ترجمات
كاتبة أميركية تحذر: أوكرانيا قد تتحول لسورية ثانية
تحدثت المديرة التنفيذية لمجموعة "سايت" للاستخبارات (Site Intelligence Group)، وهي من أشهر المؤسسات الغربية في المجال الاستخباراتي، ريتا كاتز في مقالة نُشرت بصحيفة "واشنطن بوست" عن دردشات غمرت المواقع التابعة للنازيين الجدد والبيض المتطرفين، منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء العملية العسكرية في أوكرانيا، ولفتت إلى أن هذه الدردشات تضمنت الحديث عن كيفية عبور الحدود البولندية الأوكرانية من أجل الانضمام إلى "المعركة ضد روسيا".
وأشارت الكاتبة الى أن هدف هؤلاء ليس الدفاع عن أوكرانيا كبلد متعدد الأعراق وموطن للمجتمع ذي الميول الديمقراطية، فالبعض منهم يحمل رؤية الدولة القومية المتطرفة، ويرى في أوكرانيا فرصة ذهبية من اجل السعي لتحقيق هذا الهدف، وتحويله إلى نموذج يمكن تصديره إلى العالم.
وقالت الكاتبة إن جماعات مثل كتيبة "آزوف" اليمينية المتطرفة والتي هي جزء من قوات الحرس الوطني الاوكراني تقوم بتجنيد الأفراد من الخارج وتستخدم كذلك المواقع المحسوبة على البيض المتطرفين بهدف استقطاب المواطنين الغربيين، وتطرقت لانتشار علامات ورموز "آزوف" (مثل اللاصقات وغيرها) في مناطق مختلفة من العالم مثل الولايات المتحدة وإيطاليا.
وتابعت كاتز أن الدردشة على موقع "تلغرام" تبين كيف أن الأفراد من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا السويد وبولندا وغيرها من الدول الغربية أعربوا عن رغبتهم بالانضمام إلى آزوف بعدما وجهت الأخيرة دعوة علنية للمقاتلين الأجانب من أجل الالتحاق بصفوفها، وذلك بتاريخ الخامس والعشرين من شباط/فبراير الماضي.
وأشارت الكاتبة إلى أنها لم تلاحظ نشاطًا مكثفًا كهذا على صعيد التجنيد منذ اعلان تنظيم "داعش" عما اسماه دولة الخلافة عام 2014.
وأضافت أن مجموعة "سايت" رصدت تكثيف النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل البيض المتطرفين والنازيين الجدد تزامنًا مع الحرب في أوكرانيا، وقالت إن من بين الأفراد الذين أعلنوا نيتهم الانضمام إلى آزوف عددًا من الشخصيات البارزة من معسكر النازيين الجدد. واعتبرت في هذا السياق أن هناك مواطنين اميركيين وبريطانيين يحاولون حث زملائهم المواطنين على الذهاب إلى أوكرانيا من اجل المشاركة في المعارك ضد الجيش الروسي.
وحذرت من أن البيض المتطرفين والنازيين الجدد لا يدعمون في الغالب الحكومة الأوكرانية الحالية، اذ إن أوكرانيا هي "ديمقراطية ناشئة"، وفق تعبير الكاتبة، وبالتالي ينظر اليها المتطرفون اليمينيون على انها نقيض للنظام الفاشي الذي يريدونه.
وقالت الكاتبة إن العديد من المتطرفين اليمينيين الغربيين يكنون العداء لروسيا حيث ينظرون إليها على أنها شيوعية على غرار الاتحاد السوفياتي، ولفتت إلى أن التجييش لا يعود فقط إلى وجود العدو المشترك.
كما أضافت أن الجهات التي تقوم بعملية التجييش تعتبر أن الحرب في أوكرانيا هي فرصة كبيرة من اجل احراز التقدم في مشروع البيض المتطرفين من خلال العمل المسلح. وتابعت أن هؤلاء ينظرون إلى أوكرانيا على أساس انها وسيلة من اجل بناء الدولة الفاشية ويرون أن أوكرانيا قابلة لصعود اليمين المتطرف إلى السلطة.
واعتبرت الكاتبة أن النازيين الجدد "الأكثر تطرفًا" يخططون لتسريع عملية "الانهيار" ومن ثم بناء الدولة الفاشية "من الرماد".
وشددت الكاتبة على ضرورة اخذ هذا الخطر على محمل الجد، اذ إن الموضوع مرتبط بالأمن سواء في أوكرانيا أو الدول التي قدم منها المتطرفون. كما قالت إن الوضع في أوكرانيا يذكر بما كان عليه الوضع في سوريا، حيث كانت الأخيرة "ارضا خصبة" لجماعات مثل "القاعدة" و"داعش"، وتحدثت عن ظروف مماثلة ربما تنشأ في أوكرانيا لصالح اليمين المتطرف.
كذلك حذرت الكاتبة من أن المتطرفين الذين يتمكنون من الوصول إلى أوكرانيا قد يعودون إلى بلدانهم ومعهم الأسلحة الجديدة والخبرة القتالية.
وخلصت الى أن وجود المتطرفين في "مكان آخر" لا يقلل من خطورتهم على البلدان التي يأتون منها، خاتمة بأن الحروب دائمًا ما تشكل فرصة للمتطرفين بغض النظر عن مكان حدوثها.
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024