فيديو
قهوة بدران.. أقدم المواقع التاريخية الفلسطينية في الخليل
يقطع الحاج جبريل عاشور أربعة كيلومترات للوصول إلى مقهى بدران الذي يعد من أقدم المواقع التاريخية في البلدة القديمة بالخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة والصلاة في الحرم الإبراهيمي.
ومعظم مرتادي هذه القهوة التي تم إنشاؤها قبل نحو 20 عقدًا هم من كبار السن الذين يرتادون الزي الفلسطيني التقليدي لاستحضار ذكرياتهم.
ويقول الحاج عاشور " أقضي أغلب وقتي في هذا المكان الأثري والتقي مع الأصحاب و ألعب الورق ولقضاء الوقت ومن ثم نذهب للصلاة في الحرم الإبراهيمي".
وتعددت استخدامات هذه القهوة على مدى أكثر من 20 عقدا بين السياسة وشؤون المجتمع والترفيه، مشيرين إلى أن هذه القهوة كانت في السابق ديوانا لأهل الحي ولكبار البلد.
ويعود بناء المقهى للعصر المملوكي (1250-1517 م) ولا تزيد مساحتها على 50 مترًا مربعًا وهو ذو باب واحد يؤدي إلى سوق القزازين "بائعي الزجاج" أما سقفه من الداخل فحجارة بارزة جرت صيانتها مؤخرا من قبل لجنة إعمار الخليل.
ويضم المقهى طاولات قديمة وكراسي ذات أرجل خشبية تصل بينها خيوط بلاستيكية يعود عمرها إلى حوالي 60 عامًا.
ويتنقل محمد التلبيشي في الستينات من العمر من طاولة إلى أخرى من أجل تلبية مطالبهم من المشروبات الساخنة أو الارجيلة.
ويقول التلبيشي الذي يعمل في هذا المكان منذ أكثر من 20 عاما إن زبائن هذه المقهى هم من كبار السن والمتقاعدين يأتون لقضاء الوقت وللصلاة في الحرم الإبراهيمي الذي يبعد مئات الأمتار عن المكان.
ويضيف أن " هذا المكان كان مجلسا لاجتماع السكان في الخليل وكان "أهالي الحي والجيران يجتمعون عند مرض أحدهم أو لعطوة (تقليد لحل الخلافات)، أو فرح أو غيره".
وتقول لجنة إعمار الخليل (حكومية) في منشوراتها إن المقهى "من أقدم المواقع التاريخية في البلدة القديمة".
وتضيف أنه ليس "مكانا مقتصرا على جلوس الرجال فيه لشرب القهوة والشاي والتسلية، وإنما كان دار ندوة لكبار السن ولزعماء العائلات من مدينة الخليل وكل قراها وعشائرها".
وكان المقهى -وفق اللجنة- يشهد عقد الصفقات التجارية وتتداول فيه أخبار السياسة فيستمع رواده للمذياع ويتناقشون ويحللون ما يدور حولهم من أمور سياسية.
كما كان المقهى دار فكر ثقافية، تقام فيه أمسيات شعرية ونثرية ومسرحا للحكواتي، وفق اللجنة.