كاتب أميركي: سياسة ترامب هي إذعان لكل ما تريده الحكومة "الإسرائيلية"

قال المسؤول السابق في "الـ CIA" بول آر بيلار: إن "كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن سكان غزة "يعيشون في الجحيم" هو في محله، لكنه في الوقت نفسه يدعم سياسات وأفعال دولة أجنبية حوّلت غزة إلى جحيم"، مضيفًا أن "ترامب لا يجد أي مشكلة في مساعدة الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" على قتل أهالي قطاع غزة، ويكثف إمدادات الأسلحة للقيام بذلك، بينما يدّعي أنه متعاطف مع ما تبقّى من سكان غزة الذين نجوا من الهجوم "الإسرائيلي"، ولكنهم يعانون معاناة شديدة".

وفي مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، رأى بول آر بيلار أن كلام وأفعال المسؤولين "الإسرائيليين" الكبار تشير إلى أن إخراج الفلسطينيين من فلسطين هو سياسة "إسرائيلية"، لافتًا إلى أنه من التداعيات التي تطول الولايات المتحدة "تقويض القدرة على تحقيق الأهداف التي تتطلب تعاون الدول العربية، وتعزيز الدافع لدى "الإرهابيين" لضرب الولايات المتحدة، وتأكيدات ترامب أن الفلسطينيين سيكونون فرحين بالخروج من فلسطين وأن دولًا عربية أخرى ستكون مستعدة لقبولهم لا تنسجم إطلاقًا مع الواقع".

وشدد على أن "تصميم الأسر "المشردة" في الداخل على العودة إلى شمال غزة خلال وقف إطلاق النار القائم - رغم علمهم بأن بيوتهم تحولت إلى ركام - أظهر التمسك القوي لدى غالبية الفلسطينيين بوطنهم، رغم الأوضاع المزرية في غزة".

وقال: "يبدو بالفعل أن التطهير العرقي لفلسطين من الفلسطينيين هو جزء أساس من سياسة إدارة ترامب تجاه النزاع "الإسرائيلي" الفلسطيني، وذلك على الرغم من أن أفكاره في هذا الشأن هي غير واقعية، فقد طرح الفكرة أكثر من مرة، وهي تنسجم وممارساته بدعم سياسات الحكومة "الإسرائيلية" بالكامل، والتي تعود إلى ولايته الأولى"، مردفًا: "لا يمكن من الآن اعتبار كلامه عن السيطرة على غزة على أنها سياسة إدارته، إلا أن مثل هذه السياسة ستكون خطأً كارثياً، فهي ستعني مكافحة "تمرد" مكلفة في منطقة عسكرية صعبة، حيث لا تزال حماس حيّة ترزق، كما ستكون مثل هذه العملية العسكرية من بعض الجوانب أسوأ من الحرب الأميركية في العراق، وذلك لأن الولايات المتحدة لن تستطيع تقديم نفسها كمحرر ضد نظام قمعي، بل إنها ستكون مع ذات الطرف الذي يمارس القمع"، وفق تعبيره.

وتابع: إن "عقيدة ترامب المعلنة قد تكون "أميركا أولًا"، لكن سياسته تجاه أي ملف يتعلق بالشرق الأوسط هي "إسرائيل" أولًا"، أو بالأحرى سياسة إذعان لكل ما تريده تقريبًا الحكومة "الإسرائيلية" ومتطرفوها اليمينيون"، على حد قوله.

غزةدونالد ترامب

إقرأ المزيد في: ترجمات