معركة أولي البأس

فلسطين

نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس": قادرون على هزيمة الاحتلال وطرده من الضفة
05/07/2023

نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس": قادرون على هزيمة الاحتلال وطرده من الضفة

رأى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري أن جيش الاحتلال الصهيوني يمارس في الضفة ما مارسه في غزة، حيث كانت النتيجة اقتلاع الاحتلال وتحول غزة إلى قاعدة للمقاومة. 
 
وقال العاروري خلال لقاء مع قناة "المنار" اللبنانية: "إذا أراد الاحتلال ممارسة السياسة نفسها التي مارسها في غزة سيصل إلى النتيجة نفسها في الضفة باندحاره عنها". 
 
وأشار إلى أن الشعوب لا تنهزم ما دامت تمتلك الإرادة والاستعداد للتضحية، وكل معارك المستعمرين والمحتلين مع الشعوب باءت بالفشل في النهاية. 
 
وأضاف بأن الاحتلال ارتكب كل المجازر الممكنة في لبنان، لكن في النهاية المقاومة طردته. لافتًا إلى أن "كل اليهود في فلسطين جاؤوا من بلادٍ هم مواطنون فيها، وأغلبهم لديهم جواز سفر ثان، أما شعبنا فليس له خيار إلا أن يصمد في أرضه". 
 
وأوضح أن "أهم الإبداعات في مخيم جنين ليس في إيقاع أكبر الخسائر في قوات الاحتلال؛ بل بالصمود والبدء من جديد فورًا وعدم الانكسار". 
 
وقال: "ليس هناك احتلال يرحل بلا مقاومة مسلحة، وحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أن تقاوم وتقاتل، وهو واجب عليها". مضيفًا بأنه "حينما أتيح السلاح للمقاومين في الانتفاضة الأولى، اضطر الاحتلال لتوقيع اتفاق أوسلو، والانتفاضة الثانية بدأت مسلحة، وكانت النتيجة انسحاب الاحتلال من غزة وشرق الضفة". 
 
وأكد العاروري أن "الاحتلال غير شرعي، وقابل للاقتلاع كما حدث في غزة وسيناء ولبنان، وكل المحاولات لإفساد بيئة المقاومة ستفشل، وشعبنا دائمًا لديه الجاهزية ليقاتل". 
 
وأضاف: "المقاومة تنقصها الأدوات، لكن دائمًا الإرادة تصنع المستحيل والمعجزات، وهذا ما يحصل في الضفة". 
 
ولفت إلى أن المقاومين في الضفة يقاومون بما توفر لديهم من أدوات سواء بالسكين أو المسدسات، والبنادق، ثم تطورت الحالة لاستخدام العبوات المصنعة محليًّا والقنابل اليدوية، ووصلوا إلى تجارب إطلاق صواريخ. 
 
وأشار العاروري إلى أن حالة المقاومة تتطور، والاحتلال يصيبه الرعب لأنه يراقب تطور المقاومة بالطريقة نفسها التي حدثت في أماكن أخرى مثل غزة. 
 
وقال: "إن التعويل على اتفاقية "أوسلو" وعلى الشرعية الدولية وعلى الولايات المتحدة صفر، فلا أحد يمكنه الآن أن يخرج للإعلام من صنع أوسلو ويقول ما زلنا نعول على الأمم المتحدة وواشنطن، فهذا انتهى". 
 
وتابع: "إن الراحل ياسر عرفات أدرك جيدًا أن مسار التسوية لا يمكن أن يؤدي إلى دولة فلسطينية، وعاد إلى المقاومة المسلحة". 
 
وشدد العاروري على أن "مرحلة أوسلو انتهت، ولا يمكن لأحد أن يعول عليها، ونتنياهو صرح بوقاحةٍ قبل أيام، حيث قال: سنسحق فكرة إنشاء الدولة الفلسطينية". 
 
وقال: "المشكلة أن البعض ما زال عالقًا في بعض نتائج أوسلو مثل التنسيق الأمني الذي يخدم الاحتلال". 
 
وأكد أنه "ليس هناك خيار واقعي لمجابهة الاحتلال إلا المقاومة ووحدة شعبنا في الميدان، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني موحد خلف خيار المقاومة، وحتى قواعد وكوادر فتح يدركون أنه لا خيار أمامنا إلا المقاومة". 
 
ولفت إلى أن المشروع الصهيوني يشهد لأول مرة في تاريخه حكومة فاشيين ونازيين ومجرمين حتى طبقًا للقوانين "الإسرائيلية". مشيرًا إلى "أن وزراء حكومة الاحتلال على الصعيد الدولي لا يستقبلهم أحد، سواء في أميركا أو فرنسا، ونتنياهو لم يُدعَ إلى البيت الأبيض حتى الآن، وهذه فرصة لنا، والمطلوب منا توحيد موقفنا ومواجهة هذه الحكومة بكل أساليب المقاومة وأهمها المقاومة المسلحة". 
 
وقال العاروري: "نعمل وندعم ونتعاون مع كل المقاومين بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية، وعنواننا المقاومة ضد الاحتلال". مؤكدًا أن "الوحدة في الميدان متحققة بشكل أفضل بكثير عن الوضع الرسمي، ونحن لا ندخر جهدًا حتى نصل إلى تفاهمات مع كل الفصائل". 
 
وكشف العاروري عن أن قيادة حركة حماس كانت خلال هذه المواجهة في لقاء مباشر مع القيادي بحركة الجهاد محمد الهندي والأمين العام زياد النخالة، والمقاتلون كانوا معًا على الأرض "ونحن والجهاد الإسلامي في الاتجاه الصحيح". 
 
وقال: "إن الصورة داخل فلسطين موجودة خارج فلسطين على مدى أكبر وأبعد، فشعبنا الفلسطيني كله مقاومة، والأمة من خلفه تدعمه في مشروع المقاومة". 
 
أضاف: "أما إستراتيجيًّا، فأحد أهم وظائفنا كقيادات فلسطينية أن نجمع أكبر قدر ممكن من المقاومين والمتبنين للمقاومة في شعبنا وأمتنا، ليكونوا صفًّا واحدًا في مواجهة المشروع الصهيوني". 
 
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يعيش اضطرابًا داخليًّا غير مسبوق وصراعًا دوليًّا، ومعركة جنين تشكل نموذجًا للانتصار، وقال: "يجب أن نستخلص أنه لو دخلت كل المناطق بالمستوى نفسه لدينا فرصة لطرد الاحتلال من كامل الضفة".

وأكد أننا "قادرون على هزيمة الاحتلال، وليس لدينا خيار آخر غير المقاومة، ولدينا فرصة لإشعال معركة مع
الاستيطان والاحتلال، ويمكننا أن نطرد الاحتلال من الضفة الغربية". 
 
وأضاف العاروري: "مخيم جنين شكل رمزًا للمقاومة، لكن الضفة خاضت معاركها البطولية، وأقول لمعاقل الأبطال والمجاهدين والمقاومين في كل محافظات الضفة: ادخلوا المعركة وصعدوها كما حدث في جنين وأكثر". 
 
ولفت إلى أن "كل جيل من شعبنا لديه معركة مع الاحتلال، وشباب اليوم أقول لهم، إنه لا يجوز أن تمر هذه المرحلة بدون أن يكون لك إنجاز في سجل المقاومة". 
 
ونوّه العاروري بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضية الفلسطينية، وقال: "لا شك أن لديها موقفًا متقدمًّا جدًا في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي تفتخر بذلك وتدفع ثمنًا له،  
موضحًا أن لقاءات وفد قيادة حماس خلال زيارته للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت تتركز على "أن تعمل كل مكونات المقاومة معًا حتى نجمع صفوفنا في الوقت الذي تتفرق فيه صفوف العدو". 
 
وبيّن العاروري أنّ الدول التي كانت تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني مبررة ذلك على أساس الاحتماء من أعداء وهميين، وأنه مفتاح للعلاقة مع العالم، تبين لها الآن أن هذا الكيان هش غير قادر على أن يسيطر على مخيم مساحته 1 كيلومتر مربع في قلب الأرض المحتلة.

صالح العاروري

إقرأ المزيد في: فلسطين