إنا على العهد

مقالات مختارة

الإعلام اللبناني والعربي: أحد الوداع وتجديد البيعة
24/02/2025

الإعلام اللبناني والعربي: أحد الوداع وتجديد البيعة

صحيفة الأخبار - نزار نمر

قبل حلول يوم تشييع الشهيدَين السيّد حسن نصر الله والسيّد هاشم صفيّ الدين، انكبّت وسائل الإعلام اللبنانية، وحتّى العربية والعالمية في بعض المحطّات، على نقل الأخبار المرتبطة بالحدث.

خلال الأسبوع الذي سبق التشييع، كان الحدث العنوان الأوّل في نشرات الأخبار بشكل يومي.
وفيما لجأ بعض وسائل الإعلام إلى محاولة التشويش على الفعالية الاستثنائية والتحريض وبثّ الشائعات التي تصدّت لها اللجنة المنظّمة، ركّزت غالبية التقارير على التحضيرات للحدث الضخم، والظروف السياسية والاجتماعية وحتّى المناخية.

واتّفق معظم القنوات على سردية أنّ «حزب الله» سيستغلّ «أحد التشييع» لإظهار شعبيّته، فيما فُتح الهواء للمراسلين لنقل مجريات التحضير وأخذ المقابلات من الناس من مكان الفعالية كما من مختلف المناطق، بما فيها المطار حيث حطّت الوفود المشاركة من كلّ حدب وصوب. كما استعادت القنوات محطّات تشييع سابقة لقادة ومشاهير حضرها الملايين.

استعادت القنوات الشهيدَين ومسيرتَيهما، وبرزت قناة «الميادين» التي استضافت على مدى أيّام متتالية ضيوفاً كانوا من أقرب الناس إلى الشهيدَين، بمن فيهم أقرباء ومسؤولون في الحزب.

وذكّر الإعلام المؤيّد للمقاومة باستمرار بوجوب التقيّد بالإرشادات خلال يوم التشييع بما فيها الحفاظ على سلوك يليق بالشهيدَين وعدم إطلاق النار في الهواء. من جهة أخرى، ركّز الإعلام المعادي للمقاومة على عمليّتَي «الاغتيال» كما وصفهما وسرَد كيفية «اتّخاذ القرار» في تل أبيب و«التنفيذ» والنتائج. كما حاول بثّ شائعات مثل عدم ملاءمة الأحوال الجوّية والظروف الأمنية، بهدف إخافة الناس ودفعهم إلى الامتناع عن المشاركة.

وبرزت صحيفة «نداء الوطن» التي لم تأخذ استراحة من التحريض. مجرّد إلقاء نظرة على أغلفة أعدادها للأيّام العشرة السابقة على الأقلّ، يُظهر كمّية التحريض، إذ لا يخلو عنوان من كلمة «الحزب» أو من الإشارة إليه بطريقة غير مباشرة، وجميعها بمضمون سلبي.

وكانت موّادها محطّ نقد على منصّات التواصل الاجتماعي، ليس بشكل مباشر فحسب، بل طال النقد أيضاً صفحات نقلت أخبارها، وفي أحيان جعلتها أسوأ، كما في حالة القناة التي تعود لملّاكها أنفسهم، أي mtv.

فقد نشرت القناة على صفحاتها الافتراضية رابطاً إلى موقعها تحت عنوان «هل تفعلها إسرائيل في يوم التشييع؟»، في إشارة إلى إبادة بكلّ معنى الكلمة. أمّا مضمون الرابط، فكان سخيفاً ولم يتعدّ السطور التالية: «جاء في أحد أسرار «نداء الوطن»: يقول دبلوماسي عربي: ما هي الاعتبارات التي تجعل «حزب الله» «يطمئنّ» إلى أنّ إسرائيل لن تقوم بأيّ خطوة عسكرية في يوم تشييع السيّدَين حسن نصر الله وهاشم صفيّ الدين؟ ويضيف الدبلوماسي: ما دلالات هذا «الاطمئنان»؟» (يمكن ملاحظة وضع المزدوجَين على «حزب الله» مقابل نزعهما عن «إسرائيل»).

قناة «الجديد» من جهتها، نقلت عن الصحيفة ذاتها خبراً سخيفاً مماثلاً، ونشرته على موقعها وصفحاتها تحت عنوان «تشييع نصر الله... تكلفة هائلة... من الأولى بالمال؟ (نداء الوطن)». وجلّ ما في مضمونه: «جاء في أسرار صحيفة «نداء الوطن»: توقّف مراقبون عند الكلفة الهائلة التي يتكبّدها «حزب الله» في تنظيم تشييع السيّدَين نصر الله وصفيّ الدين. وسأل المراقبون: ألم يكن من الأجدى أن تُوزّع الأموال التي صُرفت على الذين يحتاجون إليها من المتضررين؟»، في تجاهل تامّ للمجهود الذي تبذله مؤسّسات تابعة للحزب مثل «جهاد البناء» وجمعية «وتعاونوا» و«القرض الحسن» التي تحرّض عليها «نداء الوطن» نفسها.

أمّا LBCI، فأوردت في مقدّمة نشرة أخبارها عشيّة أحد التشييع، أنّ «حزب الله» «تصرّف كمكوّن مستقلّ بمعزل عن الآخرين: من توجيه الدعوة إلى يوم التشييع إلى تحضير مكان الاحتفال في مدينة كميل شمعون الرياضية، إلى توجيه الدعوات في الخارج وتنظيم وصولهم إلى مطار بيروت، مع استعراضات الوفود الواصلة». وأتى في سطور مقدّمة قناة «المنار»: «مع صباح الأحد ستكون حرارة اللقاء التي لن يقوى عليها ثلج ولا جليد، ولا العواصف الطبيعية ولا تلك المختلقة أكاذيبَ وأضاليل وتحريضاً، وسيثبت مَن سمّاهم سيّد شهداء الأمّة «أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس» من جديد أنّهم بحقّ شعب أبيٌ وشعب وفيّ وشعب شجاع، وسيدهشون العالم من جديد في يوم سَنُواري فيه الشمس وصفيّها، ونشرق بدمهما من جديد».

السيد حسن نصر االلهتشييع سيد شهداء الأمة

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة