إنا على العهد

مقالات مختارة

العدو يتجسّس على جمعيّات مسيحيّة: عميل عين ابل زوّد "الإسرائيليّين" بصور عبر «البث المباشر»
14/02/2025

العدو يتجسّس على جمعيّات مسيحيّة: عميل عين ابل زوّد "الإسرائيليّين" بصور عبر «البث المباشر»

وفيق قانصوه - صحيفة الأخبار

كشفت التحقيقات مع متّهم، اعترف بالتعامل مع العدوّ "الإسرائيلي"، أن الموساد "الإسرائيلي" كان مهتمًا خلال العدوان الأخير بالحصول على معلومات حول جمعيات ومجموعات دينية مسيحية تجهر بعدائها لحزب الله، وتنشط في المناطق "الشرقية"، بقصد اختراقها، إضافة إلى معلومات حول مركز لإيواء النازحين في منطقة الدكوانة، كانت القوات اللبنانية قد زعمت بأن "تحصينات" تُبنى داخله!

وكانت المديريّة العامّة لأمن الدولة قد أعلنت في بيان في 23 كانون الثاني أنها أوقفت في 21 منه علي أنطانس صادر (والدته ماري مارون، مواليد 1982/ عين ابل)، في منطقة سعسع في خراج بلدة رميش، "أثناء عودته من الأراضي المحتلّة، التي كان قد دخلها خلسةً"، وأنه "اعترف بتعامله مع العدوّ "الإسرائيليّ" منذ بداية حرب غزّة، وقيامه بالمهام التي كُلّف بها". وعُثر بحوزته على "جهاز متطور يُستخدم لمراقبة وتصوير بعض المراكز المهمّة ويتيح تواصلًا مباشرًا بينه وبين العدوّ"، إضافة إلى 3000 دولار.

وتبيّن في التحقيق مع صادر لدى أمن الدولة أنه أثناء حرب الإسناد وخلال العدوان، زوّد مشغّليه "الإسرائيليين"، بناءً على طلبهم، بفيديوات لطرقات محدّدة، من بينها طريق بيروت - الجنوب، مرورًا بصيدا والزهراني وبرج رحال وصور، إضافة إلى مسالك ومواقع محدّدة في القرى والبلدات المؤدّية إلى بلدته عين ابل". وأوضح أنه زوّد استخبارات العدوّ بهذه الفيديوات عبر تطبيقَي "واتساب" وgmail، وبواسطة تطبيق آخر تم تنزيله على جهاز هاتف يمكنه التصوير وإجراء عمليات مسح أثناء إقفاله.

كما طلب منه مشغّلوه التجوّل في مناطق محدّدة داخل بعض القرى بعد تثبيت كاميرا على سيارته يمكنها إرسال بث مباشر للفيديوات إلى استخبارات العدوّ عبر الـ"واتساب". واعترف الموقوف بأن جيش العدوّ قصف مواقع وأماكن بناءً على معلومات زوّد "الإسرائيليين" بها، من بينها مقام النبيّ الخضر بين الحارتين المسيحية والإسلامية في بلدة يارون وحارة المسيحيين في البلدة.

وطلب المشغّلون "الإسرائيليون" من صادر معلومات مفصلة حول مراكز وحواجز محدّدة للجيش اللبناني، بما فيها تحديد مواقعها على الخريطة بدقة والإجراءات الأمنية المتّخذة داخلها، وعدد العناصر العاملين فيها، وما إذا كانت لأيٍّ من الضباط والعناصر علاقة بحزب الله، إضافة إلى معلومات حول قياديّين وعناصر ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل في بعض القرى والبلدات الجنوبية وأماكن إقامتهم.

واعترف الموقوف بأن مشغّليه طلبوا معلومات مفصلة عن مركز إيواء النازحين في مهنية الدكوانة، وهو المركز الذي أثار نائب القوات اللبنانية رازي الحاج، في نهاية تشرين الأول الماضي، إشكالًا حوله، مشيرًا إلى إدخال شاحنتين تحملان أكياسًا من "الترابة" إلى المهنية، ومتسائلًا عن "حاجة المركز إلى بناء تحصينات"، علمًا أن مخابرات الجيش كشفت يومها على الأكياس، التي تبيّن أنها تقدمة من إحدى الجمعيات لرفع خزانات المياه وتثبيتها. كما طلب المشغّل "الإسرائيلي" من الموقوف دراسة مفصلة عن جمعيات ومجموعات مسيحية في شرق بيروت والمراكز التابعة لها وأسماء الفاعلين فيها، إضافة إلى دراسة مفصلة حول تردّدات المحطات الإذاعية اللبنانية.

صادر، الذي أوقف أثناء عودته على دراجة نارية من لقاء مع مشغّليه "الإسرائيليين" داخل الأراضي المحتلة، في 21 كانون الثاني الماضي، قال إنّه جُنّد عن طريق أحد العملاء الذين فرّوا إلى "إسرائيل" عام 2000. وأوضح أن الأخير تواصل معه بعد أيام من عملية "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول 2023، وعرض عليه العمل لمصلحة "الإسرائيليين".

وبعد موافقته، أمّن له تواصلًا "تجريبيًا" مع ضابط "إسرائيلي" تبيّن أنه يعرف الكثير عن حياته منذ الطفولة. وبعد وضع الموقوف تحت الاختبار لفترة قصيرة وتنفيذه مهمات كُلّف بها، جرى نقله للعمل تحت إشراف ضابط آخر كان يكلفه بما هو مطلوب منه حتّى توقيفه الشهر الماضي، علمًا أن صادر سُلّم إلى مديريّة المخابرات في الجيش اللبناني للتوسع في التحقيق ومتابعة التحريات.

العدوان الإسرائيلي على لبنان 2024

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل