نصر من الله

#حصرم_نيسان

عن خديجة.. عنقود نيسان المقاومة
11/04/2020

عن خديجة.. عنقود نيسان المقاومة

فاطمة ديب حمزة

هنا نيسان عام 1996، كان زهر الأرض يناغي ورقها، أخضر يتمايل مع نسيم الربيع ، وكانت "خديجة" تنسج آخر أطراف طرحتها البيضاء، وترسم آخر أجزاء لوحة أحلامها بالعيش مع شريك العمر. خططت "بنت المقاومة" بدقة لمشوار البقاء ابداً، لمشوار الخلود في صفحات مقدسة .. خططت كما يجب، بأن تُرفع "عروسا"، ولكن على أكف الملائكة، إلى الله .. تحت اسم "شهيدة".

رفيقة الشهيد.. شهيدة

ليست الشهيدة "خديجة علي حسن ذيب" وحيدة في هذه المسيرة، لكن قصتها تُروى. هي واحدة من كثيرين، أرادوا السير على درب الجلجلة في مواجهة المحتل.. هي واحدة من الراسخين في ايمانهم بأن "هذا العدو جبان، ويمكن مواجهته، لا بل والانتصار عليه" ينقل عنها شقيقها الأكبر الحاج جهاد لموقع "العهد" الاخباري.

 كان التاريخ في 11 من نيسان 1996، حين أعلن العدو الاسرائيلي عن بدء عدوانه ضد لبنان والمقاومة تحت مسمى "عناقيد الغضب". اليوم الأول من الحرب، كان قاسياً، أراد الصهيوني أن يقطع أوصال لبنان، ويستهدف قادة المقاومة العسكريين. كان القائد الجهادي الحاج "أبو حسن سلامة" – الاسم الجهادي للشهيد "علي ذيب" من أبرز الشخصيات الجهادية التي يترصدها الاسرائيلي ويلاحقها. "خديجة" كانت رفيقة عمها، والأقرب اليه مع خطيبها. في هذا التاريخ تحديداً كانوا سوياً في منطقة الغازية في اجتماع عائلي خاص. "سمعنا الخبر، أن طائرات العدو استهدفت سيارة القائد ابو حسن سلامة وقد استشهد، أردنا الاطمئنان عليه فاتصلنا به، كان الرد: خديجة نالت إحدى الحسنيين، استشهدت" يسرد لموقعنا "الحاج جهاد" رواية ذلك اليوم.

قتلها الاسرائيلي عندما كانت في سيارة الشهيد القائد ابو حسن مع خطيبها في إحدى طرقات الجية. هكذا اذاً، في اليوم الأول من الحرب استشهدت أكبر البنات في البيت، وأكثرهم تأثراً بالعمل الجهادي.

"ربما، كانت أكثر المرات التي أشاهد فيها الشهيد "أبو حسن" بهذا الحزن، خديجة كانت ثمرته الوردية، لكنه كان محتسباً، ومعتزاً بما نالت" يقول الحاج جهاد، ثم يكشف لموقعنا "أن الشهيد القائد عاد في اليوم التالي ليشارك في إدارة القتال بوجه الإسرائيلي، هذا القتال الذي تميزت فيه المقاومة بأمرين: الصمود، واستمرار اطلاق الصواريخ باتجاه الكيان.. وكانت بعض صلياتها بتوقيع "خديجة".

بنت الثورة.. لم تمت

يسرد "الحاج جهاد" لموقع "العهد" حادثة استشهاد شقيقته وكأنها اليوم، يتأثر لكنه سرعان ما يتماسك ويعتد "بما أورثتنا اياه من فخر واكتفاء، بأننا بتنا من عوائل الشهداء.. الشهيدة كانت على باب الزواج، تتحضر للانتهاء من المرحلة الثانوية والانتقال الى حياتها الخاصة في بيتها، لكنها كانت تكتنز في فكرها ما ينبّهك لاحقاً إلى أنها لا يمكن أن تكون إلا شهيدة" يجزم بذلك الحاج جهاد.

يقول لموقعنا إن شقيقته الشهيدة "كانت قد عايشت المقاومة وأجواءها، وتأثرت عميقاً بالثورة الاسلامية في ايران، وبفكر وايمان الإمام الراحل الخميني (قده)، فأرادت أن تشكل حالة فريدة في دعم المقاومة والسير في مسيرتها، عبر العمل الحزبي النسائي، والتعبوي، والتربوي، وكل النشاطات الجهادية.. حتى أنها، كانت تخصص "قجة" لادخار بعض المال فيها دعماً للمقاومة، ثم تقول لنا: حتى لو أن هذا المبلغ زهيد لكن له قيمة في نفسي ومعتقدي" ينقل الحاج جهاد عن الشهيدة خديجة.

في كل 11 من نيسان، تنبت "خديجة" وردة زهرية في ربوع الأرض وبين سفوح النفوس، تبث عطراً في بيوت تشبه بساتين العطاء الممتدة من الجية إلى أطراف الحدود. تزهر عنقوداً لامعاً في كرمٍ مزروع بأسماء يحبها الله .. أسماء الشهداء.

#حصرم_نيسانعناقيد الغضب

إقرأ المزيد في: #حصرم_نيسان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل