معركة أولي البأس

ترجمات

مسؤول سابق في "سي.آي.إيه": أميركا تستطيع أن تؤثر على السياسات الإسرائيلية
06/03/2024

مسؤول سابق في "سي.آي.إيه": أميركا تستطيع أن تؤثر على السياسات الإسرائيلية

لفت المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية "الـ - CIA" بول بيلار مقالة نشرت على موقع ريسبونسبل ستيت كرافت، إلى أن الخدمات التي قدمتها الولايات المتحدة للكيان الصهيوني "كبيرة جدا"ً، تتمثل بمساعدات تصل قيمتها إلى 318 مليار دولار وصولًا إلى عام 2022، أي أكثر بكثير من أي مساعدات قدمتها الولايات المتحدة لأي "بلد" آخر منذ الحرب العالمية الثانية.

وعليه أكد الكاتب أن "الولايات المتحدة تملك أوراق عدة يمكن الاستفادة منها مع "إسرائيل"، إلا أنها لم تستفد من شيء يذكر في هذا السياق، لوقف الحرب على قطاع غزّة، وهي تتراخى مع "إسرائيل" حتّى عندما تتصادم السياسات الإسرائيلية مع الرغبات الأميركية. وضرب في هذا السياق مثلًا التصريحات الخجولة التي تأتي من مسؤولين أميركيين عندما تبني "إسرائيل" المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "خيبة أمله" من الإعلان الإسرائيلي الأخير ببناء المزيد من المستوطنات في الضفّة الغربية.

وتابع الكاتب بأنه كلما طُرح موضوع قوة تأثير واشنطن، فإن الرد يأتي على غرار ما قاله المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "الـ - CIA" ديفيد بتريوس مؤخرًا عن أنه يجري المبالغة في قدرة أميركا على التأثير على السياسة الإسرائيلية. 

وأضاف أن استمرار العدوان على غزّة وأي تسهيلات مالية أو لوجستية للعدوان سيؤدي على الأرجح إلى تقويض أمن الإسرائيليين وليس تعزيزه. لافتًا إلى نشوء جيل جديد من الغاضبين نتيجة معاناة الفلسطينيين في غزّة، ومحذرًا من قيام هؤلاء بالرد على "إسرائيل"، بما في ذلك من خلال ما أسماه "العنف الإرهابي".

وأشار الكاتب إلى أن السخاء الأميركي والنفوذ الذي يأتي كنتيجة يذهب أبعد بكثير من الدعم العسكري، مؤكدًا أن الغطاء الدبلوماسي الذي توفّره الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" من خلال حماية الأخيرة لا شك في أنه يحتل أهمية قصوى عند صناع السياسة الإسرائيليين. موضحًا أن من بين 89 فيتو استخدمتها الولايات المتحدة طوال تاريخ مجلس الأمن، فإن أكثر من نصفها كانت على مشاريع قرارات تنتقد "إسرائيل"، أغلبها على خلفية احتلالها الأراضي الفلسطينية ومعاملتها للفلسطينيين.

كذلك قال الكاتب إن مجرد الامتناع عن التصويت من شأنه أن يشكّل صدمة لصناع السياسة الإسرائيليين الذين سيضطرّون إلى النظر بالمزيد من الجدية في سياساتهم التي تسبب الأضرار. واعتبر أن التصويت لصالح مثل هذه المشاريع سيكون له أثر أكبر، حيث سيوجه رسالة إلى "إسرائيل" بأنها لا تستطيع أن تواصل التعويل على واشنطن وسط الغضب العالمي من أفعالها.

واعتبر الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعكس تلك الشخصية المصممة على الحصول على مبتغاها بغضّ النظر عمّا تريده أو تقوله الولايات المتحدة. غير أنه قال إن هذه التطمينات الذاتية تستند إلى نمط استمر عقودًا حيث لا تستفيد الولايات المتحدة من أوراقها مع "إسرائيل". لافتًا إلى ما قاله نتنياهو في إحدى المناسبات عن أنه من السهل "تحريك أميركا بالاتّجاه الصحيح"، وأنها "لن تقف عائقًا".

وأكد الكاتب أن نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين سيغيرون نبرتهم في حال توقفت أميركا  عن ذلك وبدأت تقف في وجه بعض السلوكيات الإسرائيلية. مشيرًا إلى أنه السياسة الأميركية حيال "إسرائيل" خلال العديد من الإدارات كانت تقوم على تقديم الدعم المطلق والأمل بأن يكون لدى الولايات المتحدة تأثير من خلال العلاقات الوطيدة. معتبرًا أن إدارة بايدن واصلت هذا النهج من خلال أسلوب "النفوذ عبر العناق"، لكنّه شدّد على أن هذا النهج لم ينجح وقد حان الوقت للاستفادة من قوة التأثير الذي لطالما حظيت به الولايات المتحدة.

إقرأ المزيد في: ترجمات