمات الجهات الصحية، دفعت الكثير من المؤمنين الى الاكتفاء بإقامة مراسم العزاء الحسيني في مناطق سكنهم ووفق الضوابط المحددة. في ذات الوقت، فإن هذا العام شهد غياب الزائرين الاجانب الذين كانوا يأتون من بلدان عربية واسلامية وغير اسلامية مختلفة وفي مقدمتها ايران، ليشكلوا نسبة لا يستهان بها من الزائرين في العاشر من محرم وكذلك في اربعين الامام الحسين عليه السلام.
وبصرف النظر عن مقارنات الأرقام، فإن نقطة النجاح الرئيسية في مراسم العزاء الحسيني هذا العام، تمثلت بالقدر الكبير من الالتزام والتقيد باجراءات السلامة، من حيث تقليل التجمعات وتحقييق التباعد الاجتماعي والتعقيم والتعفير وارتداء مستلزمات الوقاية، وهو ما عكس صورة ايجابية عن عمق الثقافة الحسينية ذات الأبعاد المتعددة والمضامين الواسعة.
وما لوحظ هذا العام، ربما بدرجة أكبر من الأعوام الماضية، حجم التغطيات الاعلامية لمراسم عاشوراء منذ الأول من محرم الحرام، لتبلغ ذروتها في ليلة ويوم العاشر، اذ خصصت معظم القنوات الفضائية العراقية بثها طيلة ساعات طوال لهذه المناسبة حصرًا، أضف الى ذلك فإن منصات التواصل الاجتماعي عجت بسيل غير منقطع من الصور والمقاطع الفيديوية والمنشورات المختلفة التي تناولت القضية الحسينية من جوانبها وأبعادها المتنوعة.
ولا شك ان احياء ذكرى واقعة الطف في العراق في ظل تفشي وباء كورونا، وفي اطار ضوابط وقيود صحية وقائية صارمة، يعكس حقيقة مفادها أن جذوة الثورة الحسينية واستذكارها لا يمكن أن يتوقف أو يتعطل أيًا كانت الظروف والأحوال، وما يعزز تلك الحقيقة، ان أتباع أهل البيت عليهم السلام حرصوا على ديمومة المجالس الحسينية في عهد نظام حزب البعث المنحل (1968-2003)، رغم السياسات القمعية التي كان يتبعها ذلك النظام في محاربة الشعائر الحسينية وملاحقة القائمين عليها والمشاركين فيها، وانزال أقصى وأقسى العقوبات بهم، وفيما بعد فإن الارهاب التفكيري القاعدي وبعده الداعشي، لم يفلح هو الآخر في منع اقامة الشعائر الحسينية حتى في المدن والمناطق التي لا تقطنها أغلبية من اتباع اهل البيت عليهم السلام.
إقرأ المزيد في: عاشوراء2020
31/08/2020
العراق: "حي على العزاء"
30/08/2020