فلسطين
فاروق سلامة… زُفّ شهيدًا قبل أن يُزف عريسًا
في يوم زفافه المقرر، وخلال وليمة غداء، علقت عائلة الشهيد الفلسطيني فاروق سلامة بدلة عرسه وعتاده وأسلحته بعد يومين من اغتياله برصاص قوات الاحتلال في جنين.
واحتفلت الوالدة الستينية "أم فادي" بزفاف العريس رغم غيابه، مؤكدة أن "روحه ترفرف بيننا وحولنا لأنها حية، هم اغتالوا جسده، لكن روحه ما زالت حرة وأشعر أنه يراقبنا".
وفي تفاصيل يوم السبت 5 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي حوله الاحتلال من فرح إلى حزن، توجهت أم فادي إلى غرفة فاروق، التي جهزها قبل استشهاده، وعانقت بدلته وسط الدموع وهي تردد "اليوم عرسك".
كما أعدت الوالدة سلال الحلوى التي كانت أنهت تجهيزها يوم اغتياله، وحضّرتها لتوزيعها على نساء المخيم في الموعد الذي كان مقررا فيه زفاف فاروق.
وأضافت أم الشهيد "الاحتلال لن يسرق فرحتي بزفاف فاروق الذي اصطفاه رب العالمين شهيدا، لقد تمناها ونالها، فمبروك الشهادة على فاروق".
كما انشغل أشقاء فاروق بالتحضير لحفل زفاف شقيقهم والذي تحول لمهرجان ووليمة عن روحه.
ويقول شقيقه فادي سلامة "الرصاصات التي اخترقت جثمان شقيقي طالتنا، وأصابتنا وفتحت في جسد كل واحد منا جرحا لن يندمل أبدا".
وقبل اغتياله، أنهى فاروق توزيع بطاقات الدعوة، كما جهز منزله بشكل كامل وتوجه برفقة أشقائه إلى الملحمة للإشراف على ذبح العجول التي اشتراها لإقامة وليمة عن أرواح الشهداء بمناسبة زفافه.
إلا أن قوات الاحتلال استغلت وجوده أمام الملحمة وفرحته بعرسه وذبح العجول، وأقدمت على اغتياله الخميس الماضي.
وتتهم سلطات الاحتلال الشهيد فاروق سلامة بأن له علاقة بمقتل ضابط في وحدة اليمام الإسرائيلية الخاصة خلال اقتحامها لمخيم جنين في 13 أيار/مايو الماضي، كما اتهمه الناطق باسم جيش الاحتلال بسلسلة عمليات إطلاق نار تجاه جنود الاحتلال.
وينحدر الشهيد فاروق من عائلة مناضلة قدمت الشهيد والجريح والأسير في مقاومة المحتل ومقارعته، وهو الشقيق الثاني من الذكور الأربعة.
وُلد في المخيم ودرس في مدارسه حتى الثانوية العامة، وبدلا من إكمال دراسته الجامعية التحق بركب المقاومة فانتمى مبكرا لحركة الجهاد الإسلامي، وصار أحد أبرز قادتها العسكريين بانضمامه لجناحها العسكري "سرايا القدس".
وكغيره من أفراد عائلته، اعتقل فاروق، وقضى في سجون الاحتلال 8 سنوات متفرقة كان آخرها قبل أكثر من عام.