مصلحة إدارة بايدن تقتضي وقف الحرب في غزة 

شدّد المؤرخ الأميركي أندرو باسيفيتش على أن "مقاومة الاحتلال الصهيوني ستستمر رغم الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة"، مرجحًا أن تتصاعد هذه المقاومة حتّى.

وفي مقالة نُشرت بمجلة "Commonweal"، تحدث الكاتب - وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي - عن تنامي دعم تحرير الفلسطينيين كقضية عالمية، قائلًا: "إن معاناة الأبرياء في غزة ستقوي هذه القضية"، وعليه توقع المزيد من أحداث العنف ضد "إسرائيل"".

كذلك تابع الكاتب أن "الرئيس الأميركي جو بايدن من جهته قدم دعمًا أميركيًا غير محدود لـ "إسرائيل" سواء على الصعيد المعنوي أو المادي أم الدبلوماسي، ولكن هذا الدعم لم يترجم إلى نفوذ، إذ إن حكومة بنيامين نتنياهو لم تبدِ الكثير من الاستعداد للتجاوب مع النصائح الأميركية".

وقال الكاتب: "إن الحرب في غزة تؤكد أنه لا حل عسكري للمعضلة الناتجة عن تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948"، مردفًا: "يمكن تفهم "غضب "إسرائيل" تجاه حماس" (وفق تعبير الكاتب)، الا أن الانتقام ليس بديلًا عن الاستراتيجية".

كذلك توقع الكاتب أن ترضخ الحكومة الأميركية للمطالب الإسرائيلية، لافتًا إلى أن واشنطن أكثر من أي وقت مضى ستقف مع "إسرائيل" حيث ستحتل الحسابات العسكرية أولوية على العمل الدبلوماسي. 

وأكد أن مؤسسة الصناعات العسكرية ستزدهر، حيث سيصل الإنفاق العسكري الأميركي وتزويد "إسرائيل" بالسلاح إلى مستويات قياسية.

كذلك تحدث الكاتب عن تداعيات كبيرة نتيجة كل ذلك، مضيفًا أن "حماس" قامت فعليًا بخطف أجندة إدارة بايدن على صعيد السياسة الخارجية. 

وأشار إلى أن إدارة بايدن وضعت هدف الاستدارة من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الا أن هذه الاستدارة لن تحصل بسبب ما يجري في المنطقة، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا. 

واعتبر أن "الرد على الأزمات حلّت مكان الجهود المنسقة، والسياسة الأميركية لم تكن في هكذا حالة فوضى منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية". وقال "إنه بدلًا من المبادئ الموضوعية، هناك فقط شعارات". 

وتابع باسيفيتش أن "الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل الانجرار إلى حرب أخرى مكلفة في الشرق الأوسط، سواء لأسباب سياسية داخلية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، أم لأسباب استراتيجية". 

وبناء عليه، شدد على أن وقف ما أسماه "النزاع" الحاصل اليوم في الشرق الأوسط يشكل أولوية ملحة.

وفي المقابل، قال الكاتب "إن حكومة بنيامين نتنياهو ولأسباب تتعلق بها تنوي مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى خلافًا لرغبات إدارة بايدن" وفق قوله. 

وإذ أكد الكاتب أن "إسرائيل" لديها الحق بالدفاع عن نفسها، (وفق زعمه)، شدّد في الوقت نفسه على أنّ أميركا ليست ملزمة بالإنصياع لـ "إسرائيل" عندما يتناقض ذلك مع المصالح الأميركية.

إقرأ المزيد في: ترجمات