معركة أولي البأس

منوعات ومجتمع

الهيئة الدولية للمناخ: مقبلون على كارثة.. والسبب الوقود الأحفوري
18/04/2023

الهيئة الدولية للمناخ: مقبلون على كارثة.. والسبب الوقود الأحفوري

فاطمة الحاج
أصبحت الأنشطة البشرية السبب الرئيسي لتغير المناخ. فمنذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، ساهمت بعض الدول الرأسمالية بطريقة أو بأخرى بالعبث بالطبيعة التي باتت تبشرنا اليوم بكوارث مناخية نتيجة للاحتباس الحراري جراء ارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب بمقدار 1.1 درجة مئوية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة ــ كان صدر الشهر الماضي ــــ التي قرعت بدروها جرس الانذار، محذرة من استفحال الأنشطة البشرية الهدامة للبيئة.

ما هي أسباب هذا الارتفاع في درجة حرارة سطح الكوكب؟  

تعد الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها روسيا الصين والهند، الملوث الأساسي للمناخ، ولارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية لكن بنسب متفاوتة، مع العلم أن امريكا اتخذت خطوات للحد من انبعاثاتها لثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، استنادا للتقرير.
وبحسب التقرير، فإن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية أي حوالي 2.7 درجة فهرنهايت سيساعدنا في تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش، خصوصًا وأن تبعات تغير المناخ ستؤدي الى عواقب وخيمة جداً على الكون.

ما هي مسؤولية البشر؟

في الحقيقة، إن الكائن البشري بفطرته يبحث عن التطور والتميز، لكنه قد نسى أو تناسى بطريقة أو بأخرى أن نتائج أبحاثه وأفعاله تسببت بمعاناة كبيرة لسطح الكوكب الذي يعيش عليه، لا سيما بعدما بدأ الانسان باستهلاك الفحم والنفط والغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى على نطاق واسع، الأمر الذي أدى الى ازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون والميثان بشكل كبير.

ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات للغازات الدفيئة كثاني أكسيد الكربون والميثان، وهذه تعمل بدورها كغطاء يلتف حول الكرة الأرضية ويحبس حرارة الشمس، ما يؤدي لرفع درجات الحرارة. وعليه ونتيجة لاستمرار هذه الانبعاثات، أضحت درجة حرارة الأرض الآن أكثر سخونة بمقدار 1.1 درجة مئوية، عما كانت عليه في أواخر القرن الثامن عشر.

ومع ذلك فإن الدول الكبرى لم تأبه لهذا الضرر الكبير ومضت في أفعالها المدمرة للبيئة. من هنا، أكد تقرير (IPCC) أن ما تحتاجه البشرية هو "تخفيضات سريعة وعميقة، وفي معظم الحالات، تخفيضات فورية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع القطاعات خلال هذا العقد".

ماذا عن التوقعات المستقبلية للمناخ؟

تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "بثقة عالية" أنه ستكون هناك "آثار ضارة لا رجعة فيها على بعض النظم البيئية ذات المرونة المنخفضة، مثل النظم البيئية القطبية والجبلية والساحلية، والتي تتأثر بالغطاء الجليدي أو ذوبان الأنهار الجليدية، أو عن طريق سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر.

الأكثر خطورة، هو أنه اذا وصلت درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين ستكون هناك موجات حرّ تهدد الحياة، وفيضانات ساحلية واسعة النطاق، واضطرابات اجتماعية، وزيادة الهجرة  نتيجة فشل المحاصيل ونقص المياه المزمن، فضلاً عن زيادة في عدد وشدة الظواهر الجوية المتطرفة. كما سيكون لأحفادنا عالم مختلف جدًا وأكثر قسوة، بسبب السياسات الوطنية الحالية والبنية التحتية القائمة على الوقود الأحفوري، ما لم نسرع في الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

في الختام، بناء على ما تقدم فإن الحل الذي يقترحه الخبراء والعلماء هو ضريبة الكربون التي تحفز على التحول نحو الطاقة النظيفة. وإلى أن يصبح ذلك ممكنًا سياسيًا، يجب على الحكومات الاستمرار في تشجيع التخلي عن الوقود الأحفوري. فالكارثة تلوح في الأفق. فيما الفشل في تجنب ذلك ليس خيارًا.

قمة المناخالوقودالوقود الاحفوريالاحتباس الحراري

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة