فلسطين
الإجرام الصهيوني مستمرّ على غزة.. 10569 شهيدًا ونحو 26 ألف جريح منذ بدء العدوان
في اليوم الرابع والثلاثين من الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة، واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال الصهيوني قصف مناطق متفرقة من القطاع موقعة مزيدًا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
فقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد الشهداء، منذ بدء الحرب، إلى 10569، بينهم 4324 طفلًا و2823 امرأة، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من 26 ألفًا، علمًا أن وزارة الصحة الفلسطينية تعتمد في إحصاءاتها على الشهداء والجرحى الذين يُنقلون إلى المستشفيات، ولا تشمل إحصائياتها الشهداء والمفقودين تحت ركام المباني المدمرة.
كما استشهد خمسة مواطنين في قصف صهيوني استهدف منزلين، في بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي القطاع، وفقًا لشهود عيان.
كذلك قصفت الطيران الحربي الصهيوني مبانٍ سكنية، في المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوبي القطاع، كما نفّذ غارات على محيط مجمع الشفاء، وشهدت بلدة بيت لاهيا قصف جوي صهيوني عنيف.
وأعلن الليلة الماضية عن استشهاد 30 فلسطينيًا في قصف طائرات الاحتلال منزلين من عائلتي البرعي وأبو ركبة في مخيم جباليا شمالي القطاع. وأعلنت مصادر طبية أخرى عن وصول 65 شهيدًا وأكثر من 100 إصابة إلى مستشفى الأندونيسي، أمس الأربعاء.
حرب على المستشفيات والبنى التحتية
من جهته، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، أمس الأربعاء، إحصائية جديدة لآثار الحرب الصهيونية المستمرة على القطاع، وقال فيها إنّ: "هذه المحرقة خلّفت حتى اللحظة 10569 شهيدًا منهم 4324 طفلًا و2823 امرأة، في حين بلغ عدد الإصابات 26475 إضافة إلى أكثر من 3000 مفقود تحت الأنقاض أو على جوانب الطرق وأحياء القطاع، لم يتسنَّ جلبهم للمشافي بسبب شدة القصف".
وأوضح معروف، خلال مؤتمر صحفي، أن: "التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال والإبادة الجماعية، في كل مناطق قطاع غزة، خلّف خلال الساعات الأخيرة شهداء، 49% منهم من مناطق جنوب غزة، وهذا إثبات جديد أن مزاعم الممرات والمناطق الآمنة مجرد ادعاءات واهية".
ولفت معروف إلى أن 1050 شهيدًا، من سكان الشمال الذين نزحوا إلى الجنوب، ارتقوا شهداء إثر مجازر قام بها الاحتلال في مناطق جنوب غزة التي يدّعي أنها مناطق آمنة. وأعلن معروف أنّ 70 % من سكان القطاع باتوا نازحين في مراكز الإيواء المختلفة، وقال: "للأسف؛ لا تقدم لهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) الاحتياجات الحياتية بحدّها الأدنى في تنكر واضح وتخلي عن مسؤولياتها". وأضاف: "الأونروا ارتضت أن تكون مرهونة لإملاءات الاحتلال بسحب مجال عملياتها وموظفيها، وتركت مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء من دون مأوى ومن دون ماء وطعام ومن دون علاج".
وتابع بأنّ: "جريمة الاحتلال لا تقتصر على الخسارة البشرية التي لا تعوض، وإنما طالت شرائح مجتمعية أخرى، حيث ارتكب نحو 1100 مجزرة بحق أبناء شعبنا باستهداف منازلهم فوق رؤوسهم، جلّهم من النساء والأطفال، واستهدف 120 من المؤسسات الصحية والحث الأضرار بها، فخرج عن الخدمة 18 مستشفى كما تضرر وخرج عن الخدمة 40 مركزًا صحيًا إضافة إلى استهداف 45 سيارة إسعاف".
الحرب على البنية التحتية والمؤسسات
على صعيد البنية التحتية، جرى حصر تدمير كلي لـ10200 مبنى سكني، تتنوع ما بين أبراج ومنازل وعمارات سكنية، كما تمّ حصر 222000 وحدة سكنية ألحقت بها أضرار نتيجة كثافة القصف الصهيوني طوال هذه المحرقة النازية وفقًا للمسؤول الفلسطيني.
وقال معروف: "جرى حصر أكثر 40,000 وحدة سكنية هدمت بشكل كامل وأصبحت غير صالحة للسكن، إضافة لتدمير 88 مقرًا حكوميًا؛ فضلًا عن عشرات المؤسسات الخدماتية العامة مثل مقار الجامعات وفروع البنوك وغيرها، والتي كان آخرها استهداف كراج البلدية وورشة صيانة آليات البلدية".
وأضاف: "المؤسسات التعليمية لم تسلم من قصف الاحتلال، حيث وصل عدد المدارس إلى 238 مدرسة ألحقت بها أضرار، فخرجت 60 مدرسة عن الخدمة بسبب الاستهداف والقصف المباشر".
كما وصل عدد المساجد التي دمرها الاحتلال كليًا إلى 66، فيما تضرر 145 مسجدًا وتضررت 3 كنائس.
وأشار معروف إلى تعطل قطاع الطاقة منذ بداية العدوان، وقال: "من الواضح أنه سيتعذر، حتى بعد العدوان، وفي حال إدخال الوقود أن تعود إمدادات الكهرباء على حالها قبل العدوان".
الحرب على المستشفيات
وقال معروف: "مع دخول الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال على غزة شهرها الثاني، بدا واضحًا أن عنوانها الرئيسي هو الحرب على المستشفيات"، مضيفًا بأنّ: "المشاهد الحية من مجمع الشفاء الطبي تظهر للعالم امتلاء كل شبر في المجمع بالجرحى والنازحين المدنيين. ومع ذلك؛ فإنّ جيش الاحتلال قصف مبنى القدس في المستشفى، وقصف محيطه مرارًا، كما يتعرض لحرب شعواء عنوانها منع إدخال الوقود ما ينذر بتوقف تام وشامل لكل أقسام الخدمة داخل المجمع".
واستطرد قائلًا: "نحن أمام ساعات محدودة تفصلنا عن توقف الخدمات بشكل كامل، بالرغم من كل الاجراءات الاحترازية والاضطرارية التي قامت بها ادارات مستشفيات غزة والشمال، ولكن كل هذه المحاولات وصلت إلى طريق مسدود".
وحمّل معروف مسؤولية توقف المشافي وإخراجها عن الخدمة لكل المؤسسات الدولية التي ترى وتسمع وتعلم يقينًا تداعيات هذا الامر، وتعلم ما يعنيه توقف المنظومة الصحية عن العمل على حياة المرضى وعلى حياة الجرحى؛ بل وعلى حياة كل انسان داخل مناطق غزة والشمال تحديدًا.
وقال: "نتحدث عن قرابة 900,0000 مواطن يوجودون في مناطق غزة والشمال سيصبحون من دون عناية طبية، ومن دون اي منظومة صحية يمكن ان تقدم لهم خدماتها او خدمات العناية الطبية".
حرب التجويع
وأضاف: "العنوان الثاني الذي لا يقل أهمية وهو عنوان حرب التجويع التي يشنها الاحتلال بإطباق الحصار على مدى ثلاثة وثلاثين يومًا لم يدخل فيها إلى قطاع غزة إلا النذر اليسير من المساعدات الهزيلة التي وصفها اليوم مفوض الأمم لحقوق الإنسان بأنّ شريان الحياة لقطاع غزة هو شريان ضعيف بشكل ظالم ولا يحتمل".
ورأى معروف توصيف مفوض الأمم لحقوق الإنسان: "وإن اتفقنا معه تمامًا إلا أنه لا يقدم ولا يؤخر في المشهد الإنساني المتفاقم، والذي وصل إلى حدّ النكبة الإنسانية داخل قطاع غزة بكليته، وخاصة في مناطق غزة والشمال".
وطالب معروف بفتح معبر رفح بشكل كامل وإدخال كل المساعدات اللازمة وفي مقدمتها الوقود.
كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي حملة التحريض المشبوهة التي يقوم عليها الاحتلال الصهيوني ووسائل إعلامه المجندة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين أبدعوا في التغطية الإعلامية للمحرقة الهمجية النازية المتواصلة على قطاع غزة. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال من مغبة الاستمرار في استهداف الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، ويحمّله كامل المسؤولية عن سلامتهم وحياتهم، لا سيما في ضوء حملات التحريض الشخصية التي طالت بعض الصحفيين الفلسطينيين.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي بلجم الاحتلال الصهيوني ووقف العدوان المستمر على قطاع غزة. كما طالب كل المنظمات والهيئات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي إلى الوقوف عند مسئولياتهم وحماية الصحفيين والإعلاميين الذين استشهد منهم حتى الآن 49 صحفيًا خلال تغطيتهم الإعلامية للحرب على غزة.
إقرأ المزيد في: فلسطين
30/10/2024