فلسطين
آية كشكو.. فلسطينية تبدع في تحويل "أخشاب المشاطيح" لأثاث منزلى راقِ
بيديها الناعمتين، ُتبدع الشابة آية كشكو (28 عاما) في إعادة تدوير المنصات الخشبية المهملة والتي يطلق عليها اسم "المشاطيح". تضع لمساتها في تفكيك وقص وتجميع تلك الأخشاب لتحولها إلى أثاث وأشكال خشبية مميزة، في مهنة احتكرها الرجال لعقود.
آية استطاعت الخروج عن المألوف وكسر القاعدة المبنية على مقولة "مهنة ذكورية" وأثبتت تغلبها على العوائق التي اعترضت طريقها بابتكارها مشروعها الخاص "بساطة".
بدايات كشكو كانت مع تخرجها من الجامعة في تخصص الهندسة المعمارية، وحصولها على فرصة عمل داخل مصنع أثاث في المنطقة الصناعية شرق القطاع، ضمن المشاريع المعمارية التي تقدمها الجامعة للمتميّزات.
ومن خلال عمل آية في مصانع الأثاث في المنطقة الصناعية، راودتها فكرة تدوير المنصّات الخشبية والتصاميم الفنية، وكانت تلك بداية إنشاء مشروعها الخاص وافتتاح ورشتها "بساطة " في حي الزيتون جنوب القطاع.
ويعمل داخل ورشة آية 12 فردا من الذكور، تنوعت تخصصاتهم ما بين الهندسة والنجارة والدهان والفك والتركيب لإنتاج تصاميم فنية بدقة وجودة عالية.
وتقول أية "لقد دعمت شهادتي الجامعية بموهبتي وشغفي للتميز والإبداع في صناعة الأعمال الخشبية والتصاميم الفنية والهندسية، وهي فكرة كبرت معي منذ سنوات".
وتضيف "الذي جعلني أتجه نحو الأخشاب وإعادة تدويرها هي رؤيتي من خلال عملي في المنطقة الصناعية لمئات الشاحنات تدخل للمصانع لتنقل البضائع الموضوعة على المنصات الخشبية، ويتم التخلص من هذه الأخشاب دون الاستفادة منها بأي شكل".
أبدعت آية في تصاميمها الفنية في إعادة تدوير المنصات الخشبية وتحويلها إلى قطع أثاث جميلة وصديقة للبيئة، وفي الوقت ذاته تتمتع هذه القطع بجودة عالية وتكلفة قليلة مناسبة لجميع شرائح المجتمع.
ولإبداعها الفني في مجال تصميم الأثاث، حصلت آية على جائزة المرأة الريادية على مستوى فلسطين لعام 2018 في مسابقة نظمتها القنصلية البلجيكية في القدس.
وتسعى آية بمشروعها الفريد من نوعه كونها أول سيدة ريادية في غزة أبدعت في مجال التصاميم الخشبية للمشاركة في معارض محلية ودولية لإبراز دور المرأة الفلسطينية في العالم الحر.
معيقات العمل
وعلى الرغم ممّا وصلت إليه كشكو من نجاحات وإبداعات في مجال عملها الا أنها واجهات العديد من المعيقات، كان أبرزها الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من اثنى عشر عاما، وهو ما وقف عائقا أمام وصول تصاميمها للدول.
وإضافة إلى ذلك، تقول آية إن "انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة لعب دورا كبيرا في عرقلة العمل وعدم تمكي من انجاز الأعمال في الوقت المحدد، الى جانب عدم تقبل الكثير من الشباب فكرة أن يعمل تحت أوامر وتوجيهات فتاة".
وتغلبت آية على نظرة المجتمع التي لم تتقبل فكرة عمل المرأة في مجال يختصّ بالرجل، إذ عانت كثيرا في طريق نشأتها للنهوض داخل ورشتها البسيطة من كلام ونظرات المجتمع.
وبمشروع آية البسيط، استطاعت أن تقاوم البطالة التي يعاني منها قطاع غزة، إذ بلغت نسبة العاطلين عن العمل 300 ألف شخص، ووصلت نسبة البطالة الى 52% خلال العام المنصرم.
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024